*وصفة خاصة:
في كلِّ وصفة نقدّمها لكم، اعتدنا أولاً أن نذكر الفوائد والمزايا لهذه الوصفة، ثم نعرض طريقة استخدامها أو نموذجاً لوصفة مجرّبة، ووصفتنا هذه سنبدأ أولا بعرضها وهي وصفة مجرّبة على مدى العصور والأزمنة والأماكن وصالحة لكلِّ زمان ومكان؛ وهي وصفة انشغال اللسان بذكر الله عزّ وجل.
أستغفر الله العظيم، أستغفر الله، الحمد لله ، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، سبحان الله العظيم ، سبحان الله وسبحان الله وبحمده،اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين، لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلّي العظيم،
هي وصفة مجرّبة أخيتي...
إذا تعسر عليك أمر ، فقولي :أستغفر الله ، فإنَّ في القلب قسوة لا يذيبها إلاّ ذكر الله تعالى، قال ابن تيمية: إنَّ المسألة تنغلق عليّ فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل فيفتحها الله علي، قال تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفوراً} ، إنَّ من أسباب راحة البال، استغفار الله الغفور، ورد في مسند أحمد : (( لا يقضى الله للعبد قضاء إلاّ كان خير له) ، قيل لابن تيمية حتى المعصية؟ قال: نعم،إذا كان معها التوبة والندم والاستغفار والانكسار ، قال تعالى :{ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفرلهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
هي تجلب الخير والسَّعادة والرزق، يقول الله عزّ وجل: { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا...}، بالاستغفار ترزقين بالولد الصالح والذرية الطيبة { يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم أنهاراً}.
نعم بالذكر والاستغفار ييسر الله لك الزّوج الصّالح الذي يحفظك ويحترمك ويقدرك ويقدرك فإن أحبك أكرمك وإن كرهك لم يظلمك!
بالذكر تحصلين على القناعة والرِّضا، فكلما رأيت نعما شكرت الله، الحمد لله الذي أنعم عليَّ بالصِّحة والعافية ، الحمد لله عندي قوت يومي ، الحمد لله الذي خلقني في أحسن تقويم ، الحمد لله الذي هداني للإسلام، الحمد لله الذي يسر لي الصّحبة الصّالح والزّوج الصّالح والولد الحسن ، الحمد لله الحمد لله.
وبالذكر تستشعرين قرب الله عزّ وجل ومعيته معك في السَّراء والضَّراء والعلانية والخفاء، فالله أكبر... الله أكبر من كلِّ شيء، وهو القادر على كل شيء قادر على الظالم بأن يقتص منه، وعلى الجائر والمتجبّر في هذا الأرض بأن يمحقه ويخسف به الأرض.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من صلّى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً))، يا رسول الله، إننا نحبك، ونسأل الله أن يرزقنا مرافقتك في الجنة في الفردوس الأعلى ، والشرب من يديك الطاهرة شربه ماءً لا نظمأ بعدها أبداً.
سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ، سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ، سبحان ربي الأعلى ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
سبحان الفرد الصَّمد، سبحان رافع السَّماء بغير عمد، سبحان من بسط الأرض على الماء فحمد، سبحان من خلق الخلق فأحصاهم عددا ، سبحان الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، (سبحان الله وبحمده )، من قالها لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل ممَّا جاء به إلاَّ أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ، وفي رواية البخاري : ((حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)).
حسبي الله ونعم الوكيل ... حسبي الرّب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوقين... حسبي الرزاق من المرزقين ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
( حسبي الله لا إله إلاَّ هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) ، من قالها حين يصبح سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة . أخرجه ابن السني وأبو داوود.
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، في رواية أبي داوود ، : ((من قالها مرة حين يمسي يكون له عدل رقبته بكيت له عشر حسنات ويحط عنه عشر سيئات ويكون له حرز من الشيطان حتى يصبح)).
هي كنوز ثمينة أحببت أن أذكّر نفسي وإيّاك بها ، وأن نجعلها دندنتنا في الحياة ، في البيت عند العمل في المطبخ وفي السيارة في السّفر وفي السوق ونعلمها لأولادنا ونحرص عليها.
عسى الله أن يجعلنا من المفرّدين ، ففي الحديث الصَّحيح عن مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال الرسول : ((سبق المفردون ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)).
بذكر الله يورث الذاكر ذكر الله تعالى له، قال تعالى :{ فاذكروني أذكركم}، وما أعظمها من نعمة ، وبالذكر يرضى الرَّحمن ويكسر الشيطان ويطرد ، وبالذكر يزال الهم والغم عن القلب ويقوى القلب والبدن وينور الوجه وبه يكسب الذاكر المهابة والحلاوة والنظرة، وهي من أيسر العبادات ومن أجلها وأفضلها، جعلنا الله وإياكن من الذاكرات الله كثيراً.
مراجع للاستزادة:
التداوي بالاستغفار- حسن بن أحمد بن حسن همام
رد البلاء بالاستغفار – مصطفى شيخ إبراهيم أبو رفعة
الاستغفار وثمراته العاجلة والآجلة - محمد بن علي العرفج
من عجائب الاستغفار – خالد بن سليمان الربعي