صور الفتيات في شبكات التواصل .. الحذر مطلوب

الرئيسية » بصائر تربوية » صور الفتيات في شبكات التواصل .. الحذر مطلوب
alt

منذ زمن ليس بالبعيد كان "التصوير" هواية خاصة، وكان الهواة فقط هم من يحملون كاميرات التصوير في كلِّ مكان لالتقاط صورة هنا وهناك..كان يحتفظ بالصورة في فيلم يتم تحميضه للحصول عليها على "ورقة" مصقولة، فإذا أراد صاحبها إرسالها إلى أيّ جهة كانت يضعها داخل ظرف رسائل ليرسلها بأنواع البريد المختلفة...

اليوم..تصاحبنا الصور في كلِّ مكان، فأيّ جهاز هاتف نقال اليوم يحتوي على كاميرا من النوع الجيّد على أقل تقدير لتستطيع أين كنت أن تصوّر أيّ لقطة من حياتك وترسل بها إلى كلّ العالم بضغطة "زر"!!!

إنّها التسارعات العجيبة في الحياة التي أتخيّل أننا إذا أخبرنا أطفال العام 2020 بأننا كنا نرسل صورنا بالبريد لأصبحنا "أضحوكة" على ألسنتهم وأفواههم...

انتشار النار في الهشيم..
شبكات التواصل الاجتماعي الآن تلقي بظلالها على كلِّ تفاصيل حياتنا، وأيضاً منذ زمن غير بعيد كنت تضطر للجلوس أمام شاشة جهاز الحاسب الآلي لتتواصل مع العالم عبر الشبكة الالكترونية صوتاً وصورة وعبر الكلمة المكتوبة، لكنّك اليوم تستطيع أن تتواصل عبر شاشة جهازك النقال وأنت على سرير النوم وقبل أن تقوم لتغسل وجهد مستفتحاً بصباح جديد!!

وتتحد لغة الصورة مع السرعة...ويُعجب الناس بإمكانات المشاهدة المتاحة لتفاصيل حياة من يعرفون ومن لا يعرفون عبر هذه الشبكات..وترسل الصورة تلو الصورة، وتتوالى إبداعات المخترعين في برامج الصور للّعب بها وتزيينها وتزييفها وتغييرها والافتراء عليها ..إلى غير ذلك من مساوئ استخدام التطور التقني من حد سيفه المؤذي فقط نتيجة انهيار أو ضعف المنظومة القيمية للمخترع أو للمستخدم...

فتياتنا والصور..
البنت في الإسلام درة مصونة، ولؤلؤة مكنونة، نعم..هي كذلك بعيداً عن التشدّد الذي لا سند له من شرع أو دين..ولكنَّ طهرها وعفافها وحياءها الذي يزيّنها، واعتبارها "العِرض" الذي يجب أن يصونه كلّ رجل غيور يجعلنا نقف أمام تبادل صور الفتيات عبر هذه الشبكات موقف المتسائل وبعيداً عن التحليل والتحريم، ومن باب التورع والحيطة والحذر، تساءلنا عبر موقع بصائر:

altما رأيك في نشر صور الفتيات عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟

استمر الاستطلاع عبر الموقع الرَّسمي وصفحة الموقع على الفيس بوك لمدَّة شهر، وصوّت في الاستطلاع  335 مشاركاً ومشاركة، وكانت النتائج كالتالي:

1) أعارض وبشدة 78%

2) أتحفظ على ذلك 18%

3) لا بأس 3 %

4) أصبح ضرورة 1%

يتضح لنا من نتائج هذا الاستطلاع أنَّ هناك أغلبية من الناس مازالت تنظر بعين الحذر إلى مثل هذا الانتشار لصور الفتيات عبر هذه الشبكات، وقد يرجع ذلك لعدد من الأسباب:

- التربية الشرقية العربية المحافظة في نظرتها إلى الفتاة.

- المشكلات التي تعرّضت لها بعض الأسر نتيجة للصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو في البيوت والحفلات والتي سبّبت العديد من حالات الطلاق بل والقتل في بعض الأحيان.

- انتشار البرامج التي تمكّن من فصل بعض أجزاء الصور وتركيبها و"فبركة" بعض اللقطات والتي غالباً ما تستخدم بطريقة غير لائقة.

- انتشار قصص الخداع في تغيير ملامح بعض الصور.

- إمكانية الدخول إلى الحسابات الخاصة بالأفراد في الشبكات المختلفة واختراقها والحصول على الصور الشخصية الموجودة فيها ونشرها دون إذن من أصحابها.

- وجود بعض شرائح الذاكرة في بعض الأجهزة التي لا تقبل "المسح" وبالتالي تحتفظ بالصور حتى بعد تغيير الجهاز أو بيعه.

- إمكانية اختراق بعض المكالمات الخاصة والمشاركات بالصور ومقاطع الفيديو خاصة تلك التواصلات الحيَّة عبر بعض البرامج المباشرة (سكايبي، فيس تايم، تانجو) وبالتالي الحصول على صور الفتيات دون حجاب..

كل هذه الأسباب وغيرها تجعلنا نضع العديد من علامات التحذير أمام فتياتنا وندعوهن للتفكير ألف مرة قبل تحميل أي صورة عبر أي جهاز، أو تبادل أيّ صورة حتى مع الأهل المقرّبين.. فالحذر الحذر ! وكما قيل: "الاحتياط...واجب"...  وقيل: "درهم وقاية خير من قنطار علاج".

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …