لا يوجد لديَّ وقت لحفظ القرآن أو لممارسة الرياضة أو لقراءة كتاب؟ ولكن لديَّ وقت للهم والضيق والنكد، ولكن لا يوجد لدي وقت للتغيير والتطور؟
أنا صغيرة على أن أتعلّم أشياء جديدة .... يالله حسن الختام؟
أنا تعوّدت على ذلك منذ مدَّة طويلة، ولن أستطيع أن أتغيّر وأغيّر من هذه العادة السيّئة؟
هناك مشاكل لن تحل إلاَّ بوجود المال، وأنا لا أملك المال؟ فإذا أنا لا أملك السعادة.
أريد أن أتطوّر، ولكن أخاف أن أفشل؟
أنا حزينة من أوضاع أمتنا ، وحزني هذا يمنعني من أن أغيّر نفسي وأتقدّم ... فقط أشاهد التلفاز وأتباع أخبار أمتي وأبكي...
المشكلة ليست بيدي وإنَّما بمن حولي ، برئيسي في العمل، وبزوجي العنيد، وبأولادي المشاكسين ، وفي الواقع أنا طيّبة وقلبي طيب!!
لديَّ الكثير من الأعمال التي علي إنجازها، فأنا مهمومة لا أعلم من أين أبدأ ؟
هذه الكثير من الحيل النفسية التي يحتالها الشيطان، ويدخل بها علينا فيثبطنا عن العمل والتطوروالسعي ...
حيلة الوقت، حيلة العمر، حيلة العادة، حيلة المال، حيلة الخوف، حيلة الحزن، حيلة الغضب،حيلة الهم، حيلة اليأس...إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة حينما نعيشها للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا وتضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.
في أنفسنا قوَّة داخلية خلقنا الله بها هي قوة التغيير والعمل ، وإليك أخيتي مضاداً حيوياً لهذه الحيل يحدث التغيير المنشود هي وصفة "برفق":
بــــــرفـــــــــق
الباء : البساطة، أن تكون هذه الدنيا الزائلة في أيدينا لا في قلوبنا ، وإنَّ من أهم عوامل الراحة البساطة في المسكن والمأكل والمشرب والحياة بكل جوانبها ، نعيش في هذه الدنيا لتطوير ذواتنا ، فلتقلل من الدنيا ...
أخيتي في كلِّ عمل تقبلين عليه في هذه الدنيا ، إسألي نفسك أولا ما الهدف والمقصود ، فإن كان لله فنعم ونعما ، وإن كان لغير الله فاحتسبي!
الراء : الرِّفق ، وهو لين الجانب وهو اللطف وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها، يقول رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام : ((ما كان الرِّفقُ في شيء إلاَّ زانه، وما نزع من شيء إلاَّ شانه))، فلنكن رفقاء مع أنفسنا وأزواجنا وأولادنا وزملائنا وخدمنا ، رفق في الحديث ورفق في التربية ورفق في العمل، فإنَّنا برفقنا نصل إلا ما لا نستطيع أن نصل إليه بالشدة والعنف، يقول رسولنا اللين الرفيق عليه السلام: ((إن الله يحب الرفق في الأمر كله)).
الفاء: الفهم ، علينا أن نفهم ونعي لماذا خلقنا الله؟ هل لكي نكون مثل عادي ، وكلنا يعرف قصة عادي الذي ولد بشكل عادي وكبر بشكل عادي وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية والجامعية بشكل عاديّ، وتزوَّج بشكل عادي، وأنجب بشكل عادي، وعمل بوظيفة عادية وماذا كانت نهاية عادية أنَّه مات بشكل عادي .
خلقنا نحن لنكون خلفاء الأرض، لكي نعمرها بالطاعة والعمل، لدينا هدف وخطة واضحة لتحقيق هدفنا لتحقيق هدفنا الأسمى، قال تعالى:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
القاف: القوة ، أكبر قوَّة لدينا هي قوة الإيمان ، هي نار الوقود التي تدفع الإنسان ففي الحديث القدسي: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده يبطش بها ورجله التي يبطش بها...))،
فيا لهذه القوة الكبيرة ، ((ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه))، قوة عظيمة هي الدعاء واللجوء إلى الله ، وهناك قوة أخرى ضرورية وهامة تأتي بعد قوة الإيمان وهي قوة العمل للآخرين أن لا نعيش لأنفسنا فقط، يقول سيد قطب في رسائله أفراح الروح: عندما نعيش لذواتنا تبدو الحياة قصيرة ضيئلة تبدأ من حيث نعي وتنتهي بإنتهاء عمرنا المحدود ، أما عندما نعيش لفكرة فإن الحياة تبدو طويلة عميقة تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ، إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة نربحها حقيقة لا وهما.
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة حينما نعيشها للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا وتضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية.
وفي الختام .. ليكن شعارنا دوماً (إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً).
للاستزادة :
ألبوم الحيل النفسية – عبد الله الملحم
الحيل النفسية – سلمان العودة