صلاح شحادة .. مهندس الجهاز العسكري لحماس

الرئيسية » بصائر الفكر » صلاح شحادة .. مهندس الجهاز العسكري لحماس
alt

" أوصيكم بتقوى الله والجهاد في سبيله، وأن تجعلوا فلسطين أمانة في أعناقكم وأعناق أبنائكم إلى أن يصدح الآذان في شواطئ يافا وحيفا وعسقلان " بهذه الكلمات البسيطة في مفرداتها, العظيمة في ما تحمله من معاني كتب الشهيد القسَّامي صلاح بن مصطفى بن محمد شحادة والشهير بصلاح شحادة وصيته لأهله وذويه قبل وفاته .

كان رحمة الله عليه الذي استشهد في مثل هذه الأيام 23 يوليو عام 2002 يدرك طوال حياته معنى الشهادة في سبيل الله فعمل لها طوال سنوات عمرة التي قضاها في سبيل القضية الفلسطينية وتحرير بيت المقدس من دنس اليهود .

من هو صلاح شحادة .؟

الشيخ صلاح شحادة هو مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والذي عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون" شكل العديد من الخلايا العسكرية وقام بتدريب أفرادها على استعمال السلاح، ونجحت هذه الخلايا في شنّ هجمات ضد أهداف عسكرية صهيونية .

ولد صلاح شحادة في 24 فبراير 1952 بمخيم الشاطئ بغزة وهو الأخ الأصغر لستة بنات. وقد نزحت أسرته إلى قطاع غزة من مدينة يافا بعد أن احتلتها العصابات الصهيونية عام 1948، حيث أقامت في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين.

رحلة تعليمه وعمله :

تلقى صلاح شحادة تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس بيت حانون، ثمَّ أكمل المرحلة الثانوية في مدرستي فلسطين ويافا الثانوية بمدينة غزة , ولم تسمح له ظروفه المادية بالسفر إلى الخارج لإكمال دراسته العليا على الرغم من أنه حصل قبول لدراسة الطب والهندسة في جامعات تركيا وروسيا.

التحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية في الإسكندرية، وشهدت السنة الثالثة تحولا هاما في حياته حيث اتجه إلى الالتزام الديني وبعد عام حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية من مصر.

عمل رحمة الله عليه باحثاً اجتماعياً في مدينة العريش بصحراء سيناء، ثم عين بعد ذلك مفتشا للشؤون الاجتماعية في العريش. وبعد استعادة مصر مدينة العريش من إسرائيل في عام 1979 انتقل للإقامة في بيت حانون وعمل مفتشا للشؤون الاجتماعية لقطاع غزة , ثم استقال من عمله في الشؤون الاجتماعية للعمل في دائرة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية بغزة في بداية العام 1982


تجربة الاعتقال :

اعتقلته السلطات الإسرائيلية في عام 1984 للاشتباه بنشاطه المعادي ضد الاحتلال الإسرائيلي، يدعى (اللجنة العسكرية الإخوانية) وضبت قوات الاحتلال بحوزتها عشرات القطع من السلاح غير أنَّه لم يعترف بشيء، ولم يستطع الصهاينة إثبات أي تهمة ضده , فأصدروا لائحة اتهام حسب قانون الطوارئ لسنة 1949، وهكذا قضى في المعتقل عامين.
إعتقلته السلطات الإسرائيلية في عام 1984 للاشتباه بنشاطه المعادي ضد الاحتلال الإسرائيلي، يدعى (اللجنة العسكرية الإخوانية) وضبت قوات الاحتلال بحوزتها عشرات القطع من السلاح

وبعد خروجه من المعتقل عام 1986 قررت سلطات الاحتلال إغلاق الجامعة الإسلامية في غزة في محاولة لوقف الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 1987.

ظل محتجزاً في العزل الانفرادي والتحقيق منذ بداية اعتقاله وحتى مايو 1989، بعد أن فشل محققو جهاز الاستخبارات الصهيونية في انتزاع أي معلومات منه قرروا إنهاء التحقيق معه، غير أنه أعيد بعد فترة قصيرة إلى زنازين التحقيق بعد حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جرت في مايو 1989 بعد عملية إطلاق نار كبير في مخيم جباليا على جيش الاحتلال نفذها " المجاهدون الفلسطينيون"، استمرت جولة التحقيق الجديدة حتى نوفمبر 1989 أي بعد ستة أشهر، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات ونصف، وبعد انتهاء المدَّة تمَّ تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة عشرين شهرا حتى أفرج عنه في 14 مايو2000.

قصة استشهاده :

استشهد صلاح شحادة قائد كتائب عز الدين القسَّام، الجناح العسكري لحماس، في مثل هذه الأيام التي نعيشها الآن يوم 23 (يوليو) 2002 بقصف جوي بعد إلقاء قنبلة تزن طنا ألقتها طائرة إسرائيلية من نوع(اف 16)علي بناية في حي مزدحم بمدينة غزة ؟ مما أدى إلى استشهاد زوجته و 18 فلسطيني بينهم ثمانية أطفال.

كانت عملية اغتيال الشهيد صلاح شحادة من أكبر العمليات التي هللت لها إسرائيل والتي ظلت تخطّط وتعدّ لها منذ وقت طويل .. فقد قرَّر العدو تصفية النواة الصلبة للتنظيمات الفلسطينية والتي كان من بينها بالطبع صلاح شحادة؛ حيث استغلت أحد العملاء يدعى أكرم الزطمة، والذي تمَّ استغلاله جنسياً من قبل المخابرات "الإسرائيلية" للمساهمة في تصفية أحد كبار حماس وهو صلاح شحادة .

حيث كلفوه بتعقب صلاح شحادة ابلغ الصهاينة أن يذهبوا لمسجد الصحابة وشاهد الصهاينة جموعاً من المصلين تخرج من المسجد ولكن الشيخ صلاح شحادة مازال هناك، وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلاً جاءت معلومات من ضابط المخابرات الصهيوني الذي جند أكرم أن يخرج إلى منطقة سكن الشيخ شحادة وهناك شاهد سيارتين من نوع (فولفو وسوبارو) وكان شحادة من بين ركابهم ودخلوا إلى بيت شحادة حينها طلب الصهاينة من أكرم الزطمة ترك المكان والعودة إلى بيته ، وبعد وقت قصير سمع أكرم وسمعت معه مدينة غزة بأكملها صوت رعد من الانفجارات هزَّت أنحاء المدينة في ساعات المساء وبعد ذلك توجه أكرم بصحبة أحد أصدقائه وذلك من أجل مشاهدة المكان، و حينها فهم أنَّ البيت الذي تمَّ قصفه هو البيت الذي تعقبه و رأى الدمار ولم يستوعب ما رأى من الدَّمار الرَّهيب والجثث التي انتشرت أشلاؤه، وكان من بينها بالطبع الشهيد صلاح شحادة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …