اللّهم إنَّك عفوُّ كريم ..

الرئيسية » بصائر تربوية » اللّهم إنَّك عفوُّ كريم ..
alt

ها هو شهر رمضان قد انقضى بأيامه ولياليه المباركة التي كان منها ليلة القدر، ليلة هي خير من ألف شهر، مضت بعد أن كانت حافلة بالأعمال الصَّالحات وأنواع البر، التي منها الدُّعاء إلى المولى سبحانه، ومن الدعاء ما ورد في الحديث الصحيح : قالت عائشة رضي الله عنها للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلّم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال: ((قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)).

مضى شهر رمضان، ومضت ليلة القدر، لكن ربَّ رمضان وربَّ ليلة القدر حيٌّ لا يموت، فهو الباقي الذي لا يفنى، وهو العفو الكريم في كلِّ وقت وحين، وهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، كما في حديث صحيح مسلم.

العَفُوُّ في اللغة على وزن فَعُولٌ من العَفْوِ ، والعفو هو التَّجاوُزُ عن الذنب وتَرْكُ العِقاب عليه ، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس، وهو من صيغ المُبالَغةِ، يقال: عَفا يَعْفُو عَفْواً، فهو عافٍ وعَفُوٌّ، وكلُّ من اسْتَحقَّ عندك عُقُوبةً فتَرَكْتَها فقد عَفَوْتَ عنه.
مضى شهر رمضان، ومضت ليلة القدر، لكن ربَّ رمضان وربَّ ليلة القدر حيٌّ لا يموت ولا ينقضي، فهو الباقي الذي لا يفنى، وهو العفو الكريم في كلِّ وقت وحين
وقوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}. (التوبة:43). أي: مَحا اللَّهُ عنكَ هذا الأمر وغفر لك، والعفو مأْخوذ من قولهم عَفَت الرِّياحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها ومَحَتْها.

وقد ورد اسم الله العفو في كثير من الآيات القرآنية نذكر منها : قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً} (النساء:43). وقوله سبحانه: { إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً}. (النساء:149). وقوله عزّ وجل: {فَأُولَئِكَ عَسَي اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً}. (النساء:99). وقوله سبحانه: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}. (الحج:60).

العفو من أسماء الله تعالى، وهو يتجاوز عن سيئات عباده الماحي لأثارهم عنهم و هو يحب العفو فيحب أن يعفو عن عباده و يحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه وعفوه أحب إليه من عقوبته. وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((أعوذ برضاك من سخطك و عفوك من عقوبتك)).

قال يحيى بن معاذ : (لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه) ... يشير إلى أنه ابتلى كثيرا من أوليائه و أحبابه بشيء من الذنوب ليعاملهم بالعفو فإنه يحب العفو.
قال يحيى بن معاذ : (لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه)
قال بعض السَّلف الصَّالح: لو علمت أحب الأعمال إلى الله تعالى لأجهدت نفسي فيه فرأى قائلاً يقول له في منامه: إنك تريد ما لا يكون إن الله يحب أن يعفو و يغفر وإنَّما أحب أن يعفو ليكون العباد كلهم تحت عفوه و لا يدل عليه أحد منهم بعمل.

ولنا نصيب للتخلّق بهذا الاسم الكريم في معاملاتنا وأخلاقنا، ففي الحديث الحسن بشواهده الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي الماجد قال: جاء رجل إلى عبد الله فذكر القصة وأنشأ يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : إنَّ أوَّل رجل قطع في الإسلام أو من المسلمين رجل أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله، إنَّ هذا سرق فكأنما أسف وجه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم رماداً. فقال بعضهم: يا رسول الله، أي يقول مالك فقال: وما يمنعني، وأنتم أعوان الشيطان على صاحبكم، والله عزَّ وجل عفو يحب العفو ولا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلاَّ أقامه، ثمَّ قرأ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.النور:22.)).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …