فالناجح لا يتردد ولا يرتبك ولا يغير اتجاهه سريعاً ، لأن ذلك يضيع عليه الجهد والوقت، كالذي يبني ثم يهدم أو كالذي يكتب ثم يمحو ما يكتب، وأكثر الفاشلين سبب فشلهم التبديل والتغيير، فنعرف من دخل بعض الكليات الشرعية فلما درس فصلاً وفصلين ذهب إلى اللغة أو التربية أو الاقتصاد وهكذا حتى تخرّج زملاؤه وهو لا يزال متردداً محبطاً.
ومن التجار من تاجر في العقار فلما تحسن دخله وحسن وضعه انقلب إلى تجارة الملابس ثم تحول إلى تجارة المواشي فضاعت أمواله وذهبت خبراته أدراج الرياح، وإلا فلو ثبت لنبت، ومن فتح عليه باب رزق فليلزمه.
فالناجح لا يتردد ولا يرتبك ولا يغير اتجاهه سريعاً ، لأن ذلك يضيع عليه الجهد والوقت
ومنهم من كان خطيباً ماهراً يخلب الألباب ويأخذ بالقلوب ثم ترك ذلك وشارك في جمعيات خيرية تعاونية أفقدته موهبته وما تميّز به، ومنهم من فتح عليه في العلم فحسن حفظه وفقهه ثم أعرض عن ذلك إلى العبادة وهجر العلم.
وهذا التردد والتذبذب عند الجميع هو سبب الفشل والإخفاق، فمن أراد النجاح فليصمد وليواصل وليستمر وليبدع في مجاله الذي خلق له (قد علم كل أناس مشربهم) (ولكل وجهة هو موليها) كل ميسّر لما خُلق له.
نصيحتي للآباء أن يتركوا أبناءهم على سجيتهم واختيارهم في دراستهم ووظائفهم ومواهبهم وأعمالهم وتبقى الرقابة على جانب التدين والقيم والأخلاق لأن هذه لا مفاوضة فيها بإجماع العقلاء.
ونصيحتي للآباء أن يتركوا أبناءهم على سجيتهم واختيارهم في دراستهم ووظائفهم ومواهبهم وأعمالهم وتبقى الرقابة على جانب التدين والقيم والأخلاق لأن هذه لا مفاوضة فيها بإجماع العقلاء.
إن بعض الآباء يختار لابنه القسم الدراسي الذي يرتاح له هو بغضّ النظر عن رغبة هذا الابن فيفشل الابن في دراسته لأنه يدرس في تخصص لا يحبه، ويصر بعض الآباء على وظيفة لابنه لا يرغبها الابن فيفشل في وظيفته ويختار الأب زوجة لابنه ويغصب ابنه على حبها والعيش معها فنتج زواجاً فاشلاً.
إن النجاح مصحوب بالرغبة في الشيء وحب هذا الشيء سواء كان علماً أو مهنة أو وظيفة أو دراسة أو زوجة لازم من لوازم النجاح.
أما فرض رغبات الآخرين على شخص آخر فهذا تدمير للموهبة والنجاح، إذاً علينا أن نترك الناس لرغباتهم في تخصصهم وأعمالهم وحرفهم مع مراعاة القيام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
المصدر: صحيفة الشروق الجزائرية