استراتيجيات تربوية(6):التسوق والعيد!!

الرئيسية » بصائر للأسرة والمرأة » استراتيجيات تربوية(6):التسوق والعيد!!
alt

العيد..فرحة للصَّائم بفطره، فرحة على الإعانة على الصوم لثلاثين يوماً، وجائزة ربانية للامتثال إلى أوامر الله طيلة هذه الأيام الرَّمضانية المليئة بالروحانية والجد والاجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى..

إلاَّ أنَّ لاستقبال العيد طقوساً متوارثة عند البشر، فتراهم قبيل قدومه في الأسواق باحثين عن جميل وجديد الثياب استعداداً لاستقبال حافل يتزيَّن بألوان الثياب الزاهية والحقائب الجميلة التي تفتح للترحيب "بالعيدية" المقدمة من الأهل والأصحاب..

وعلى الرَّغم من المبالغة في كثير من الأحيان في طقوس هذا الاستعداد، الأمر الذي أصبح يثقل كاهل الأسر بتكاليف الملابس وتبعاتها، ومبالغ العيديات التي أصبحت كالواجب الذي لا مناص منه، إلاَّ أنَّها فرصة رائعة لاستثمارها في تربية الأبناء على آداب التسوق والشراء وصرف الأموال..

كيف ذلك؟
تستعد أغلب الأسر خلال هذه الأيام للانطلاق إلى الأسواق لشراء الملابس لأفراد العائلة، وواحدة من أهم آداب الشراء والتسوق التي تضمن رحلة تسوق عائلية هادئة هو "الاتفاق"..ولكن على ماذا؟
هناك جملة من الاتفاقات التي يجب إعلانها قبل الخروج في رحلة التسوق:

1) مدَّة ومكان التسوق: لابد من تحديدهما بغض النظر تمَّ خلالهما شراء كافة المتطلبات أم لا، بحيث لا تضيع الأوقات هباء في البحث عن مكان التسوق المناسب، وبالتالي تتم خسارة جزء كبير من الوقت دون إنجاز، خاصة ونحن نتحدَّث عن عيد الفطر، أي أن الخروج إلى التسوق سيكون في ليالي رمضان الغاليات التي يجب استثمارها في الطاعات لا التمشي في الأسواق إلاَّ لصاحب الحاجة.

2) ميزانية الشراء: لابد من تحديد ميزانية خاصة لكلِّ فرد من العائلة كبيراً وصغيراً، والأفضل أن يتم تسليم هذه الميزانية للكبار في حين تبقى عهدة الأصغر مع الوالدين أو أحدهما، وبالتالي يعمل كل فرد على تحديد اختياراته وفق الميزانية المتاحة له.

3) معايير الشكل: يجب التأكيد على معايير محددة للمقبول من الثياب سواء للذكور أو الإناث، حتى لا تقع المعارك داخل المحلات في السوق!! وذلك بأن يشير أحد الوالدين من باب التأكيد على اللباس الشرعي للإناث مثلا، والمسموح به من اللباس للذكور أيضاً، فالأسواق تضج الآن بملابس خارجة عن العرف والعادات فضلا عن كونها مخالفة للشَّرع.

4) أدب السوق: لابد من التذكير بآداب التسوق وذلك بدءاً من دعاء دخول السوق طلباً للأجر والمثوبة والتوفيق، ومروراً على غض البصر وحفظ اللسان، والبعد عن الكذب والغيبة، والحفاظ على نظافة السوق وخفض الصَّوت.

5) الإحساس بالآخرين: يمر هذا العيد والمسلمون في كلِّ مكان يعانون، ما بين فقير وأسير ومعدم ومكلوم، وهي فرصة لابد من استثمارها لغرس قيمة الشعور بالآخرين لدى الأبناء وذلك باقتراح أن يخصّص كل فرد في العائلة جزءا من ميزانيته للتبرع للفقراء ومحاولة أن تكون خياراته أقل من الميزانية المقرّرة بحيث يتمكن من توفير هذا المبلغ.

6) البعد عن الإسراف: قد نتمكّن من شراء هذا، ولكن دعينا نبحث عن الأقل سعراً مع الحفاظ على الجودة والجمال..هذه الجملة يجب أن تكون من الجمل التي يستخدمها الأهل في توجيه أبنائهم عند الشراء، فالأمر لا يتوقف عند استطاعتنا أو لا، هناك أمر آخر يجب التفكير فيه وهو البعد عن الإسراف من خلال البحث عن الأقل سعراً وعدم المبالغة في الكماليات.

وماذا بعد؟
عقب رحلة تسوق مبدؤها هذه الاتفاقات لابد أن يجلس الوالدان مع أبنائهما للتأكيد على حسن تطبيقهم لما تمَّ الاتفاق عليه أو استدراك الأخطاء التي وقع فيها الأبناء ليتعلموا منها للمرَّات القادمة، ولا بأس من تخصيص جائزة بسيطة للابن أو البنت المتميّزة في التسوق أو في التوفير للتصدق عل الفقراء أو في مساعدة الأهل خلال التسوق وهكذا..بحيث يتشجع الأبناء في المرات القادمة على الالتزام بالآداب.

أيها الأب..أيتها الأم..
إنَّ ليالي رمضان غالية ثمينة وكان الأجدر بكما أن تقوما برحلة التسوق لملابس العيد هذه قبل رمضان، وذلك لتغرسا في الأبناء قيمة ساعات ودقائق هذا الشهر الكريم، أما وقد حدث؛ فإننا نأمل أن يتم وضع هذا الأمر في خطة تسوقكما للعيد القادم جعلكم الله ممَّن يبلغون رمضان القادم وهم على أحسن حال...

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

alt

إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي في السعودية

قال مسؤول في مجال حقوق الإنسان إن السعودية أقرت قانونا مهماً يهدف إلى حماية النساء …