تبدأ حدود مناسبة عيد الفطر المبارك في اللحظة التي نودع فيها مناسبة جليلة أخرى، عشنا أجواءها الروحية المفعمة بمشاعر إنسانية غاية في الرقي والصدق وصفاء النفس ووضوحها، وقضينا معها أيام عمل متواصل غايته الوصول إلى رضا الله عز وجل، وتطهير النفس من أدرانها، والوصول بها إلى مراتب أعلى في المنزلة والسمو تتفق وحقيقة التكريم الإلهي الذي خص به الإنسان دونا عن بقية مخلوقاته، وقدمت لنا تلك المحطة الزمنية التي تشع أنوارها على كوكبنا الأرضي مرة في العام، فرصة رائعة لنتوقف مع أنفسنا، نقيم أوضاعها ونصلح حالها ونقوم اعوجاجها ونرتقي بسلوكها .. فما أعظم مناسبة رمضان وما أجمل أيامها وأمتع لياليها، فهنيئا لمن تقبل منه صالح الأعمال.
العيد مصطلح يدل على مناسبة سعيدة، والعيد يدخل في نفوس من يعنيهم العيد البهجة والسرور، وقد تعددت أنواع الأعياد مثلما تعددت أهدافها وطقوسها وبرامجها وعمومياتها وخصوصياتها، وقد خصت الأمة الإسلامية بعيدين في السنة هما عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى السعيد، لكل منهما أهدافه ومكانته وبرامجه ومميزاته وطقوسه تحتفل فيهما وتسعد بأيامهما، تتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة مقدمهما الميمون، وتتوجه فيهما بلسان واحد ودعاء مشترك إلى العلي القدير بأن يعيد المناسبتين على الأمة الإسلامية باليمن والبركات وبأن يصلح أحوالها ويجمع شملها.
خصت الأمة الإسلامية بعيدين في السنة هما عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى السعيد، لكل منهما أهدافه ومكانته وبرامجه ومميزاته وطقوسه تحتفل فيهما وتسعد بأيامهما
يطل علينا عيد الفطر المبارك الذي خصه رب العزة ليكون جائزة للمسلمين في يوم فطرهم وتكريما لهم, يهنئون فيه بعضهم بعضا على الإنجاز العظيم الذي حققوه ممثلا في صوم شهر رمضان إيمانا واحتسابا بعد أن طهروا أنفسهم من الأدران والمعاصي وقضوا أيامه في الأعمال الصالحات وفي قيام ليله وفي تلاوة كتاب الله العزيز ..
وفي تقييم أحوالهم والتدبر والتفكر في إصلاح شأنهم، فهنيئا لهذه الأمة إنجازها، ونسأله تعالى أن يشرف من قدرها ويرفع من مكانتها، وأن يستجيب دعاء الصالحين من رجالها ويجعل كل أيامها السعيدة ومناسباتها العظيمة مباركة طيبة، اللهم آمين.
وقد جعل الله لهذه المناسبات أهدافا واضحة وغايات تهدف إلى الارتقاء بالبشرية، لا ينبغي أن تمر مرور الكرام دون أن نتفكر ونتدبر في مضامينها ونعي أسبابها ومراميها، فمن أهداف هذه المناسبة إلى جانب ما تمت الإشارة له في صدر هذا المقال، الشعور الإيجابي بمعاناة إخواننا المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض والعمل على مد يد العون إلى المحتاجين منهم قدر المستطاع والمتاح، وإعادة الابتسامة إلى الأطفال الذين حرموا منها بسبب الفاقة واليتم والمعاناة بمختلف أنواعها، فما أكثر وجوه الخير التي تتعدد صورها وتتضاعف حسناتها في هذا اليوم المبارك، فهنيئا لمن أعاد البشر والسعادة إلى وجوه العابسين المحزونين.