بعد أن نجح الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمون لرئاسة الجمهورية في الحصول على المركز الأول من بين مرشحي الرئاسة وبعد أن صعد إلى المركز الثاني الفريق أحمد شفيق "فلول" والمحسوب على النظام السابق أصبح لزاما على كل القوى الوطنية أن تتكاتف وتتعاون من أجل إنجاح المرشح الوحيد الذي يمثل الثورة المصرية والذي يعتبره الجميع الأمل الأخير لإنقاذ الثورة المصرية.
لذلك كان لنا هذا الحوار مع الدكتور ياسر علي المتحدث باسم حملة الدكتور مرسي حول دلالات فوز الدكتور مرسي بالمركز الأول في الجولة الأولى والخطة التي ستقوم على تنفيذها الحملة الانتخابية من أجل الحصول على أكبر قدر من أصوات الناخبين لدعم مرشح الثورة وأدوار حملات المرشحين الآخرين الذين لم يحالفهم الحظ في المرحلة الأولى وأوجه التعاون معهم وأهم المحاور التي سيتم التركيز عليها بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الإعلام المضلل والذي يقوم بتشويه الصورة ويزيف الحقائق والعديد من الأسئلة الأخرى فإلى نص الحوار:
بصائر: ما هي دلالات فوز الدكتور محمد مرسي بالمركز الأول في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية؟
فوز الأستاذ الدكتور محمد مرسي في هذه المرحلة يعبر عن وعي الشعب المصري بأهمية وجود مرشح صاحب برنامج تنموي حقيقي وصاحب نهضة حقيقية
د. ياسر علي: أرى أن دلالة فوز الأستاذ الدكتور محمد مرسي في هذه المرحلة يعبر عن وعي الشعب المصري بأهمية وجود مرشح صاحب برنامج تنموي حقيقي وصاحب نهضة حقيقية، رغم قصر المدة التي عرضنا فيها البرنامج الرئاسي للدكتور محمد مرسي بداية من 17 إبريل الماضي حيث أن أغلب المرشحين المنافسين بدأوا الدعاية الانتخابية منذ أكثر من عام إلا أنه بفضل الله سبحانه وتعالى استطعنا أن نصل إلى معظم الشعب المصري وحزنا على ثقة أكثر من 5 مليون في المرحلة الأولى وإن شاء الله في الثانية سنحوذ على ثقة غالبية المصريين، ونراهن في ذلك على وعي الشعب المصري الذي لا يرضى بالردة إلى الخلف أو إجهاض الثورة التي خرج فيها أكثر من 20 مليون مصري واستشهد فيها المئات وأصيب فيها الآلاف.
بصائر: ما هي الخطة التي سوف تعمل عليها الحملة في الفترة القادمة وما هو شعار الفترة الحالية؟
خطتنا تقوم على تشكيل ائتلاف وطني موسع خلف الدكتور محمد مرسي يضم كل القوى الوطنية للمساهمة معنا في الحملة لتجاوز صعوبة وحرج المرحلة الحالية والتي تحاول فيها جماعات المصالح المرتبطة بالنظام السابق إعادة إنتاج نظام مبارك مرة أخرى
د. ياسر علي: خطتنا تقوم على تشكيل ائتلاف وطني موسع خلف الدكتور محمد مرسي يضم كل القوى الوطنية للمساهمة معنا في الحملة لتجاوز صعوبة وحرج المرحلة الحالية والتي تحاول فيها جماعات المصالح المرتبطة بالنظام السابق إعادة إنتاج نظام مبارك مرة أخرى، وذلك يحتاج إلى تضامن كل القوى الوطنية والثورية التي شاركت مع كل الأحزاب والتيارات لإنتاج الثورة المصرية في 25 يناير قبل الماضي.
الآن الكل مدعو للتجمع والاتحاد خلف المرشح الوحيد الحالي الذي يمثل الثورة، والذي نعتبره موقفا أخلاقيا وقيميا قبل أن يكون موقفا سياسيا، لأننا كمصريين بعد أن ضحينا بمئات الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى لن نهدم ثورتنا ونضيعها هباء قبل مرور أكثر من 15 شهرا عليها.
بالإضافة لذلك الدكتور محمد مرسي سيقوم بعمل جولات انتخابية في المحافظات وسيعقد لقاءات مع كل القوى السياسية والوطنية والتي بدأت منذ أيام كما أنه سيكون له نشاط إعلامي لإعادة عرض برنامجه مرة أخرى على الناس، بالإضافة إلى لقاءات مع بعض القيادات المحلية في بعض المحافظات ولقاءات مع شيوخ القبائل وبعض المصريين من مختلف الطوائف وإن شاء الله كل هذه الأنشطة سوف تكون معلنة.
بصائر: ما هي أهم المحاور التي سيتم التركيز عليها لكي يضمن مرشحكم أكبر عدد من الأصوات؟
نخاطب عقول الشارع ونخاطب المصري في كل بيت وشارع وقرية ومدينة ومحافظة من أجل الوصول إلى قناعة كاملة لديهم بأهمية دعم الدكتور محمد مرسي.
د. ياسر علي: نؤكد على جدية البرنامج المطروح، والبعد التنموي والنهضوي الموجود فيه، كما نؤكد على الاصطفاف الوطني خلف مرشح الثورة المتبقي الدكتور محمد مرسي وندعو كل القوى الوطنية وكل الحملات المحترمة "حملة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحي ، وسليم العوا، وحملة خالد علي" وكل المرشحين الوطنيين المحترمين ندعوهم للتنسيق والعمل معا، نخاطب عقول الشارع ونخاطب المصري في كل بيت وشارع وقرية ومدينة ومحافظة من أجل الوصول إلى قناعة كاملة لديهم بأهمية دعم الدكتور محمد مرسي.
بصائر: ما هي أوجه التعاون التي ستكون بين حملة مرسي وباقي الحملات التي لم يوفق مرشحيها؟
د. ياسر علي: قمنا بفتح حوار مع معظم هذه الحملات وكانت النقطة المحورية هي حماية الثورة المصرية والوقوف أمام نظام مبارك الذي يحاول إعادة إنتاج نفسه مرة أخرى، وأيضا تحدثنا عن حكومة ائتلاف وطني تشارك فيها كل القوى الوطنية التي انبثقت عنها هذه الحملات، وكل المرشحين للرئاسة السابقين وعقولنا وقلوبنا مفتوحة لهم جميعا لعبور المرحلة الحالية.
بصائر: كيف سيتم التعامل مع الإعلام في الفترة القادمة خاصة مع حملات التشويه الموجه لمرشحكم؟
لسنا أمام إعلام فقط غير موضوعي أحيانا أو موضوعي في أحيان أخرى ولكننا أمام دعاية سوداء "بروباجاندا وليست إعلاما"، تتمثل في شائعات مضادة طول اليوم تحاول زعزعة ثقة رجل الشارع المصري بالثورة وبرجال الثورة وبقيادات الثورة
د. ياسر علي: في الحقيقة لسنا أمام إعلام فقط غير موضوعي أحيانا أو موضوعي في أحيان أخرى ولكننا أمام دعاية سوداء "بروباجاندا وليست إعلاما"، تتمثل في شائعات مضادة طول اليوم تطلقها بعض الأجهزة وبعض جماعات المصالح وغيرها من وسائل الدعاية الرخيصة التي تحاول زعزعة ثقة رجل الشارع المصري بالثورة وبرجال الثورة وبقيادات الثورة وتحاول زعزعة رجل الشارع أو صده عن الوصول إلى الصندوق الانتخابي. بمعنى أنها تحاول أن تروج لفكرة المقاطعة، والترويج لفكرة الاستقرار الوهمي الذي سيحدثه مرشح الثورة المضادة، وبالتالي نحن نتحرك مع الناس ومع القوى الوطنية من أجل صد هذه الحملات التي نتأكد أنها لن تنطلي على رجل الشارع المصري صاحب العقلية الرصينة، وكلنا نعلم أن الشعب المصري عنده القدرة على التمييز بين الغث والثمين والصالح والطالح.
بصائر: تسبب الإعلام في تكوين مخاوف كثيرة لدى الشارع من وصول الإخوان إلى الحكم فما هي التطمينات التي ترسلونها للشارع المصري؟
فيما يتعلق بالمؤسسة الرئاسية فقد أعلنا عن نائبين للرئيس من تياري أبو الفتوح وصباحي. وبالنسبة للحكومة الائتلافية فإننا نؤكد أن رئيس الحكومة لن يكون من الإخوان أو حزب الحرية والعدالة. وفيما يتعلق بالجمعية التأسيسية نضمن لهم أنها ستكون معبرة عن كل المصريين وتمثل كل الأطياف بالإضافة إلى حقوق العمال والفلاحين والمرأة والأقباط.
د. ياسر علي: التطمينات أعلناها في مؤتمر وهذا المؤتمر حمل أكثر من 20 رسالة طمأنة لكل القطاعات وكل الشرائح ولكل أبناء المجتمع المصري. وهي ليست جديدة؛ لأنها موجودة في برنامج الحرية والعدالة، ولكننا أكدنا عليها. وزاد الدكتور مرسي تأكيده عليها مرة أخرى.
أما فيما يتعلق بالمؤسسة الرئاسية فقد أعلنا عن نائبين للرئيس من تياري أبو الفتوح وصباحي. وبالنسبة للحكومة الائتلافية فإننا نؤكد أن رئيس الحكومة لن يكون من الإخوان أو حزب الحرية والعدالة. وفيما يتعلق بالجمعية التأسيسية نضمن لهم أنها ستكون معبرة عن كل المصريين وتمثل كل الأطياف بالإضافة إلى حقوق العمال والفلاحين والمرأة والأقباط.
كل هذه التطمينات وأكثر جاءت تأكيداً على ما قد سبق قوله في البرنامج الرئاسي وفي برنامج الحرية والعدالة.
بصائر: الكثير يرى أنه يجب أن تكون هناك تنازلات من جانب الإخوان فهل تؤيد هذا الرأي وما هي هذه التنازلات؟
د. ياسر علي: نحن لا نفهمها على أنها تنازلات ولكننا نفهمها على أنها توافق وطني من أجل الوصول إلى صف وطني موحد ضد من يحاول إعادة العجلة إلى الوراء، ما قدمناه ليس تنازلاً بقدر ما هو تفاهم وحوار وطني حقيقي وهو أمر ليس بجديد على الحرية والعدالة. هذه ليست تنازلات بقدر ما هي تفاهمات وحوار وطني حقيقي، ونحن في الحرية والعدالة الأمر ليس جديداً في معظم ما نقوله، حيث كنا أول من طرح فكرة الحكومة الائتلافية بعد الثورة بأيام وقلنا أن مصر تحتاج إلى حكومة ائتلاف وطني، وحتى ونحن نسحب الثقة من حكومة الجنزوري كنا نتكلم عن حكومة ائتلاف وطني وبالتالي الكلام عن الحكومة ليس قديماً وليس جديداً ، ولكن نؤكد عليه ونقول أنه واجب وطني وليس تنازلاً. كما أن عقولنا وقلوبنا مفتوحة لكل الناس من أجل مزيد من الحوار ومزيد من البحث للوصول إلى أفضل صيغة لعمل جبهة وطنية موحدة أمام فلول النظام السابق.
بصائر: هل ترى أن حملات المرشحين الآخرين متجاوبة مع حملتكم أم أنها لا زالت تفكر في الوضع الحالي؟
لا يخالجني شك في أن كل القوى الوطنية الثورية ستقوم بدعم د. محمد مرسي ضد مرشح الثورة المضادة
د. ياسر علي: لا يخالجني شك في أن كل القوى الوطنية الثورية سواء في فريق الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، أو في حملة الأستاذ حمدين، أو الأستاذ خالد علي، وكلهم وطنيون محترمون، وكلهم أناس أصحاب رصيد كبير في عقولنا وقلوبنا، لذا لا يخالجني شك في أنهم سيدعمون الدكتور محمد مرسي ضد مرشح الثورة المضادة.
أما القلق الموجود في الشارع فهو قلق صحي لأننا نمر بمرحلة جديدة في تاريخ مصر لم نمر بها من قبل، وأمام ثقافة وتجارب جديدة بالتأكيد أنها تحدث نوع من القلق ولكنه لا شك قلق صحي لأننا لأول مرة يكون عندنا هذا العدد من المرشحين بل لأول مرة يكون عندنا أكثر من 3 أو 4 مرشحين في التيار الواحد والمدرسة الواحدة فتجد 3 مرشحين في التيار الناصري القومي و3 مرشحين في التيار الإسلامي أو أكثر، هذه ثقافة جديدة على المواطن المصري تجعل حسمه لأمره وقراره يحتاج إلى حوار، وكل هذا صحي وسنتعود عليه ونتعايش معه بعد ذلك، ولكن دائما أول تجربة يكون لها مذاقها الخاص.
بصائر: كيف ترون فرصة الدكتور محمد مرسي في الإعادة؟
د. ياسر علي: أولا ثقتنا في الله كبيرة في النجاح وثانيا ثقتنا في الناخب المصري وعمقه ووعيه ومدى تفهمه وارتباطه أولا بالثورة المصرية وبالتيار الوطني في مصر لا يخالجنا الشك في أن يكون الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية إن شاء الله.
بصائر: في المرحلة الأولى لم تستطع الحملة الوصول إلى بعض الفئات في الشعب المصري فكيف ستتغلبون على هذه النقطة؟
د. ياسر علي: للأسف كانت الفترة قصيرة جدا في المرحلة الأولى وبالفعل لم نستطع الوصول إلى بعض الفئات ولكن والحمد لله الحملة بدأت تعمل بجدية في المحافظات منذ اليوم الأول وإن شاء الله سنصل إلى كل فرد في الشعب المصري وكل الفئات من خلال الإعلان والاتصال المباشر ومن خلال ندوات ومحاضرات وحوارات بدأت منذ أكثر من يوم في كل القرى والمدن.
الزحمة التي كانت موجودة على عقل الشعب المصري وأذنه وعينه نتيجة زحام المرشحين والذي كما قلت أن ذلك كان جديدا، الآن أصبحت الأمور واضحة وأكثر هدوءا وسوف تكون أيسر في التناول وفي الوصول إلى كل ناخب إن شاء الله.