يوشك شهر رمضان المبارك على الرحيل بعد أيام قلائل .. سيرحل شهر رمضان مكلوما مكسور الخاطر على ما وجد من تعاظم للمأساة بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، وكأني به لم يعرف القدس بوجهها الجديد، فلا البشر بشر ولا الحجر حجر ولا المدينة المدينة!! ..
في هذا الشهر المبارك واجهت المدينة المقدسة اخطر مخطط لتهويدها والمسلمون نيام ، فالعدو يفكر ويخطط ويعمل ونحن نباهي بأننا كشفنا مخططاته بدون أي عمل يواجه هذه المخططات.
طوال أيام هذا الشهر ومن قبله تزايدت التحذيرات من كل حدب وصوب على أن القادم أعظم، ومنها دراسة أعدتها "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" بالتعاون مع "مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات" وخصلت تلك الدراسة الى "أن الاحتلال الاسرائيلي يحاول فرض أمر واقع في المسجد الأقصى يقضي بتواجد يهودي يومي في المسجد الأقصى على ثلاثة محاور، أولها اقتحام المستوطنين وجولاتهم شبه اليومية في الأقصى التي يتخللها أداء صلوات يهودية وطقوس تلمودية، المحور الثاني يتمثل في اقتحام الجنود بلباسهم العسكري وجولاتهم الاستكشافية والإرشادية، أما المحور الثالث فيكمن في اقتحامات لمجموعات المخابرات وجولاتهم في أنحاء أبنية المسجد الأقصى المبارك".
وذكرت "مؤسسة الأقصى" أن الاحتلال يحاول تعزيز التواجد اليهودي في الاقصى-خاصة في الفترة الصباحية- بواقع ما متوسطه 450 مستوطناً شهرياً، و300 عنصر مخابرات وجنود بلباسهم العسكري شهرياً أيضاً، وذلك بهدف ايجاد صورة نمطية "روتينية" بالتواجد اليهودي في الاقصى– الأمر الذي يتوجب الحذر منه والانتباه في التعاطي معه-، أو ما يمكن تسميته تقسيم غير معلن للمسجد الاقصى بين المسلمين واليهود.
وأشارت المؤسسة في دراستها ان رفد المسجد الاقصى بمئات المصلين والمرابطين صباحاً وبآلافهم او عشرات آلافهم على مدار ايام الاسبوع والسنة من خلال "مسيرة البيارق" و"مشروع إحياء مساطب العلم في المسجد الاقصى" وفعاليات إحياء المسجد الاقصى الدورية والمختلفة، وتواجد الاهل المقدسيين واهل الداخل، تمنع الاحتلال من رفع سقف التواجد اليهودي اليومي ويقلل من الاقتحامات الجماعية، وهذا ما وفق الله أهلنا الكرام في فلسطين له فكان تواجدهم مكثفا في هذا الشهر الكريم على الرغم من كل الصعوبات والشروط والحواجز.
وحذّرت "مؤسسة الاقصى" من هذا المخطط الاحتلالي الخطير واعتبرته خطوة متقدمة لتهويد المسجد الاقصى، وأعلنت رفضها القاطع لاقتحام ولو مستوطنا أو جندياً احتلالياً واحداً للمسجد الاقصى" هذا مما جاء في تلك الدراسة التي إن دلت على شيئ فإنما تدل على أن الأقصى في خطر وهو نفس الشعار الذي رفعته وترفعه الحركة الاسلامية في الداخل، هذا الشعار هو انعكاس لواقع تعيشه المدينة.
كما أن هذه الدراسة وما نراه رأي العين واقعا في المسجد الأقصى من تواجد يهودي مهين ومتواصل في المسجد الأقصى يوجب على كل منا أفرادا وجماعات أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه القدس.
ماذا لو حصل للقدس كما حصل للحرم الإبراهيمي كما هو مخطط له أن يحدث، ماذا لو منع الأذان عن المسجد الأقصى، وماذا لو أصبح للمسلمين أياما يدخلون بها للمسجد ولليهود أياما !! ماذا لو وردتنا صور المحراب مليء باليهود الغاصبين يدنسون هذا المكان الطاهر بأقدامهم!!
إذا استمر هذا التقاعس وهذا السكوت فلاشك أن هذه هيالصورة المقبلةللقدس والمسجد الأقصى، لهذا يجب على كل منا أن يعذر الى الله على الأقل ما يستطيعه للدفاع عن حرمات المسلمين، فالتحركات الشعبية أو الضغط على صانعي القرار أو الحراك الإعلامي في مواقع التواصل واستمرار حملات التوعية في وسط الأسرة والأهل والأصحاب والمجتمع كلها أمور مطلوبة وتزداد أهميتها يوما بعد يوم، وهذا لا يغني عن الدعاء ليلا نهارا فنحن في شهر تستجاب فيه الدعوات، كما أننا نستطيع أن ندعم بالمال لمن هم في الصف الأول في المواجهة.