في معرفة التَّابعين

الرئيسية » بصائر نبوية » في معرفة التَّابعين
alt

في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، قول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلّم ((خير أمتي القرن الذين يلوني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم)).

وقد اتفق العلماء على أنَّ خير القرون قرنه صلَّى الله عليه وسلَّم، واختلف في المراد بالقرن؛ والصَّحيح أنَّ قرنه الصَّحابة، والثاني التابعون، والثالث تابعوهم بإحسان.
ومن علوم الحديث المهمَّة علم يقال له: معرفة التَّابعين، فمن هم التابعون؟ وما أهمية هذا العلم ؟

من هو التابعي ؟

قال الخطيب البغدادي: (التابعي: من صحب الصَّحابي). وفي كلام الحاكم ما يقتضي إطلاق التابعي على مَنْ لقي الصَّحابي ورَوَى عنه وإن لم يصحبه.
قال الإمام ابن كثير:  (لم يكتفوا بمجرَّد رؤيته الصحابي، كما اكتفوا في إطلاق اسم الصَّحابي على من رآه عليه الصَّلاة والسَّلام. والفرق: عظمة وشرف رؤيته عليه الصَّلاة والسَّلام).

أهمية معرفة التابعين :

قال الإمام النووي في معرفة التَّابعين رضي الله عنهم: (هو أصلٌ عظيم، بهما يُعرف المُرسل، والمتصل، واحدهم تابعي وتابع).
قال طاهر الجزائري في ((توجيه النظر)): (معرفة التابعين على علوم كثيرة، فإنَّهم على طبقات في الترتيب، ومتى غفل الإنسان عن هذا العلم لم يفرِّق بين الصَّحابة والتَّابعين، ثمَّ لم يفرِّق أيضاً بين التابعين وأتباع التابعين، قال الله عزَّ و جل: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. (التوبة:100).).

طبقات التابعين :

اختُلف العلماء في تصنيف عدد طبقاتهم ، فقسمهم كلٌّ منهم حسب منهجه في التأليف، فجعلهم  الإمام مسلم ثلاث طبقات،  وابن سَعد أربع طبقات، أمَّا الحاكم فقد جعلهم خمس عشرة طبقة. والطبقة الأولى منها : مَن أدرك العَشرة من الصَّحابة .

أفضل التَّابعين :

قال أبو عبد الله بن خفيف: (أهلُ المدينة يقولون: أفضل التابعين ابن المسيب، وأهل الكوفة: أويس، والبصرة: الحسن). وقال ابنُ أبي داود: (سيّدتا التابعيات حفصة بنت سيرين، وعمرة بنت عبد الرحمن، وتليهما أم الدَّرداء).
وفقهاء المدينة السَّبعة من أكابر التابعين؛ وهم: (ابن المسيّب، والقاسم بن محمَّد، وعروة بن الزبير، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، والسابع أبو سلمة).

كتب ومراجع لمعرفة التابعين:

من أشهر المصنّفات في معرفة التابعين :
- كتاب ((معرفة التابعين)) لأبي المُطَرِّف بن فُطيس الأندلسي، المتوفى سنة (402هـ).
- كتاب ((جنة الناظرين في معرفة التابعين))، لمحمَّد بن محمود بن النجار البغدادي، المتوفى سنة (643هـ).
- ومن الكتب المعاصرة والمهمّة : ((صور من حياة التابعين)) لعبد الرّحمن رأفت الباشا.

مراجع للاستزادة :

- التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث – النووي.
- الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث – ابن كثير.
- تيسير مصطلح الحديث – د . محمود الطحان
- توجيه النظر إلى أصول الأثر – طاهر الجزائري.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

التحذير من علماء السُّوء !

عنوان هذا الموضوع هو اسم لكتاب ألفه الحافظ أبو الفتيان الدّهستاني، الرَّوَّاسيّ؛  عمر بن محمد …