مرسي .. ثمرة ثمانين عاماً من الدَّعوة

الرئيسية » بصائر الفكر » مرسي .. ثمرة ثمانين عاماً من الدَّعوة
alt

دفعت به جماعة الإخوان المسلمين كبديل للمهندس خيرت الشاطر للمنافسة على منصب رئيس جمهورية مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير, بدأ نجمه في اللمعان عام 2000 عندما انتخب عضواً بمجلس الشعب، واختير ليكون رئيساً للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب المصري, ثم أصبح عضوا بمكتب إرشاد الجماعة فمسؤولاً للقسم السياسي.

وعقب ثورة الخامس والعشرين من يناير اختير من قبل الجماعة ليكون رئيساً لحزب الحرية والعدالة , ثمَّ دفعت به الجماعة ليكون مرشحاً احتياطياً للمهندس خيرت الشاطر على منصب رئيس الجمهورية بعد أن أيقنت الجماعة أن النيَّة مبيّتة للتذرّع ببعض الحجج الإدارية لاستبعاد الشاطر؛ إنَّه الدكتور محمد مرسي  الذي يراهن عليه الإخوان المسلمون ليكلّل ثمرة عطائهم وجهدهم وبذلهم للدَّعوة بالوصول إلى أعلى مناصب الدولة السياسية، ومن ثمَّ التمكن من تطبيق منهج الإخوان القائم على الإسلام الوسطي، والذي طالما دفعت الجماعة من أجل تطبيقه الكثير من حرية أبنائها، بل ودمائهم في حقبة الحكم الناصري .

النشأة  والتعليم ..

ولد الدكتور محمد مرسي عام  1951 في محافظة الشرقية " شمال العاصمة القاهرة "  , و نشأ في قرية " العدوة " وسط عائلة مصرية بسيطة لأب فلاح وأم ربّة منزل وهو الابن الأكبر لوالديه ,  وله من الأشقاء أختان وثلاثة من الإخوة، تفوق عبر مرحلة التعليم في مدارس محافظة الشرقية، انتقل للقاهرة للدراسة الجامعية وعمل معيداً، ثمَّ خدم في الجيش المصري (1975 - 1976) كجندي بسلاح الحرب الكيماوية .

تزوَّج في 30 نوفمبر 1978 ورزق بخمسة من الأولاد (أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله)

حصل على منحة دراسية لتفوّقه الدراسي، وحصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 في حماية محرّكات مركبات الفضاء .

عمل مرسي مدرساً مساعداً بجامعة جنوب كاليفورنيا، وأستاذاً مساعدا في جامعة كاليفورنيا، نورث ردج في الولايات المتحدة بين عامي 1982 -1985, كما عمل أستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة - جامعة الزقازيق من العام 1985 وحتى العام 2010.

النشاط السياسي ..

اختير د. محمد مرسي عضوًا بلجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، كما اختير عضوًا بالمؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية، وهو عضو مؤسس باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني   .

شارك  مرسي في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع د. عزيز صدقي عام 2004، كما شارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع د. محمد البرادعي عام 2010،

شارك في تأسيس الجبهة الوطنية للتغيير مع د. عزيز صدقي عام 2004، كما شارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع د. محمد البرادعي عام 2010، كما شارك في تأسيس التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي ضم 40 حزبا وتيارا سياسيا 2011

وتحت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، تعرّض مرسي للمضايقات من السلطات، وسجن عدَّة مرَّات، مثل باقي قيادات الجماعة التي فرض عليها  الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك حظرا صارما ولاحق أعضاءها لنحو 30 عاماً.

خاض انتخابات مجلس الشعب المصري عام 2000 ورأس كتلة الإخوان المسلمين؛  والتي عرفت ب " مجموعة ال 17 " حتى عام 2005

اعتقل صباح يوم 18 مايو 2006 من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية؛ وهما المستشاران محمود مكي وهشام البسطاويسي بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005 , واعتقل معه 500 من الإخوان المسلمين , وقد افرج عنه يوم 10 ديسمبر 2006

ثم عادت السلطات إلى اعتقاله  فجر جمعة الغضب الموافق الثامن والعشرين من يناير  2011  مع  34 قياديا في جماعة الاخوان المسلمين في محاولة لإجهاض الثورة  .

وبعد ساعات من الزج به في سجن وادي النطرون دون توجيه تهمه له انسحبت وزارة الداخلية اثر مواجهتا مع الثوار ونفاذ ذخيرتها وتركت ميدان التحرير وجميع ميادين مصر, ثمَّ بدأت الوزارة في تنفيذ مخططها بفتح السجون لهروب الجنائيين وإحداث الفوضى في الشوارع , وفوجئ الدكتور محمد مرسي و رفاقه من قيادات الجماعة بفتح باب زنزانته مثل باقي سجون مصر إلاَّ أنَّه  أثر أن يتصل بقناة الجزيرة قبل أن يتحرَّك ليبلغ العالم بما يحدث وأنَّ هناك من فتح السجون، وأنه لا يريد التحرّك هو وإخوانه حتى لا يزايد عليهم من يزايد ويتهمهم بالهروب, وبعد ساعات من خروجهم بدأ نظام مبارك يتفاوض مع الإخوان الذين كان على رأس ممثليهم الدكتور محمد مرسي، فجلسوا مع مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان وأصرّ الإخوان على رحيل نظام مبارك وأنَّهم لن يقبلوا إلاَّ برحيله  .

كانت هذه المحطة نقطة  تحوّل في رهان الإخوان على الدكتور محمد مرسي لما عُرف عنه من التزام  بقيم ولوائح الجماعة وفهمه وإدراكه لطبيعة كل مرحة فعلوا عليه كثيراً في إدارة ملف ثورة الخامس والعشرين من يناير فرأس طوال مدَّة الثورة وحتى تنحي مبارك وما بعدها فريق العمل الذي شكلته الجماعة لإدارة الملف

لماذا الترشح للرئاسة ؟

أعلنت  جماعة الإخوان المسلمين في خضم أحداث ثورة الخامس العشرين من يناير أنَّها لن تقدّم مرشحا ً للرئاسة, وقد كان لهذا القرار في حينه دور كبير في نجاح الثورة،  فقد أبعدت إلى حدٍّ كبير الأيادي التي اعتادت العبث بمقدرات الشعوب, وسعى الإخوان فعلياً إلى الرهان على مرشح توافقي تلتف حوله جميع القوى السياسية لغلق الباب في وجه مرشحي فلول الحزب والوطني, ومن ثمَّ العبور بالثورة إلى برِّ الأمان .

سعت الإخوان إلى التحاور مع ثلاث شخصيات قضائية تحظى باحترام داخل الشارع المصري هي المستشار طارق البشري المستشار حسام الغرياني، والمستشار أحمد مكي , إلاَّ أنَّهم جميعاً أعلنوا عدم القدرة على تحمّل المسؤولية , في تلك الأثناء كان الإخوان قد فازوا بأغلبية البرلمان بغرفتيه  " الشعب والشورى " وعملت الحكومة على إظهارهم بأنهم فاشلون وعاجزون، فلم تستجب بمطالب البرلمان لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب، فرفضت الحكومة تقديم تصورها لإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها من الفاسدين المتورّطين في قتل المتظاهرين  , كما امتنعت الحكومة عن التعامل مع البرلمان  .
ساهم المجلس العسكري في تقوية ظهر الحكومة في وجه البرلمان لإظهاره بأنَّه لا دور له 
ساهم المجلس العسكري في تقوية ظهر الحكومة في وجه البرلمان لإظهاره بأنَّه لا دور له , وبعد أن ألقت الحكومة بيانها الذي يوضح كيفية إدارتها لشؤون البلاد خلال المرحلة المقبلة رفض البرلمان هذا البيان، ومن ثمَّ فإنَّ الإجراء المعرف الذي يتبع في هذه الحالة هو سحب الثقة منها على أن يشكل المجلس العسكري حكومة جديدة أو يعهد إلى الأغلبية البرلمانية إلى تشكيل الحكومة   إلاَّ أنَّ المجلس العسكري تعنت ورفض إقالة الحكومة فبات مضحكاً أن يحصل الإسلاميون على 75% من أصوات الشعب المصري في الانتخابات البرلمانية، ولا يستطيعون حل مشاكل المواطنين، فبدا أمام الرأي العام وانه مجلس  كلام فقط", وذلك في الوقت الذي لعبت فيه الحكومة مع الاخوان بمنطق " التفخيخ قبل التسليم "؛ حيث أخذت تخرِّب في جميع قطاعات الدولة وتفتعل أزمات مثل أزمتي السولار والبوتاجاز  , وتتعمَّد إفشال الملفات الخارجية مثلما حدث في ملف السفارة السعودية والهجوم عليها ,  كما قامت بتعيين الآلاف من الأقارب وطلاب الجامعات والمسافرين بل وبعض العاملين بالشرطة والجيش في وظائف مدنيه دون أن يدبروا من أين سيوفرون مستحقاتهم المالية .

دعا الإخوان إلى تشكيل حكومة توافق وطني من الأغلبية البرلمانية بمشاركة الأحزاب والقوي الوطنية الأخرى، فلم يجدوا أيَّ استجابة حقيقية، وأصبح الاستمرار في هذا الأمر تقصيراً وخطيئة في حق الوطن.

وفي هذه الأجواء، دعا الإخوان إلى تشكيل حكومة توافق وطني من الأغلبية البرلمانية بمشاركة الأحزاب والقوي الوطنية الأخرى، فلم يجدوا أيَّ استجابة حقيقية، وأصبح الاستمرار في هذا الأمر تقصيراً وخطيئة في حق الوطن.

وجدت الجماعة أنَّ هناك تهديداً حقيقياً للثورة، ولعملية التحول الديمقراطي وانتقال السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة وفق الإرادة الشعبية، ومن أهم مظاهر تلك التحديات: رفض وتعويق تشكيل حكومة ذات صلاحيات حقيقية، معبرة عن إرادة الشعب، برغم الفشل الذريع للحكومة الحالية، والتلويح والتهديد بحل مجلسي الشعب والشورى، المنتخبين لأول مرة بإرادة شعبية حرة، الأمر الذي ينذر بإجهاض الإنجاز الأهم للثورة , فلم يكن أمام الإخوان إلاَّ الدفع بمرشح للرئاسة.

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …