” .. لعلكم تتقون”

الرئيسية » بصائر قرآنية » ” .. لعلكم تتقون”
alt
قال تعالى: "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"
أيات الصيام في القرآن خمسة لا سادس لها وهي الآيات [ 183/187] من سورة البقرة.
واللطيف أن الآيات الخمس ذكرت ثلاث حكم للصيام، وهي الآيات المختومة بحرف (لعل) واسمه وخبره، وهي: "لعلكم تتقون" و "لعلكم تشكرون" و لعلهم يرشدون"
ووقفتنا الآن مع الحكمة الأولى: ".. لعلكم تتقون"
لماذا كتب الله علينا الصيام؟ الجواب: لعلنا نتقي!
والله حكيم عليم، يعلم أن الصيام يحقق التقوى، وأن من صام صوماً صحيحاً سيكون من المتقين.. فإن لم يحقق هذا الصائم التقوى فعليه أن يراجع نفسه، وأن يصحح طريقة صيامه، وأن لا تصوم معدته عن الطعام والشراب فقط _ كما يفعل كثير من الصائمين ويكتفون بذلك_ وإنما يصوم كيانه كله، ويتربى على الصيام، ويتزكى به، يجب أن تصوم عينه وأذنه ولسانه ومشاعره وأحاسيسه، ويجب أن يصوم عقله وفكره وخياله، ويجب أن يصوم قلبه وأن تصوم نفسه، وأن يصوم سلوكه، إن صام "كيانه" بمجموعه على كل هذه الطريقة الحكيمة فسيحقق هذه الحكمة الربانية، وسيكون من المتقين!!
إن الصيام المعروف عند معظم الصائمين _ وهو الإمتناع عن الطعام والشراب_ لا يمثل سوى جزء صغير يسير من الصيام الرباني الشامل، صيام الربانيين المتقين، الواصلين إلى الله.
إن الصيام المعروف عند معظم الصائمين _ وهو الإمتناع عن الطعام والشراب_ لا يمثل سوى جزء صغير يسير من الصيام الرباني الشامل، صيام الربانيين المتقين، الواصلين إلى الله.
والتقوى غاية الصيام وثمرته، تقوم على الحذر والوقاية والإنتباه واليقظة والوعي والبصيرة.
وهي "حالة إيمانية" دائمة، يعيشها المؤمن التقى على اختلاف الزمان والمكان، لا تفارقه في لحظة من حياته، وهي "ظلال" إيمانية وارفة، تظلل حياته بظلال الإيمان، فيعيش في "وسط" إيماني، وفي وقاية من الشيطان، تقيه وساوسه ورغباته.
و"التقوى" مقصد من مقاصد القرآن الأساسية، التي يريد تحقيقها في حياة المسلمين أفراداً وجماعات ومجتمعات، ودولٌ ومؤسسات وحكومات، وكل أحكام القرآن وحقائقه وتوجيهاته تهدف إلى تحقيق هذا المقصد القرآني الأساسي..
وخير من يعرفنا على هذه التقوى، هو الحوار الرائع اللطيف بين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأبي بن كعب رضي الله عنهما، قال عمر لأبي: يذاكره ويدارسه: يا أبي، ما هي التقوى؟
فقال أبي: يا أمير المؤمنين: هل سرت في طريق فيه شوك؟
قال عمر : نعم .. قال أُبي: ماذا فعلت؟
قال عمر: رفعت ثوبي لأنظر أين أضع قدمي !
قال أُبي.. هذه هي التقوى يا أمير المؤمنين !!

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

أسوأ رمضان يمر على الأمة أم أسوأ أمة تمر على رمضان؟!

كلمة قالها أحد مسؤولي العمل الحكومي في قطاع غزة، في تقريره اليومي عن المأساة الإنسانية …