الأسرى الفلسطينيون .. صناعة النجاح رغم الجراح

الرئيسية » بصائر من واقعنا » الأسرى الفلسطينيون .. صناعة النجاح رغم الجراح
alt

خاب ظن الاحتلال الصهيوني باعتقاده  أنَّ احتجازه آلاف الفلسطينيين خلف قضبان سجونه المعتمة وجدرانه المظلمة  قد يكسر إرادتهم ويثنيهم عن الإبداع في مقاومة الاحتلال والدفاع عن حقوق شعبهم والمساهمة في الحفاظ على هويته وثوابته ..

لم يستطع الاحتلال أن يخمد جذوة الصمود والتحدّي لدى الأسرى الفلسطينيين، ولم يقدر على احتجاز  نورهم  الذي  تستلهم منه الأجيال  معاني العزّة والكرامة وتستنشق منه عبير الحرية والنَّصر..

عبر تاريخه الأسود والاحتلال الصهيوني يمارس انتهاكات صارخة ضد الأسرى الفلسطينيين، وتنوّعت هذه الاعتداءات  لتشمل كلَّ صنوف الممارسات الوحشية وغير الإنسانية؛ مثل التعذيب الجسدي والنفسي، والعزل الانفرادي، والمنع من الزيارات، والاعتقال الإداري والتفتيش العاري، والحرمان من العلاج والرعاية الصّحية اللاّزمة، وتقليص حصص الطّعام، وغيرها من الممارسات الوحشية.
تنتشر في صفوف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ظاهرة مباركة شعارها (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
ويقبع في سجون الاحتلال الصهيوني حسب آخر إحصاء أكثر من 4700 أسير فلسطيني؛ بينهم 27 نائباً، و320 معتقلاً إدارياً، و185 طفلاً.

وعلى الرّغم من كلِّ هذه الانتهاكات، فإنَّ الأسرى الفلسطينيين يثبتون في كلّ مرّة صبرهم وثباتهم وتصدّيهم لظلم السجّان الصهيوني، وعلى الرّغم من ألم السجن والبعد عن الأهل والأقارب،  وعلى الرّغم من ذلك كلّه لا يزال الأسرى يقدّمون نماذج رائعة في الصبر والاحتساب، ويبدعون ويتميّزون في مجالات كثيرة ومتعدّدة؛ فمنهم من يتفّرغ للعبادة وحفظ القرآن، وإكمال الدراسة الجامعية والدراسات العليا، ومنهم من يبدع في مجال التربية والخطابة والدَّعوة، فتراه يؤسس الحلقات العلمية والدروس التربوية، ومنهم من يبدع في مجال التأليف والكتابة داخل السجن وبعد أن يحرّر.
الأسير الفلسطيني هو الأسير الوحيد في العالم الذي يحول سجنه إلى جامعة ومحطة للتزوّد بالعلم، بالرغم من صدور أحكام بالسجن الفعلي مئات السنوات بحقه
وفي وصف عزيمة وإصرار الأسرى يقول عضو المجلس التشريعي الأسير المحرّر فتحي القرعاوي 🙁 الأسرى لديهم عزيمة تتحطم عليها جميع إجراءات السجون القاسية. فالأسير الفلسطيني هو الأسير الوحيد في العالم الذي يحول سجنه إلى جامعة ومحطة للتزوّد بالعلم، بالرغم من صدور أحكام بالسجن الفعلي مئات السنوات بحقه. فهناك أسرى محكوم عليهم بالسجن المؤبد. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أكثر من عشرين مؤبدا، وكل مؤبد 100 عام، أي إنَّ مجموع حكمه يساوي قرابة الألفي عام، ومع ذلك تراه يدرس ويحصل على الشهادة غير آبه بالمؤبدات التي صدرت بحقه. وهذا يؤكّد أنَّ الأسير الفلسطيني له خصوصية تمتاز بقوة الإرادة والتحدي والصبر وصناعة النجاح رغم الجراح).

وفي هذا الموضوع نحاول تسليط الضوء على إبداعات الأسرى الفلسطينيين في مجالات حفظ القرآن والتحصيل العلمي والكتابة والتأليف..

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..

تنتشر في صفوف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ظاهرة مباركة شعارها (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، حيث أتمَّ مطلع العام الجاري أكثر من 60 أسيراً من أبناء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في سجن النقب الصحراوي مطلع العام المنصرم حفظ كتاب الله عز وجل، حسبما أفادت اللجنة الإعلامية للهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة في سجون الاحتلال. وأكَّدت اللجنة في تصريحات صحفية:"أنَّ عشرات من أسرى "حماس" أتموا حفظ القرآن خلف القضبان؛ حيث يوجد أكثر من 60 حافظاً موزعين على كافة أقسام السجن". وأوضحت اللجنة الإعلامية أنَّ لجنة داخلية في السجن يطلق عليها "مركز النور" تتابع الأسرى في حفظ القرآن، من خلال ترتيب آليات الحفظ والتسميع.

100 أسير ينالون شهادات جامعية ..

