أم العيال لا تنفع!!!

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » أم العيال لا تنفع!!!
alt

تروي جدتي أن والدها رحمه الله كان يبيع أراضيه لتعليم أولاده بينما لم يكن يسمح لبناته أن يذهبن حتى الى الكتاب ليتعلمن القرآن فقد كان محظورا على البنات عموما أن يتعلمن القراءة و الكتابة مخافة أن يرسلن رسائل للشباب و كأن نساء القرى قبل نكبة فلسطين لم يكن يشغلهن سوى الحب و لا شغل بيت و لا أرض و لا عائلة ممتدة يخدمن صغيرها قبل كبيرها من الفجر الى العشاء حتى يقعن عل الفراش مهدودات من التعب، و كأن المجتمع أمامهن كان مفتوحا للاختلاط و المراسلة و ليس أقصى حدود المعارف هم أولاد عمومتهم الذين كتبوا على أسمائهم كزوجات منذ الولادة!

تعلم الرجال يومها و بقيت النساء أميات أو شبه أميات و عاد الرجال المتعلمون ليتزوجوا "بنقاوة" الوالدة او بابنة العم أو من العائلة، و ما بين الزوج المتعلم و الزوجة غير المتعلمة لا قواسم مشتركة سوى الأولاد و البيت و العائلة و ما طبخنا و ما اشترينا و من زوجنا!

و هذه الحال كانت أشد قتامة سابقا لظلم المجتمع بعدم تعليم المرأة الا أننا ما زلنا نعاين شيئا من هذه الجهالة في بعض الحالات التي لا يكون فيها توافق فكري أو علمي أو اجتماعي بين الزوج و الزوجة ، فكثير من الرجال يبحثون عمن تقل عنهم الا في الجمال، و إذا حصل و تزوج الرجل امرأة تتفوق عليه فإنه يقلب حياتها الى حجيم بعقدة النقص التي تسيطر عليه!

غير أن الأمرَّ أن يتزوج الرجل المتعلم بخياره و قبوله امرأة غير متعلمة و يقبل بها فتحسن إليه و الى أولاده و عائلته فيمر الزمن فتصبح أم العيال غير ملائمة "لبرستيجه" العلمي و العملي و هو في هذه المرحلة من حياته يحتاج الى زوجة متعلمة تصلح للتقديم الاجتماعي و تحسن إدارة العلاقات الاجتماعية و "تطول" رقبته أمام الناس!!! و ماذا عن أم العيال التي رضي بها في مرحلة ما قبل التطور و الانجاز؟! هذه تتراجع الى الصفوف الخلفية كلاعب الاحتياط للمناسبات العائلية فقط!!

الأ ما أقبح الرجال حين ينسون الوفاء و يفكرون فقط بذواتهم المتضخمة!! ألم يكن هذا الرجل صاحب طموح و مشروع عندما تزوج المرة الأولى؟! لماذا لم يحسن الاختيار عندها؟ و لماذا يعرض امرأة أشعلت أصابعها العشرة شموعا له و لأولاده لهذا الامتهان؟! و كأن لكل مرحلة زواج و نساء كما لكل زمان دولة و رجال؟! فهل يُستبدل الرجال كما تُستبدل النساء حسب المزاج و متطلبات المرحلة؟! و هل يجوز التجريب و العبث بخيارات الزواج في مرحلة الشباب أما مراحل النضوج فتحتاج الى التدقيق و الانتقاء؟!

لماذا لم ينهض المتعلم بزوجته و لم يشركها في علمه و عمله و ما معنى الرعاية التي شدد عليها حديث الرسول صلى الله عليه و سلم "كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته"؟! هل الرعاية إطعام و تشريب و كساء و إيواء و قضاء حاجة؟! هل من الممكن أن يكون قصد رسول البشرية الذي بعث لعمارة الأرض على منهج الله أن يقصر واجب الرجال أصحاب القوامة على التمويل و الإنجاب تجاه نصف المجتمع الذي ينجب و يربي الذكور و الإناث؟!

لقد نبه الرسول الى العلاقة التشاركية بين الزوج و الزوجة فقال" أطعم إذا طعمت و اكس إذا اكتسيت" و يقاس على ذلك و علمها إذا تعلمت و انهض بها إذا نهضت و شاركها في الأجر إذا أحسنت..

لقد تزوج الرسول عائشة الشابة و لكنه لم يتزوجها كما يتزوج رجال اليوم و قد جاوزوا أشدهم الأربعيني بكثير لتجديد الشباب و الحياة و كسر الروتين، و لكنه تزوج عائشة مع حبها لتكون مشروعا للأمة و جعل لها مشروعها الخاص لدخول الجنة فعلمها و روت عنه نصف علم الأمة و بقيت تعلم الصحابة بعد وفاته عليه الصلاة و السلام..

لقد أوصانا الرسول فقال "تخيروا" كمرحلة أساسية ما قبل الزواج لانتقاء الأصلح و الأفضل ليس فقط على مستوى الصفات الجسدية كما يعتقد البعض لمنع الأمراض الوراثية، و لكنها الكفاءة العامة في جميع الصفات لتكون النتيجة أن خديجة أم العيال هي صاحبة الشهرة و السمعة الطيبة في قومها و سيدة الأعمال و المجاهدة و صاحبة العلم و الحبيبة فحسن الاختيار مع هذه جعل السنين تمر و العلاقة تزداد ألقا و خلودا و بقيت الشهادة من الزوج الذي أحسن الاختيار بداية "و الله ما أبدلني الله خيرا منها"

أم العيال قد تكون استاذة و طبيبة و عالمة ذرة و تبقى مع ذلك ودودة ولودا حنونة و سيدة بيت من الدرجة الأولى..
النساء حمّلات خير و متعددات المواهب و القدرات بهن حنان خديجة و همة عائشة و كرم زينب و صلابة أم عمارة و شجاعة أسماء و فروسية خولة و عدل الشفاء القرشية و بلاغة الخنساء.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي في السعودية

قال مسؤول في مجال حقوق الإنسان إن السعودية أقرت قانونا مهماً يهدف إلى حماية النساء …