البيتاوي .. اغتاله الاحتلال طبياً

الرئيسية » بصائر الفكر » البيتاوي .. اغتاله الاحتلال طبياً

  اعتاد الاحتلال الصهيوني اغتيال قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحركات الجهادية  الفلسطينية عسكرياً، إلاَّ أنَّ ضيفنا هذه المرَّة اغتاله الاحتلال طبياً، حيث ساء وضعه الصحي بشكل كبير جرّاء اعتقاله الإداري لدى سلطات الاحتلال، حيث ازداد السكري لديه بشكل كبير، ورفضت سلطات الاحتلال حينها علاجه داخل السجن، وحين خرج من السجن اضطر إلى بتر عدد من أصابعه، وقد أدّى التعنّت الصهيوني المتعمّد سواء خلال وجوده داخل السجن، أو من خلال رفض تحويله لتلقي العلاج المناسب في الخارج رغم إلحاح الأطباء والمماطلة الشديدة في تحويله للقدس للعلاج في التسبب في مضاعفة المرض لدرجة خطيرة، ممَّا جعله صارع المرض لمدة 20 عاماً، حتى تعرّض العام الماضي لوعكة صحية ممَّا اضطره إلى تلقي العلاج باستمرار، وأجرى خلال الشهرين الماضيين أربع عمليات بتر أصابع القدم وعملية شبكية ، شعر في المرحلة الأخيرة  بآلام بالقلب، ممَّا أخضعه لفحص آخر تبيّن أنه يعاني من انسداد في ثلاثة شرايين بالقلب؛ أحدها بنسبة 100% وثاني بنسبة 75% وثالث بنسبة 50% ممَّا نصح الأطباء بإجراء عملية قلب مفتوح بأسرع وقت ممكن.

 
دخل المستشفى بمعنويات عالية حتّى استجاب الله إلى دعوته أن تصعد روحه لبارئها بجوار المسجد الأقصى الذي طالما اعتلى محرابه محرّضاً على الاحتلال، وداعياً إلى مقاومته بكل الطرق وكنسه، ومن جوار محراب المسجد الاقصى مساء الأربعاء الماضي  في مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة إنه الشيخ حامد البيتاوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأحد الرجال الذين أسسوا دعوة الإخوان المسلمين في فلسطين .

من هو ؟ 

 الشيخ البيتاوي من أعلام الدَّعوة الإسلامية في الضفة الغربية وفلسطين 48، ومن مؤسسي الإخوان المسلمين في فلسطين ورئيس رابطة علماء فلسطين، ورئيس ديوان القضاء الشرعي السَّابق، وكان عضوا في المجلس التشريعي حيث حصل على أعلى الأصوات في محافظة نابلس، وكان حتى منعه من دخول القدس خطيبا للمسجد الأقصى المبارك الذي توفي بجواره ، هو  صحاب مقولة  " واثق من زوال الكيان الصهيوني 

شجّع أبناء الشعب الفلسطيني على المضي في مقارعة العدو الصهيوني وتحرير فلسطين من محتلها الغاصب ، أثرى المكتبة الإسلامية بموسوعة حافلة من المؤلفات التي تتحدث عن فلسطين والجهاد على أرضها".

وعلى منابر نابلس، كانت كلماته كانت كالرَّصاص تخترق القلوب لتستقر فيها حاملة معها الرِّسالة التي حملها، فكلما كان يصعد على درجات منبر حتى يتزاحم المصلون حوله كأنهم يتتبعون خطاه مع كل صلاة جمعة.

كان له دور وأثر واضح في العمل الخيري والأهلي،  وأسهم في عمل جمعية التضامن الخيرية، ولجنة زكاة نابلس، ولجان إنشاء المساجد، ولجنة التوعية الإسلامية، وغيرها من لجان الاصلاح .
 
 
وإلى جانب علمه الشرعي ودوره البارز في عمل الإصلاح والعمل الخيري، سجل البيتاوي سطوراً من تاريخ النضال والمقاومة؛ حيث عرف عنه مواقفه الثابتة من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، ومنذ شبابه كان بمثابة الشاب الذي يتحيّن الفرص ليعبّر عن مواقفه الرّافضة  لهذا الاحتلال، بل يحشد في كل جلساته الهمم لمقاومته.
 
وفي عام 1979 ، فرضت سلطات الاحتلال الإقامة الجبرية عليه ومنعته من مغادرة مكان سكنه  إلى جانب منعه من السفر خارج الوطن.

وفي العام 1990 أعتقل لمدة عام  تنقل خلاله بين عدة سجون صهيونية.
 
وفي عام 1992 تمَّ إبعاده إلى مرج الزهور في جنوب لبنان ضمن  415 شخصية من القادة والمقاومين الذين ابعدهم الاحتلال.

وفي العام 2007 أعاد الاحتلال اعتقاله مدَّة عام عقب انتخابه في المجلس التشريعي، ضمن الحملة التي استهدفت غالبية نواب ووزراء ورؤساء البلديات والمجالس المحلية، لقائمة التغيير والإصلاح بمدينة الضفة.
 

 

نشأته وتعليمه  ..

ولد قرية بيتا بمحافظة نابلس، فلسطين، 1944م تزوج بمقدسيّة، وله منها من الأبناء ستة، وبنت واحدة، ومن الأحفاد: تسعة عش، وله من الإخوة والأخوات سبعة ، درس الابتدائية، والإعدادية، في مدارس قريتة، والثانوية في مدرسة الجاحظ بنابلس، وحصل على شهادة الثانوية العامة، القسم الأدبي عام 1964م ، و تخرّج من كلية الشريعة، بالجامعة الأردنية، الفوج الأول، عام 1968م، حصل على درجة الماجستير، في الفقه والتشريع، من كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية، بنابلس، عام 1991م، عمل في المحاكم الشرعية، منذ تخرجه عام 1968م.

تدرج في الوظيفة كاتباً، فرئيساً للكتاب، ثمَّ قاضياً شرعياً، ثمَّ رئيسًا لمحكمة الاستئناف الشرعية، في الضفة المحتلة، ثمَّ عضوا في المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، في فلسطين.

عمل مُدَرِّسا ومحاضراً، في المدرسة الإسلامية الثانوية، وكلية الرَّوضة، وجامعة النجاح الوطنية، وساهم في الصحوة الإسلامية المباركة في فلسطين.

تتلمذ على يديه كثير، من كبار الدعاة والقادة، أمثال الأستاذ الشهيد جمال منصور، الشيخ عبد الله نمر درويش، الشيخ رائد صلاح، وغيرهم.

من مؤلفاته:

للشيخ البيتاوي  العديد من المؤلفات  من بينها  سلسلة خطب داعية، ذكريات الإبعاد في مرج الزهور، ذكرياتي في جماعة الإخوان المسلمين، رجال عرفتهم، اليهود، والمنافقون في القرآن الكريم، انتفاضة الأقصى، ولا تقربوا الزنى، التدخين حرام، التوبة، مولد النور، التفريق بين الزوجين في الشريعة الإسلامية، وحسب المعمول به في المحاكم الشرعية، في الأردن، وفلسطين، حقوق المرأة في الإسلام.

 

 

 

 

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

هل يصح الشك بوابة لليقين؟ (2-2)

سبق في الجزء الأول بيان منشأ مذهب الشك على يد الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت، وآثار …