تمكّن نحو 100 أسير فلسطيني من انتزاع شهادات جامعية، أثناء اعتقالهم في سجون الاحتلال، بينما يلتحق مئات آخرون بالجامعات لتحصيل مستويات علمية، في تخصصات معينة، ومستويات متعدّدة، ملتحقين بالجامعتين العبرية والأمريكية المفتوحتين.
لم يستطع الاحتلال أن يخمد جذوة الصمود والتحدّي لدى الأسرى الفلسطينيين، ولم يقدر على احتجاز  نورهم  الذي  تستلهم منه الأجيال  معاني العزّة والكرامة وتستنشق منه عبير الحرية والنَّصر..
رائد صلاح ..  خمسة أشهر وثلاثة كتب

لدوره الكبير في الدفاع عن الأقصى والقدس وكشف مخططات الاحتلال في تهويدهما، حكم الاحتلال عليه بالسجن على  رئيس الحركة الإسلامية داخل أراضي الـ48 خمسة أشهر في سجن الرملة، و في أول تصريحات له بعد خروجه، قال الشيخ صلاح: إنَّ مدَّة خمسة أشهر التي قضاها في السجن كانت عبارة عن "جنة عاشها خلوة مع الله"، مضيفاً أنَّها من أفضل الأيام في حياته؛ حيث قضاها بالصلاة والصيام والقيام وقراءة القرآن. وأشار إلى أنَّه تمكَّن من تأليف ثلاثة كتب من زنزانته.

عكس التيَّار ومحاكمة شهيد ..

هو عنوان كتاب للأسير القيادي الصحفي وليد خالد حرب (40عاماً)، والمعتقل في سجون الاحتلال منذ قرابة العام، ويقع كتاب "عكس التيار" في 168 صفحة، وله وراية  بعنوان: "محاكمة شهيد" ، والعديد من الدراسات والمؤلفات الأدبية والفكرية والدينية.

"التعذيب والعزل" ..

هو دراسة علمية توثق بشكل دقيق أساليب الاحتلال، وممارساته بالتعذيب والعزل، قام بها قائد كتائب القسَّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في الضفة الغربية، الأسير إبراهيم حامد، حيث يصف تجربته في العزل الانفرادي بقوله: (إنَّ الأسير المعزول يعيش في عزل مفتوح وخارج حدود الزمن، وكنا نتلمس أيّ فرصة لكسر هذا القيد الثقيل الذي أرهقنا).

حرب العصابات ..

((حرب العصابات بين النظرية العلمية والتطبيق الفلسطيني)).. هو عنوان كتاب للأسير القسَّامي محمد ناجي صبحة، وقد استفاد من تجربة الأسر في تأليفه؛ حيث يقول في مقدمته: (لقد استمعت في سجني إلى مئات التجارب الجهادية القسَّامية، فخبرت الكثير من الأخطاء التي تقع فيها، وللأسف فأغلبها متكرّرة ومستمرة، وقد استفدت من بعضها في هذه الدراسة، واستشهدت بها بما يتوافق مع الأبواب التي سنطرقها).

"صهر الوعي " ومعاناة الأسرى ..

" صهر الوعي"  هو كتاب للأسير وليد دقة  ألّفه من داخل سجنه، وركّز فيه على واقع الحركة الأسيرة بعد اتفاقيات أوسلو، وعالج في الكتاب ما يتعرَّض له الأسرى من تعذيب وحشي على يد الاحتلال الصهيوني،  ويصف هذا التعذيب بقوله : (ويعالج ما يتعرض له الأسرى من تعذيب ممنهج ومدروس على يد سلطات الاحتلال).

أسفار العتمة ..

هي نصوص للأسير ياسر أبو بكر  .. نصوص تتحدَّى الاعتقال، هي مقالات ودراسات وتقارير، كتبها الأسير قبل دخوله السجن، أطلق عليها "ما قبل العتمة" ويتحدث فيها عن شؤون ومواضيع طلابية، ومجموعة مقالات كتبها وهو في السجن، وأطلق عليها "في ديار العتمة" ويتحدَّث فيها عن معاناة الأسرى خلف القضبان.

روايات للأسرى ..

(حكاية الدم من شرايين القسَّام شهادة للعصر والتاريخ).. للأسير المحرَّر زاهر علي موسى جبرين، والذي كتبه في سجن عسقلان المركزي عام 1998م .

(حكاية صابر) .. للأسير المقدسي محمود موسى عيسى، من مواليد بلدة عناتا في ضواحي القدس في العام 1968. كان له دور كبير في إشعال الانتفاضة الأولى في القدس وضواحيها.

(عندما يزهر البرتقال) ... للأسير عمار الزبن من مدينة نابلس المحكوم بالسجن 26 مؤبداً . وعن أحداث الرِّواية ومجرياتها كُتب في بدايتها  (أنّها محاولة روائية لقراءة أحداث تجري في عقول وأفئدة البرتقال الصَّامد في أرضنا المحتلة عام ثمانية وأربعين، حيث النوَّار الذي بدأ يزهر رغم العواصف والرياح العاتية والقادمة من بعيد).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

أسوأ رمضان يمر على الأمة أم أسوأ أمة تمر على رمضان؟!

كلمة قالها أحد مسؤولي العمل الحكومي في قطاع غزة، في تقريره اليومي عن المأساة الإنسانية …