الدعاء مع الصيام .. ضرورة لكمال الإيمان

الرئيسية » بصائر تربوية » الدعاء مع الصيام .. ضرورة لكمال الإيمان
alt

يقول الله تعالى في الآية 186 من سورة البقرة: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"

آية جليلة، تتوسط بين آيات الصيام، وتوحي بأن الارتباط القرآني يؤكد على الارتباط الحقيقي بين الصيام والدعاء، وبأنهما أمران لا ينفصلان مطلقاً.

فشهر رمضان موسم إيماني، ومدرسة ربانية، يتخرج منه الممميزون، ويفوز بثوابه وجوائزه العابدون القائمون الصائمون، وهو شهر يكثر فيه رفع أكف الضراعة إلى الله، والالتجاء إليه، وفيه تسكب العبرات، وتلين القلوب، وهي تتلو كتاب الله، أو وهي تناجي ربها تستغفره وتطلب رضاه، والفوز بجنته والنجاة من سخطه والنار.

و هذه الآية تدلل وبشكل واضح على أن الصائم مرجو الإجابة، وأن شهر رمضان يتزين بتلك الدعوات والمناجاة، ناهيك عن مشروعية الدعاء للصائم في كل وقت من هذا الشهر العظيم.

حقيقة الدعاء..
الدعاء هو التوجه إلى الله والالتجاء إليه، هو بيان لحقيقة العبودية واحتياج العبد إلى ربه، هو إظهار الافتقار إلى الله. هذه الآية تدلل وبشكل واضح على أن الصائم مرجو الإجابة، وأن شهر رمضان يتزين بتلك الدعوات والمناجاة، ناهيك عن مشروعية الدعاء للصائم في كل وقت من هذا الشهر العظيم

لكنه في نفس الوقت، يبعث في المؤمن الطمأنينة والثقة؛ وذلك لأن اليقين في الدعاء يشعر المؤمن بالراحة، كيف لا والله سبحانه يستجيب لكل من يدعوه ويسأله.


يقول صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين".

وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل إليه دعوته، وإما أن يدخرها له في الأخرى، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".

أما عن فائدة ذكر هذه الآية بين آيات الصيام، فيقول ابن كثير : " وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند اكتمال العدة وبل وعند كل فطر". وما توصل إليه ابن كثير نابع من قوله صلى الله عليه وسلم : " إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد".

لكن وفي نفس الوقت يبين الله سبحانه في الآية الكريمة، أن الإجابة مقرونة بإجابة أوامر الله، فما دام العبد يطلب إجابة الدعاء فليتأدب مع ربه فيستجيب له يتنفيذ أوامره، إن أحب أن يستجيب الله له.

ولهذا حري بك أخي الصائم، أن تجتهد في تطبيق أوامر الله، والابتعاد عما حرم الله، وفي نفس الوقت، تكثر من الدعاء وكلك يقين بأن الله سيستجيب لك، إن كان خيراً لك ففي الدنيا، وإلا ادخرها لك في الآخرة. وعندها تكون من الراشدين، الذين يصيبون الحق ويفعلونه، والذين تحققت فيهم صفائية الصيام التي تجعل صاحبها أهلا للإجابة، ويهديك الله سبحانه إلى ما فيه الخير والنجاح في الدنيا والآخرة..

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …