الشاطر .. أردوغان مصر

الرئيسية » بصائر الفكر » الشاطر .. أردوغان مصر

 لم يكن مستغرباً أن يكون من بين الأسماء التي أطلقت عليه  "أردوغان مصر"  أو مهندس نهضة مصر المرتقبة، فقد كان من أول رجال الأعمال المصريين الذين كانت لهم علاقات تجارية مع تركيا، إذ كان يرى فيها نموذجاً واعداً للنهضة التي تبني على أكتاف أبنائها، قوامها في ذلك هويتها الإسلامية ومواردها المحلية .
 وما إن قامت الثورة المصرية في الخامس العشرين من يناير إلاَّ وحمل هم الخروج بمصر من أزمتها الراهنة ، وخاصة الخروج بها من أزمتها الاقتصادية الطاحنة بعد هروب عشرات المليارات ونهب المئات منها من قبل  فلول الحزب الوطني الحاكم قبل ثورة الخامس والعشرين  من يناير، فتوجَّه على الفور إلى العديد من البلدان التي كان من بينها تركيا واليابان وأندونيسا وماليزيا وجنوب إفريقية للتعرف على تجارب نهضتها واستنساخ تجربة ناجحة في مصر وفق الظروف والمعطيات المحلية، إنَّه المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين،  والذي دفعت به الجماعة كمرشح لرئاسة مصر، إلاَّ أنَّ اللجنة العليا للانتخابات شطبته بدعوى أنَّه لم يحصل على  " رد اعتبار " في قضية اتهم فيها من قبل النظام البائد عام 2007، وأحيل فيها إلى قضاء غير طبيعي  " القضاء العسكري". 

 من هو  ؟

  هو محمَّد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر،  وشهرته خيرت الشاطر ، ولد في 4 مايو 1950م في قرية كفر الترعة القديم التابع لمركز شربين بمحافظة الدقهلية،  حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية.

بدأ نشاطه العام الطلابي والسياسي في نهاية تعليمه الثانوي عام 1966م، وانخرط في العمل الإسلامي العام منذ عام 1967م، وشارك في تأسيس العمل الإسلامي العام في جامعة الإسكندرية منذ مطلع السبعينيات، وارتبط بالإخوان المسلمين منذ عام 1974م.

 عمل بعد تخرّجه معيداً ثمَّ مدرّساً مساعداً بكلية الهندسة في جامعة المنصورة حتى عام 1981م؛ بعدها  أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قراراً بنقله خارج الجامعة مع آخرين ضمن قرارات سبتمبر 1981م.

ورغم اهتمامه منذ الصغر بالتجارة والأعمال الحرَّة إلاَّ أنَّه  كان حريصا أيضاً على تحصيل العلم،  فحصل على ليسانس الآداب جامعة عين شمس، قسم الاجتماع، وحصل على دبلوم الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية، ودبلوم المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وحصل أيضاً على دبلوم إدارة الأعمال من جامعة عين شمس، كما حصل على دبلوم التسويق الدولي من جامعة حلوان.
اختير عضواً بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في وقت مبكر من عمرة  عام 1995  ، وكان حينها في العقد الرابع من عمره .

رحلته مع  " البيزنس  "   ..

ورث خيرت الشاطر النشاط الاقتصادي عن والده وأجداده ، فكانت التجارة في دمائه منذ صغره، فقد اكتسبها من والده الذي مارس  التجارة لأكثر من خمسين سنة، وامتلك عدداً من الأراضي الزراعية، وكان من أكبر التجار المشهورين في محافظة الدقهلية، وكذلك جدّه من والده ووالدته أيضاً، وكان يساعد والده منذ طفولته، وبعد تخرّجه من الجامعة قام بعمل عدَّة مشروعات اقتصادية في المقاولات والاستشارات الهندسية  في المدَّة ما بين عامي 1974 و 1981 م.

  سافر خلال المدَّة ما بين عامي 1981  و 1987  إلى العديد من الدول الاوربية والخليجية  من أجل الدراسات العليا، إلاَّ أنَّ العمل التجاري استهواه مرَّة أخرى، فمارس العديد من الأنشطة التجارية في منطقة الخليج وأوروبا ، ثمَّ عاد إلي مصر عام 1986 ليؤسّس مع حسن مالك القيادي الإخواني  شركة سلسبيل؛ التي كانت وقتها من أكبر شركات الحاسب الآلي في مصر، وكانت لها الرِّيادة والسبق في إدخال الحاسوب الي المنطقة العربية وعمل برمجيات باللغة العربية.

 ثمَّ أسَّس شركة لتصدير الخدمات للخارج (عقود صيانة - استشارات - تدريب ) والعمل في المجال الزراعي والثروة الحيوانية،  و تمَّ اختياره في هذه المرحلة عضواً في مجلس إدارة المصرف الإسلامي الدولي، وكذلك مجلس إدارة بنك المهندسين، وكذلك في العديد من الشركات المساهمة في مصر والمنطقة العربية.

