الجزار: 80 سنة كافية لكي يصل الإخوان إلى الحكم

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » الجزار: 80 سنة كافية لكي يصل الإخوان إلى الحكم
alt

الإخوان جماعة كبيرة ومن حقها أن تدفع أو لا تدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية، مثلها في ذلك مثل أيّ تيار أو حزب سياسي آخر وليس معنى نزول أحد الذين كانوا ينتسبون إليها ألا تدفع الجماعة بمرشح وتعلن تأييدها له .

وممَّا لا شك فيه أنَّ انتخابات الرئاسة لها تأثيرها على مصر عامة وعلى الفصائل والتيارات الإسلامية خاصة .. هذه بعض الحقائق التي أكَّد عليها  الدكتور حلمي الجزار عضو مجلس الشعب وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في حواره مع موقع  " بصائر ".

كما تطرّقنا  معه أيضاً إلى تأثير الانتخابات الرئاسية على الجماعات الإسلامية وتأثير وصول الإسلاميين إلى سدَّة الحكم على أفكار وأهداف ودعوة الإخوان، و أثر ذلك على شعبية الإخوان في الشارع بعد 80 سنة من العمل الدَّعوي والسياسي وتداعيات عدم دعم  الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي يحسبه البعض على الإخوان وموقف الجماعة من اتفاقية كامب ديفيد المبرمة مع الكيان الصهيوني وأسئلة أخرى .. فإلى نص الحوار:

بصائر: هل ترى أنَّ الانتخابات الرئاسية لها تأثير على الجماعات الإسلامية المختلفة؟

الانتخابات الرئاسية لها تأثير على مصر كلّها، لأنَّها أول انتخابات تنافسية يترشّح فيها عددٌ من الشخصيات المؤثرين، وبالتالي إذا تأثرت مصر كلّها سوف تتأثر كل الفصائل المتواجدة في المجتمع المصري ومن هذه الفصائل المهمَّة هي الفصائل والتيارات الإسلامية.
د. حلمي الجزار: الانتخابات الرئاسية لها تأثير على مصر كلّها، لأنَّها أول انتخابات تنافسية يترشّح فيها عددٌ من الشخصيات المؤثرين، وبالتالي إذا تأثرت مصر كلّها سوف تتأثر كل الفصائل المتواجدة في المجتمع المصري ومن هذه الفصائل المهمَّة هي الفصائل والتيارات الإسلامية.

كما أنَّ هذه الانتخابات سيكون لها تأثير على عدَّة محاور ؛  فالجماعات التي دفعت بمرشحين مباشرين لها سوف تتضح لها تماما مدى التأييد الشعبي لها ، وسوف يكون هذا مفيداً لها، فإن نالت تأييداً شعبياً كبيراً ستحصد بذلك ثمار ما ورثته .  و أمَّا إذا نالت تأييداً شعبياً أقلّ من المتوقع سوف يكون بمثابة إعادة نظر في التركيب السياسي لهذه الجماعات.

أمَّا المحور الثاني، فالجماعات التي لم تقدّم مرشحاً  سيتبيّن لها هل كان لها تأثير شعبي حينما اختارت مرشحاً من خارجها أم لا  ؟  وهذا أيضاً سوف يؤثر في مدى  قبول الشعب لتوجهات هذه الجماعات.

أمَّا المحور الثالث في التأثيرات هو التفاعل الذي سوف يحدث بين هذه التيارات وبين المجتمع المصري، ولا شك أنَّه سوف يتيح فرصة ومساحة أكبر من التفاعل سوف تستفيد منها التيارات الإسلامية على كلِّ حال.

بصائر:وهل وصول الإسلاميين إلى سدَّة الحكم سيؤثر على أفكارهم وأهدافهم ودعوتهم؟

د. حلمي الجزار: الدَّعوة والأهداف أمور ثابتة مرتبطة بالنواحي الدينية، والنواحي الدينية في أهدافها ثابتة وقد تتغيَّر الوسائل أو التكتيكات، لكن الأهداف العامة للجماعات الإسلامية بشكل عام ثابتة وهي تهتم بغرس قيم الأخلاق وقيم التعامل الإسلامي في المجتمع المصري، هذه الأمور لن تتأثر، بل أتوقع أن يتفاعل المجتمع أكثر وسيكون هناك مساحة واسعة لهذه الجماعات أن تؤثر في المجتمع بهذه الأهداف، لكن قطعاً سوف تتغيَّر الوسائل، وسوف تتعدّد.

بصائر:وفي حالة عدم وصول الإسلاميين للحكم كيف سيكون الوضع؟

د. حلمي الجزار: إذا وصل رئيس من خارج الجماعات الإسلامية أيضاً سوف يؤثّر إيجابياً على الجماعات الإسلامية، لأنَّها سوف تعيد حساباتها وتحاول التعرف على أسباب عدم نجاح مرشحها، وبالتالي سوف تعيد النظر مرَّة أخرى في كيفية التواصل مع المجتمع والتعرف على نقاط الخلل التي كانت موجودة وأدَّت إلى ذلك.


بصائر:ألا ترى تراجع الإخوان عن عدم الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة أفقد الإخوان الثقة لدى الشارع؛ وهي الثقة التي بناها الإخوان على مدار أكثر من 80 سنة من العمل الدَّعوي والسياسي؟

د. حلمي الجزار: العكس تماماً هو الصَّحيح، فليس من المتوقع أن يؤدّي تغيّر موقفنا من الانتخابات إلى فقداننا لثقة الشارع أو يهزّ هذه الثقة أو يجعلها منعدمة، ولكننا نرى أنَّ هذا القرار تفاعل معه الشعب وتفاعل معه المجتمع بين رافض وقابل، والذي يحسم هذا الأمر بعد ذلك هو صناديق الانتخابات مع انتهاء التصويت، فعندما ينتهي التصويت سوف تنسى هذه القضية تماماً.


بصائر:أبو الفتوح مرشح إسلامي ويخدم المشروع نفسه، فلماذا دفع الإخوان بمرشح؟
من المنطقي جدّاً إذا كان هناك تيار كبير في المجتمع الأولى أن يدفع بمرشح منه هو كي يحمل برنامجه لأنَّه من غير المعقول أنَّه يكلّف آخر من خارج التيار من ينفذ برنامجه.
د. حلمي الجزار: الإخوان جماعة كبيرة ومن حقها أن تدفع أو لا تدفع بمرشح، مثلها في ذلك مثل أيّ تيار آخر، ولأنَّ الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح خرج أو فصل من الجماعة لم يصبح محسوباً على جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة، فأصبح بذلك مرشح مستقل، وبالتالي من حق الجماعة أن تدفع بمرشح تقول إنَّها تطمئن أنَّه سوف يطبّق برنامجها.

ومن المنطقي جدّاً إذا كان هناك تيار كبير في المجتمع الأولى أن يدفع بمرشح منه هو كي يحمل برنامجه لأنَّه من غير المعقول أنَّه يكلّف آخر من خارج التيار من ينفذ برنامجه.

بصائر:الإخوان أبدت مرونة مع اتفاقية "كامب ديفيد" إرضاءً للغرب، هل هذه بداية لتنازلات تسمح باندماج الحكم الإسلامي المتوقع مع الغرب على غرار التجربة التركية؟

د. حلمي الجزار: لم يتراجع الإسلاميون عن موقفهم أبداً من الكيان الصهيوني، الأمر واضح جدّاً، لكن كلّ ما قاله حزب الحرية والعدالة في هذا الباب هو أنَّ هناك مؤسسات في الدولة سوف تتعامل مع هذه الاتفاقية، وخاطب بذلك مؤسسة البرلمان والرئاسة والوزراء، لكن لا شأن للجماعة أن تأخذ قراراً ضد إسرائيل، ولا حتى الحزب له قرار في ذلك، لكن قرارات الجماعة والحزب ثابتة لا نعترف بهذا الكيان الصهيوني، بل نقول: إنَّه كيان غاصب، ويجب أن يسترد الفلسطينيون حقوقهم كاملة.

بصائر:الدفع بمرشح لانتخابات الرئاسة ألا يتعارض ذلك مع التدرج في المراحل عند الجماعة؟

د. حلمي الجزار: عمر الجماعة 80 سنة-، وأتصوّر أنَّ هذه السنين كافية للتدرج حتى يصل مرشح منها إلى سدة الحكم، هناك أحزاب تنشأ ويدخل لها ممثلون إلى الحكم في خمسة أو عشرة سنوات، فليس كثيراً على الإخوان بعد 80 سنة أن يقدّموا مرشحاً لرئاسة الجمهورية.

هذا أمر زدناه وضوحاً، وقلنا: إنَّ الوصول إلى السلطة ليس معناه السلطة التشريعية، السلطة التشريعية تشرع وتراقب. أمَّا السلطة الحقيقية فهي السلطة التنفيذية في أيّ بلد ومن ثمّ الحصول على أكثرية داخل البرلمان لا تعني بحال من الأحوال الوصول إلى السلطة إلاَّ إذا تسلم الحزب الفائز بأغلبية الأصوات حقائب وزارية أو الوزارة، ومن ثمَّ كان شيئاً طبيعياً أن يصبو أيّ حزب حائز على الأكثرية إلى الوزارة أو رئاسة الجمهورية.

بصائر:هل ترى أنَّ التوترات الأخيرة التي كانت بين مصر والسعودية سببها صعود الإخوان وخوفها من وصول الثورة إليها؟

د. حلمي الجزار: لا أتصوّر ذلك، لأنَّ ما حدث كان واضحاً جدّاً أنَّ السعودية غضب سفيرها بسبب ما تمَّ حول السفارة، الثورة تمَّت منذ أكثر من 15 شهر والإخوان شعبيتهم زادت ودخلوا البرلمان والموضوع كلّه خمسة أشهر، ولا أتصوّر أنَّ سحب السفير وتوتر العلاقة لهذا السبب، لأنَّ السبب كان واضحاً، بسبب قضية المحامي الجيزاوي وما نتج عنها من تجمهر وتوجيه بعض الهتافات التي قال عنها السفير إنَّها كانت مسيئة للمملكة العربية السعودية.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …