الاستشارة :
السَّلام عليكم.. بنتي عمرها 3 سنوات ونصف السنة صعبة التعامل.. الله يحفظها ويهديها .. شخصيتها قيادية وتفرض رأيها، وإذا ما قدرت تصرخ أو تبكي.. متعلقة بي جداً وطول الوقت تبقى تمسك يدي ..أدخلتها الرَّوضة على أساس تتغير لكن ما في فائدة .. مع العلم أنّه عندها أخت اكبر منها وأخرى أصغر.
الرَّد :
المستشار : د . الدكتور جمال ماضي، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية
أولاً : يعدُّ تعلّق الطفل بأمّه في مرحلة الطفولة المبكرة من سنتين إلى السَّابعة أمراً طبيعياً، نظراً إلى الدور الحيوي الذي تقوم به في حياته. ولكن، عندما تتحوّل هذه الحالة إلى حدّ الالتصاق وتصلب الرأي الذي يصل إلى الصراخ والبكاء لتلبية حاجاته ، فهذا تصرّف يستدعي الحذر!
وأوَّل العلاج كيف تدرّب الأم طفلتها على الاعتماد على نفسها ، ممَّا يقلل من التعلّق الزّائد عن الحد، أهل الاختصاص يقولون : إنَّ الطفل يبدأ تعلّقه بأمّه بين الشهر السَّادس والتّاسع من عمره، ثمَّ يزداد في الأشهر التالية، ويكون مرافقاً لمشاعر قوية فيسرّ الطفل بملازمتها، ويضطرب إذا فارقته. وعادةً ما يخفّ تعلّقه بها عند بدء اكتشافه البيئة المحيطة به، ومع تطوّر علاقاته الاجتماعية مع الآخرين، ثم يعود تعلّق الطفل بأمّه للظهور مرّة أخرى عند بداية دخول الطفل الحضانة أو الرَّوضة أو المدرسة.
ثانياً : هذا التعلّق السَّابق شرحه هو الطبيعي، أمَّا المرضي فله أسباب ومظاهر يعرف بها منها :
1 – الأسباب :
- تعلّق الطفل الشديد بأمّه بسبب ارتباطه القوي بها
- اعتياده على البقاء بقربها لمُدَد متواصلة
- تغيب الأب لمدَّة طويلة ولا يوجد من ينوب عنه مثل الجد أو الخال أو العم.
2 – المظاهر :
- عندما تبتعد الأم عن الطفل لقضاء حاجة معيّنة، نجده يبدي أعراض قلق الانفصال ، وهي حالة انفعالية تصيبه عند فقدانه مصدر الأمن.
- يبدي شعوراً بعدم الارتياح والقلق والبكاء بشدَّة عند ذهاب الأم .
- مقاومة وضرب أيّ شخص يمنعه من اللحاق بالأم .
- قد يضع إصبعه في فمه للإحساس بالأمن أو يقف بجوار الباب لانتظار أمه .
- قد لا يتناول الطعام خلال غياب الأم، أو يتجنّب الآخرين ويلجأ للإنزواء خوفاً منهم.
- بعد عودة الأم، يتشبّث الطفل بها بشدّة، ويرفض اقتراب أيّ شخص منه ويلتصق بها لوقت حتى يشعر بالأمان.
- كما يمنع الأم ، وبشدّة، أن تذهب إلى أيّ مكان حتى وإن كان داخل المنزل!
ثالثاً : كيف تقلل الأم من هذه الحالة للطفلة ؟
1 – ممارسة اللعب الإيهامي مع الطفلة مع عروستها كأنَّ أمها تخرج لقضاء بعض الحاجات وهي تطمئنها .
2 – حكاية قصص هادفة قبل النوم عن أطفال تركتهم أمهاتهم لبعض الوقت، وتصرّفوا بطريقة لطيفة، فعادت الأم وأحضرت معها الحلوى واللعب.
3 - اشغلي طفلتك في نشاط محبّب لها، ويمكنك تحضير بعض الألعاب الصغيرة أو الكتب وإعطاؤها لها عند خروجك، أو دعيها تقوم بالتخطيط لما تريد أن تفعله أثناء غيابك .
- 4 إذا كنت تريدين التخطيط لخروجك من البيت، يفضّل ألاّ تخرجي متخفّيةً إطلاقاً، وإنّما اقضي وقتاً مع طفلتك وأثناء ذلك اعقدي معها اتفاقاً حول خروجك وأخبريها بأنك سوف تتّصلين به، و حاولي أن تكون مدَّة غيابك في البداية قصيرة تطول تدريجياً، ولا تتوتّري أو تنفعلي لبكائها، وإنّما كوني حازمةً وهادئةً وودودةً وقولي لها : اطمئني، سأعود قريباً! واخرجي ولا تطيلي مشهد الوداع .
5 - شاركيها لعبها مع من هم في سنّها ، حتى تشعر بالأمان وتستمتع بوجودك ، واستقبلي الأطفال الصغار بمفردهم في منزلك للعب معها ، وبذلك تلاحظ أنّهم أتوا إليها بدون والداتهم .
6 - أثناء لعبها ووجودها مع الأطفال أو في منزل العائلة، لا بدّ أن تذهبي إليها ، وتبادليها بعض القبلات وتضمّيها ، وتمدحيها بأنّها كبرت وتلعب بمفردها !
7 - لا تلبّي لها كلَّ طلباتها حتى لا تتسبّبي في دلالها ، وتزيدي من تعلّقها بك.