خطط الصَّهاينة في فلسطين إلى زوال..

الرئيسية » بصائر من واقعنا » خطط الصَّهاينة في فلسطين إلى زوال..
alt

يقول البروفسور أمنون روبنشتاين وزير العدل والتعليم في حكومتي رابين وباراك: " إنَّه على الرَّغم من أنَّ انتصارات إسرائيل في حروبها الكبيرة مع الدول العربية، إلاَّ أنَّ هذه الانتصارات فشلت في اجتثاث الرَّغبة العربية في محاربة إسرائيل".  ويرى أنَّ أكثر ما يزيد الأمور تعقيداً في وجه إسرائيل هو " أسلمة " الصِّراع، واتخاذه بعداً دينياً، الأمر الذي لا يزيد فقط رقعة العداء لإسرائيل، بل يجعله أكثر تصميماً.

ويعدُّ روبنشتاين أنَّه من الحمق الانطلاق من افتراض مفاده أنَّ الأنظمة العربية الحالية ستبقى للأبد، مؤكّداً أنَّ "إسرائيل" قد تستيقظ في يومٍ ما وقد أحيطت بأنظمة حكم ذات توجّه إسلامي، لا ترفض وجود إسرائيل فحسب، بل تتجنَّد من أجل إزالتها .

زوال "إسرائيل"...
لقد تنبَّأ الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله - بزوال "إسرائيل" في القرن الحادي والعشرين في الربع الأول منه، وبالتحديد في عام 2027م، حينها تعجب البعض من هذا الكلام، ولكن يزول العجب حين تَطلع علينا وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الحليف الإستراتيجي لـ "إسرائيل" ، لتعلن كما ورد في جريدة الديار اللبنانية أنَّ انهيار "إسرائيل" خلال العشرين سنة المقبلة أمر محتوم ولا مفر منه، وأضاف التقرير أنَّ أكثر من مليوني شخص بينهم 500 ألف يحملون البطاقة الخضراء، أو جواز سفر سوف يتوجهون إلى أمريكا خلال الأعوام 15 المقبلة . مضيفاً أنَّ حوالي مليون و600 ألف صهيوني يستعدون للعودة إلى أوطانهم في روسيا وأوربا.

خطة عشرين عشرين..
لكن ما يقوم به الصهاينة في الآونة الأخيرة يحتاج إلى وقفة قوية من المنظمات الدولية والإقليميَّة سواء العربيَّة أو الإسلامية، فقد وضع الصهاينة خطتهم حتى عام 2020م، غير أنَّها ليست خطة نهضوية تنموية، بل هي خطة احتلالية استيطانية لتهويد القدس بحلول ذلك العام، ومحو الهويّة العربية والإسلاميّة للمدينة واستبدالها بهويّة يهوديّة من الناحيتين التاريخيّة والدينيّة وذلك بإنشاء مدينةٍ أثريّة مطابقةٍ للوصف التوراتيّ "أورشليم المقدّسة" أسفل المسجد الأقصى.

لقد دأبت بلدية القدس بواسطة لجنة مكوَّنة من 98 خبيرًا متخصصين في مجالات شتى، عملت على مدار أكثر من ثلاث سنوات، إلى أن خرجت بمخطط يمتد مداه الزمني إلى 20 سنة، يهدف لتهويد القدس بطريقة منظمة وبشكل علمي وممنهج في شتى مجالات الحياة، يكمن جوهرها في الاستيلاء على الأرض العربية في القدس تحت مسمّيات شتى، تنوَّعت بين السكن والسياحة والاقتصاد والتعليم والاستعمال العسكري وغير ذلك.

عمل سريع ومستمر..
وفي ظلِّ انشغال وغفلة العرب والمسلمين، وتزامنًا مع الثورات العربيَّة التي نشهدها حالياً، قام الصهاينة في الآونة الأخيرة بتشديد الخناق، والإسراع في خطوات الانتهاء من تخريب مدينة القدس، أو ما يطلق عليه مجازًا تهويد القدس.

وقد نقلت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عن خطيب المسجد الأقصى قوله: إنَّ سلطات الاحتلال سرّعت في الآونة الأخيرة من هجمتها المنظَّمة على المدينة بهدف تهويدها، وفصلها عن محيطها الفلسطيني ومحاصرتها بالمستوطنات، وأوضح أنَّ قوات الاحتلال هدمت مئات المنازل ممَّا نتج عنه طرد آلاف المقدسيين في إطار عملية طمس مبرمجة للمعالم العربيَّة والإسلاميَّة، من خلال تزييف واقعها وتغيير أسماء شوارعها واستبدالها بأسماء يهودية، كما تقوم سلطات الاحتلال ببناء آلاف الوحدات الاستيطانيَّة من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المدينة لمصلحة اليهود، وتقليل نسبة السكان الفلسطينيين إلى أدنى مستوى بحلول عام 2020 م من أجل إضفاء الطابع اليهودي على المدينة المقدَّسة في إطار خطة "عشرين عشرين".

وحتى اليوم قطع المحتلّ بالفعل شوطاً كبيراً في مشروعه هذا فقد أنهى عدداً كبيراً من المزارات الأثريّة تحت المسجد الأقصى، وفتحها أمام الزوّار من اليهود والسائحين، وأنهى القسم الأكبر من "مدينة داوود" الأثريّة الموجودة فوق الأرض في ضاحية سلوان،وعزل الأحياء الفلسطينيّة المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى عن بقيّة القدس من خلال الجدار الفاصل والحواجز، ممَّا يحرم المسجد من أحد أهمّ خطوط دفاعه، ويُسهّل على المحتلّ الاعتداء عليه كيف ومتى أراد، ويمكنه من تحقيق تواصل جغرافيّ بين البؤر الاستيطانيّة في البلدة القديمة وبين المستوطنات الموجودة على أطراف القدس، ومنع سكّان هذه الأحياء العرب من استخدام عدد كبير من الطرق والشوارع الرئيسة "لدواعٍ أمنيّة"، بالإضافة لعمليات الحفر التي تخترق المسجد الأقصى ومحيطه الملاصق من جهات عدة بشبكة من الأنفاق، تمَّ توسيعها بهدف سياحي وديني أسفل وفي محيط المسجد الأقصى.

أملنا أكبر من خططهم...
وفي أجواء التغيرات الكبيرة في العالم العربي تزداد مخاوف الصهاينة من تساقط الأنظمة التي كانت تحمي حمى دولتهم، وتذود عنهم وتقف حائلاً بين المقاومة وبينهم، وفي الوقت ذاته يزداد الأمل في قلوب المسلمين أن يزهر الربيع في فلسطين أخيراً ولكنَّه لن يزهر إلاَّ إذا ما أدركت الشعوب واجباتها تجاه فلسطين ووضعوا تحرير القدس هدفاً رئيساً لهم، وهذا يحتاج إلى إدراك حجم التحدِّي والعمل الدؤوب على النجاح فيه، ما يستلزم استحضار الهدف باستمرار وتوحيد الجهود، حتى نرى ما وعدنا الله به من نصر على الصهاينة المعتدين، وصدق الله إذ يقول: (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا). نسأل الله أن نرى وإياكم هذا النصر بأعيننا، وأن تشفى به صدورنا.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …