أكَّد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنَّ من حق الإسلاميين، بل من واجبهم أن يقوموا بما هو مطلوب منهم من تحمّل أعباء الحكم الذي وصلوا إليه في بعض البلدان العربية وخاصة في مصر.
وقال خلال حواره مؤخراً مع برنامج " الشريعة والحياة " على فضائية (الجزيرة) مطلوب منهم أيضاً أن يشركوا معهم الآخرين، حتى وإن كان لهم الأغلبية فلا يتحمّلوا المسؤولية وحدهم.
لافتاً إلى أنَّ الإسلاميين يحاولون أن يجمعوا القوى الموالية والمهتمة بإنجاح الثورة. مشدّداً على ضرورة استبعاد من كان محسوباً على العهد القديم ممَّن أفسدوا الحياة السياسية، فهؤلاء أقلّ ما ينبغي لهم أن يعزلهم الناس، فلا ينبغي لأُناس شاركوا في هذا الإفساد وهذا التلويث للحياة أن يأتوا من جديد ويقولوا: نحن نريد أن نتبنى أهداف الثورة ؟
وأكَّد القرضاوي على وجوب التعاون بين الإخوان المسلمين والسلفيين وحزب الوسط والأحزاب الليبرالية في الانتخابات الرئاسية المقبلة للعمل على النهوض بالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
الإخوان لم يقدّموا وعداً مكتوباً، بعدم التقدم للرئاسة بل كان رأياً سياسياً؛ حيث رأوا في هذا الوقت أنَّه ليس من المصلحة أن يحصلوا على الأغلبية في مجلس الشعب ومجلس الشورى ويحصلوا على الحكومة ثم رئاسة الجمهورية،
وتعقيباً على تراجع الإخوان عن موقفهم من الرئاسة ودفعهم بمرشح رغم إعلانهم أنهم لن يكون لهم مرشح للرئاسة، أشار القرضاوي إلى أنَّ الإخوان لم يقدّموا وعداً مكتوباً، بل كان رأياً سياسياً؛ حيث رأوا في هذا الوقت أنَّه ليس من المصلحة أن يحصلوا على الأغلبية في مجلس الشعب ومجلس الشورى ويحصلوا على الحكومة ثم رئاسة الجمهورية، وذهبوا حينها إلى الرهان على أحد الشخصيات المعتدلة التي تضمر الخير للإسلام؛ مثل المستشار طارق البشرى إلاَّ أنه رفض ، فليس كلّ ما يبني عليه الإنسان رأياً يتحقّق، فالسياسة الشرعية ليست فيها نصوص محكمة تحدّدها ، فهي مبنية على رعاية المصلحة ودرء المفسدة وتحقيق أكبر قدر من المصلحة ومنع أكبر قدر من المفسدة.
وعن تخوّف البعض من الإسراع إلى تطبيق الحدود، قال الشيخ القرضاوي : الحدود جزء من الشريعة، ولم تأت في أول الإسلام، فالإسلام جاء بالصَّلاة و العقائد، والأخلاق، ثمَّ جاءت الحدود في السنة السابعة و التاسعة . موضحً أنَّ الحدود مطلوبة، ولكن قبل أن تقيم الحدود علينا أن نعلم الناس الإسلام، فلا بد أن يفهموا ما هو الإسلام حتى يصلوا ويصوموا ويزكوا ويحجوا ويقيموا الفرائض ويجتنبوا المحرَّمات، ثمَّ علينا أن نوظّف العاطلين ، فمن الصعب إقامة الحد على هؤلاء العاطلين.
وعن حكم الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون حالياً للمطالبة بحقوقهم، قال القرضاوي: من حق الناس أن يضربوا عن الطعام باعتباره وسيلة للضغط على الأعداء، فالإنسان يمكن أن يستعمل هذه الطريقة مع أعدائه، وأن يستمر إلى أن يهيّئ الله له الأسباب.
وتعقيباً على سؤال حول انتشار الأفكار العلمانية في الطبقة المثقفة، أرجع الشيخ يوسف القرضاوي السبب فى ذلك إلى الفراغ الإسلامي، وقال : لو كان هناك ثقافة إسلامية واسعة ومنتشرة وتجيب عن كلّ المطلوب وتخاطب العقول بما يلائمها وتعطيهم ثقافة حقيقية ما وجدنا هذه الحالة . وأضاف "ورغم ذلك، فإنَّ هؤلاء يوقنون شيئاً فشيئاً ، ونرى الآن كيف هاجمت الثقافة الإسلامية الثقافة العلمانية ، حتى بدأ الإسلام ينتصر في المغرب، و تونس، و ليبيا و مصر، و اليمن ".
وقال: "علينا أن نخاطب العقل العلماني بعقل إسلامي علمي يقنع هذه العقول بقوة الإسلام وبضعف العلمانية ".
وتعقيباً على مدى جواز فرض جماعة على أتباعها التصويت لمرشحها، وكان أحد أفرادها مقتنعاً بآخر؛ قال: "المفروض على كلِّ جماعة سياسية أن تعمل على توجيه أفرادها ليكونوا في صالحها فتوجهم إلى انتخاب أحد الأشخاص ، والمفروض على هؤلاء الأشخاص أن يتبعون هذه الجماعة ما داموا ملتزمين بها".
واستطرد قائلا : "لكن لو كان أحد أفراد هذه الجماعة يعرف عن الشخص الذي ترشحه الجماعة أشياء غير لائقة، ويعرف أنَّ الشخص الآخر عنده فضائل مهمَّة، في هذه الحالة عليه أن يأخذ بما يطمئن إليه قلبه ، فلا يكلفه الدين أن يخالف ضميره، وأن يخالف ما انتهى إليه علمه ".