 وفي الوقت الذي  سعى فيه الشاطر إلى إحداث طفرة محلية في عالم الحاسب الآلي، فاستورد التجهيزات اللازمة لتصنيع الحاسب الآلي بأيد مصرية داخل البلاد، وفور وصول المعدات لميناء الإسكندرية  دبّرت له الأجهزة الأمنية قضية ملفقة، وألقت القبض عليه فيما عُرف بقضية سلسبيل، وأغلقت الشركة وتمَّ مصادرة كلَّ الأجهزة والمعدات في الشركة . وفي الميناء وبعد 11 شهر قضاها في المعتقل تمَّ الإفراج عنه وتبرئته وظلت الشركة مغلقة بعد الاستيلاء على كلّ المعدات والأجهزة .

ألقى القبض عليه ضمن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين،  وحكم عليه بخمس سنوات،
 وفي عام 1995،  ألقى القبض عليه ضمن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين،  وحكم عليه بخمس سنوات، واستمرت  كثير من أعماله في مدَّة حبسه، ثمَّ استأنف أعماله بعد خروجه من السجن، وتنوَّعت استثماراته، حيث أدار  عدداً من المشروعات لجذب المستثمرين من الخارج؛ مثل تصدير  المنسوجات،   وكان من بين الشركات التي اسسها  "  حياة للأدوية "  و " الأنوار للأدوات الكهربائية " ومالك ورواج وغيرها..

 

أفكاره  ..

يؤمن المهندس خيرت الشاطر  أنَّ المهمة الأولى التي نشأت من أجلها جماعة الإخوان المسلمين هي بناء نهضة الأمَّة على أساس المرجعية الإسلامية ، وبطبيعة تخصّصه ترجم هذا الكلام إلى الشق التنموي والاقتصادي، فعرض فور أفول نظام فاسد وتابع للامبريالية الغربية  مشروع "المساهمة في بناء نهضة مصر"  يقوم على بناء نظام سياسي قوي ومستقر يتضَّمن هذا النظام قدراً واسعاً وكبيراً من مشاركة المصريين في صناعة القرارات المتعلقة بحياتهم ومستقبلهم وأوضاعهم ومشاركتهم الواسعة في الانتخابات.

كما يقوم مشروعه على حصول كلّ مواطن مصري على نصيبه بشكل متكافئ وعادل من إمكانيات وموارد الدولة؛ لأنَّ جزءًا كبيراً من هذه الموارد في مرحلة مبارك تمَّ تخصيصه لأسرة مبارك وعدد محدود جدًا من بعض كبار رجال الأعمال لا يتجاوز عددهم 200 أو 300 أسرة الذين استفادوا من النظام السابق، وساهموا في إفساد الحياة السياسية، وذلك في ضوء تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 حكايته مع الزنزانة ..

 تعرَّض خيرت الشاطر مثل كثير من قيادات الإخوان المسلمين للسجن، وكان له نصيب أن يسجن ويلاحق  في عهود رؤساء مصر السَّابقين  " عبد الناصر والسادات ومبارك "
 تعرَّض خيرت الشاطر مثل كثير من قيادات الإخوان المسلمين للسجن، وكان له نصيب أن يسجن ويلاحق  في عهود رؤساء مصر السَّابقين  " عبد الناصر والسادات ومبارك "؛ ففي عام  1968م في عهد  جمال عبد الناصر؛ سجن لاشتراكه في مظاهرات الطلاب في نوفمبر 1968م  أربعة أشهر، وفُصل من الجامعة، وجُنِّد في القوات المسلحة في مرحلة حرب الاستنزاف قبل الموعد المقرّر لخدمته العسكرية المقرّرة.
وفي عام 1981  طلب القبض عليه عام 1981م، ولكنَّه كان خارج مصر آنذاك.
 وفي عام 1992  سجن لمدَّة عام، فيما سمي بقضية سلسبيل  ، و في عام 1995م  حُكم عليه بخمس سنوات في قضايا الإخوان أمام المحكمة العسكرية وفي عام  2001م سجن لمدَّة عام تقريبًا ، وفي عام 2007 سجن مع مجموعة من الإخوان المسلمين في القضية التي عُرفت بمليشيات الأزهر، ثمَّ اتهم أيضاً بتهمة غسيل الأموال، وهي التهم ذاتها التي سجن بسببها وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي الذي لفّق لها هذه الاتهامات  .

و في 1 مارس 2011 وبعد 3 أسابيع من تنحي حسني مبارك بعد ثورة 25 يناير أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة قراراً بالإفراج الصحي عن خيرت الشاطر وحسن مالك بعد قضاء ما يقرب من 4 سنوات وربع من الحكم عليهما ب 7 سنوات، وفي 19 فبراير 2012 تلقت شركة مصر للمقاصة والإيداع المركزى خطابًا من المستشار رئيس محكمة الاستئناف، ورئيس إدارة الأموال المتحفظ عليها، يفيد رفع التحفظ عن أموال خيرت الشاطر، وفي 15 مارس 2012 أصدرت المحكمة العسكرية العليا حكمًا برد اعتباره من العقوبة المحكوم بها عليه في القضية رقم 8 لسنة 1995 جنايات عسكرية، والمعروفة إعلاميًّا «بقضية مجلس شورى الجماعة»، والتي حُكم عليه فيها بخمس سنوات بتهمة إعادة إحياء جماعة محظورة، وسقوط كلّ العقوبات التبعية والآثار الجنائية الأخرى والمترتبة على الحكم.

 

 

 

 

 

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …