64 عاماً ولا تزال النكبــــة مستمرة

الرئيسية » بصائر الفكر » 64 عاماً ولا تزال النكبــــة مستمرة
alt

تحلُّ الذكرى الرابعة والستون لنكبة فلسطين وسط أجواء ملتهبة تحيط بفلسطين وشعبها، وأحداثٌ تلتهب في قلبها، تحل الذكرى ولا يزال حديث النكبة حيــاً في ذاكرة الأمة ووجدانها، وسقط رهان النسيان الذي ارتكن عليه عدوناً وكان يتأمَّل في إطالة أجل الصراع سيذهب بأجيال الأجداد والآباء الذين عاصروا النكبة وعاشوا معاناتها سواء في داخل فلسطين أو في الشتات، على أمل أن يأتي جيل الأبناء غريباً عن قضيته بعيداً عن حلم العـــودة لأرض الوطن، فإذا بجيل الشباب يتفجر في وجه الاحتلال ويتشوق لأرض الأجداد والأسلاف، مدركاً لواجبه مستوعباً لدوره مستعداً للتضحية والعطاء والبذل والفداء في سبيل تحرر فلسطين من كل قيود الاحتلال.

لقد صار يوم النكبة تذكيراً بقضيــة فلسطين وإحيائها في نفوس أبناء الأمة كلها، وتجديداً للعهد الذي قطعته الأمة على نفسها أن تظلَ وفيَّة لفلسطين وأهلها وحقها وأرضها، مهما طال الزمن وصعُبت التحديات وعظُمت التضحيات .
لقد صار يوم النكبة تذكيراً بقضيــة فلسطين وإحيائها في نفوس أبناء الأمة كلها،وتجديداً للعهد الذي قطعته الأمة على نفسها أن تظلَ وفيَّة لفلسطين

في العام الماضي استيقظ العالم كله - صبيحة يوم النكبة - على وقع أقدام الشباب الفلسطيني الثائر غضباً والتائق شوقاً لأرض فلسطين، لقد ثار ضد الطوق المفروض حول فلسطين المحتلة.

لقد أدرك الصهاينة مغزى ما حدث وصرَّح بذلك رئيس وزراء الكيان نتنياهو "أنَّ الخلاف ليس على حدود أراضى 67، بل الخلاف اليوم على الوجود" لقد وصلت الرسالة قوية مزلزلة صريحة واضحة، أنّ الكبار لا يموتون وأنّ الصغار يفهمون ويستوعبون قضيتهم جيدا، لم يعد حلم العودة (إلى يافا وعكا وعسقلان وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة) يراود الكبار من الكهول والعجائز وحدهم، بل زلزل الصهاينة أن يروا اليوم ملايين الشباب الفلسطيني والصبية يخرجون يقبلون ثرى الوطن العظيم ويفتدونه بأرواحهم.

هزّتني كثيراً تلك المشاهد العظيمة في معبر بيت حانون ومعبر قلنديا وفي بلدة الكرامة الأردنية على الحدود ومثلها بلدة مجدل شمس والجولان المحتل وأخيرا بلدة مارون الراس المتاخمة للأرض المقدسة وإنّ ارتقاء الشهداء الذين رووا بدمائهم ثرى فلسطين لهو بداية التحرير وشرارة النصر وملهمة لطوفان الشباب العربي الغاضب اليوم من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، عهد جديد أطل، فكونوا شهوده وصناع مجده وعسى أن يكون قريباً.

تحينُ ذكرى النكبة هذا العام وسط أجواء تشتد التهاباً يوماً بعد يوم، خاصة في دول الربيع العربي، في مصــر على سبيل المثال  تشتعلُ انتخابات رئاسة الجمهورية فى الأمتار الأخيرة من السباق، ويكاد العالم يحتبس أنفاسه مترقباً ما تسفر عنه هذه الانتخابات، ويتأمل الشعب الفلسطيني ومناصروه أن يكون الرئيس القادم دعماً قوياً لفلسطين وشعبها.

لم تتحقق المصالحة الوطنية على أرض الواقع كما كان يأمل عالمنا العربي والشعوب المناصرة للحق الفلسطيني، على الرغم من تعدد جولات المصالحة ولقاءات الفرقاء الفلسطينيين، وحتى كتابة هذه السطور لا تزال المصالحة الوطنية بين حماس وفتح في مربع التمنيات والوعود، ولم تنتقل إلى الواقع الفلسطيني .

لكن ذكرى النكبة اليوم تتواكب مع أنباء سارة كانت سبب فرحة عارمة غطت مظاهرها مدن فلسطين كلها، ولم تقتصر مظاهر الفرحة على الضفة وغزة بل شملت كل فلسطين.

لقد خاض الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال معركة كبرى مع الاحتلال أطلق عليها " معركة الأمعـــاء الخاوية " احتجاجاً على سياسات الاحتلال الصهيوني التي تستهدف التعذيب النفسي وقهر الإرادة والاعتقالات الإدارية والزنازين الانفرادية وقانون شاليط الذي طُبق على الأسرى منذ عامين، ومع صمود أبطال فلسطين الأسرى، ومع تنامي مشاعر التعاطف معهم ووجود تحركات ومجهودات بذلتها المخابرات المصرية.

وقد أعلن جهاز المخابرات العامة المصرية برئاسة اللواء مراد موافي أنه نجح بعد مفاوضات شاقة استمرت ساعات طويلة من دفع الجانب الإسرائيلي إلى الموافقة على تنفيذ مطالب الأسرى الفلسطينيين مقابل وقف إضرابهم.

أبرز ملامح هذا الاتفاق تمثلت في إخراج جميع الأسرى المعزولين انفرادياً وتوزيعهم على السجون، خاصة أن بعضهم قضى فترات تزيد على عشر سنوات في العزل الانفرادي، وكذا السماح لأهالي الأسرى في الضفة الغربية وقطاع غزة بزيارة ذويهم في السجون الإسرائيلية بعد فترة دامت خمس سنوات منعت فيها تلك العائلات من التواصل مع ذويهم من الأسرى عبر الزيارات أو الاتصالات التلفونية إضافة، إلى تحقيق مطالب الأسرى المتعلقة بروتين السجن والظروف المعيشية لهم.
نؤكّد على حق الشعوب في تقرير مصيرها ومقاومة المحتل الباغي حتى يتم التحرير الكامل لكل شبر من الأرض المحتلة،

ولا شك أنَّ هذا الاتفاق الإطاري يمثل انتصاراً لإرادة الشعب الفلسطيني وأنَّه لن ينكسر أبداً، وفى كل معاركه سينتصر ما دام متمسكاً بحقه المشروع محافظاً على وحدته ، لا يفرط ولا يستسلم ولا يبيع ذرة من تراب فلسطين .

 

نحن نؤكّد على حق الشعوب في تقرير مصيرها ومقاومة المحتل الباغي حتى يتم التحرير الكامل لكل شبر من الأرض المحتلة، وأنّ كافة التضحيات التي تُبذل من مال وأرواح وأنفس وحريات ودماء وراحة هي ضئيلة في حق فلسطين، فهي تستحق منا جميعاً أكثر من ذلك، فهي الأرض المقدسة أرض الأنبياء والعلماء والشهداء، بوابة السماء وموطن الإسراء،وهى وقفٌ إسلامي لا يجوز التفريط في حبة من ثراها أو التنازل عن شبر منها، وهى أرض المحشر والمنشر تحنٌ القلوب إليها وتشدُ الرحال إلى مسجدها.

*  عضو مجلس الشعب السابق في البرلمان المصري

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

في ذكرى إلغاء الخلافة الإسلامية .. وقفة تأمل

في عام 1299م أسس عثمان الأول بن أرطغرل الإمبراطورية العثمانية الإسلامية واستمرت قائمة أكثر من …