ندَّدت منظمة العفو الدولية بالتمييز الذي يمارس ضد المسلمين في أوروبا، وتوظيف الأحكام المسبقة ضدهم لتحقيق مصالح سياسية، ودعت الحكومات الأوروبية إلى التطبيق الفعال لقوانين مكافحة التمييز، لمواجهة السلوك الجاهز ضد المسلمين.
وقد أشارت المنظمة في تقريرها المنشور بعنوان ( خيار وإساءة: التمييز ضد المسلمين في أوروبا) بأنَّ المسلمين يعانون من التمييز في التعليم والتوظيف حتى في الدول التي يحظر التمييز فيها على أساس الدين والعقيدة.
وذكر التقرير أنَّ النساء المسلمات يحرمن من الحصول على الوظائف، كما أنَّ الفتيات المسلمات يحرمن من الانتظام في الفصول الدراسية لكونهم يرتدين أشكالاً معينة من الملابس مثل غطاء الرأس.
وأشار التقرير إلى الأحزاب السياسية تعمل على تشجيع مثل هذه الأمور وغض الطرف عنها في الغالب لسعيها لتحصيل أصوات الناخبين.
واعتبرت المنظمة أنَّ منع ارتداء ألبسة "الحجاب" ليس النهج الصحيح، في إشارة إلى فرنسا، والتي حظرت قبل عام ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، كما نددت بالحرية المحدودة للمسلمين لأداء الصلاة في أوروبا، حيث صوَّت السكان عام 2009 ضد بناء مآذن جديدة، وفي كاتالونيا في إسبانيا، حيث يتعيَّن على البعض أن يصلّي في الخارج لعدم وجود أماكن عبادة مناسبة.
المصدر: الجزيرة نت.
التعليق:
التمييز ضد المسلمين يدل على مزاجية تطبيق الشعارات التي تنادي وتتغنى بها الدول الأوروبية
1- يشكل التمييز التي تقوم به الحكومات الأوروبية تناقضاً واضحاً مع أبرز ما يدعون إليه، وهو الحرية والمساوة والعدالة بين الناس، إذ أنَّ هذه الحرية تتوقف حينما يتعلق الأمر بالمسلمين، وهذا يدل على مزاجية تطبيق الشعارات التي ينادون بها، بحيث تطبق على أناس دون غيرهم.
2- إنَّ التمييز ضد الإسلام والمسلمين، يدل على تخوف دول أوروبا الواضح من التأثير القوي للإسلام في نفوس الأوروبيين، والمتمثل بزيادة عدد المسلمين من الأوروبيين، فمثلاً أظهرت دراسة صادرة عن مؤسسة (سويست) للأرشيف الإسلامي في ألمانيا أنَّ عشرات الآلاف من الألمان قد تخلوا عن دينهم واعتنقوا الإسلام، وذلك بسبب البحث عن الهدوء والراحة النفسية والداخلية وغيرها. أما في فرنسا فقد أشارت صحيفة (لاكسبرس) الفرنسية بأنَّ أعداد الفرنسيين الذين يدخلون في الإسلام سنوياً بلغ عشرات الآلاف وهو ما يعادل إسلام عشرة أشخاص يومياً من ذوي الأصول الفرنسية، رغم كافة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية ضد الحجاب، وضد كلَّ رمز ديني في البلاد. وباختصار فإنَّ تنامي عدد المسلمين وزيادة الداخلين في الإسلامي جعل الكثير من الدراسات في الدوائر الغربية تحذر من أنَّ المسلمين قد يشكلون نصف سكان القارة الأوروبية بعد عدة عقود.
إنَّ الحكومات التي تعمل على تحقيق التمييز أو دعمه والقبول به، هي حكومات مأزومة، تحدّد عدوّاً وهمياً لتعلق عليه فشلها ومشاكلها، والمطلوب وجود صورة سلمية آمنة للتعايش بعيداً عن حرمان بعض الفئات من حقوقها وإيقاع الظلم عليها.
3- إنَّ الحكومات التي تعمل على تحقيق التمييز أو دعمه والقبول به، هي حكومات مأزومة، تحدّد عدوّاً وهمياً لتعلق عليه فشلها ومشاكلها، والمطلوب وجود صورة سلمية آمنة للتعايش بعيداً عن حرمان بعض الفئات من حقوقها وإيقاع الظلم عليها.
4- بحسب مركز (سواسية) للدراسات، فإنَّ العنصرية والتمييز أصبحت أمراً منظماً، وقد بلغ التمييز مستويات غير مسبوقة، حيث إنَّ ثلث المسلمين يتعرَّضون للتمييز العنصري في أوروبا وأمريكا.
5- إنَّ التمييز ضد المسلمين هو نتاج وسائل الإعلام بشتى أشكالها التي تجعل من المسلمين خطراً استراتيجياً، وتعتبر الإسلام ديناً يبيح القتل وسفك الدماء، ناهيك عن بعض المؤسسات والمراكز البحثية التي تعمل على شحن عقول الأوروبيين ضد المسلمين والدين الإسلامي بشكل أوضح.