” ولعلكم تشكرون”

الرئيسية » بصائر قرآنية » ” ولعلكم تشكرون”
alt
الحكمة الثانية من حكم إيجاب صيام شهر رمضان علينا هي الشكر، وهذه الحكمة الربانية وردت في قول الله عز وجل : "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" (البقرة: 185)
اللام في "لتكملوا العدة" للتعليل، والمراد بإكمال العدة صيام شهر رمضان كاملاً، ثلاثين يوماً أو تسعة وعشرين يوماً، والغالب أيامه تسعة وعشرون، وقلّ أن تكون ثلاثين يوماً.
وعطفت جملة "لتكبروا الله على ما هداكم" على جملة "لتكملوا العدة" واللام فيها للتعليل أيضاً، أي أن الله أوجب علينا صيام شهر رمضان لإكمال عدة أيامه، ولتكبير الله وذكره، وحمداً له على هدايته لنا، فهذه الهداية نعمة عظيمة من الله علينا، تستدعي منا ذكره وحمده.
أما الحكمة الصريحة فهي في جملة : "ولعلكم تشكرون" أي : يخبرنا الله أنه أوجب علينا الصيام لنشكره سبحانه على ما أوجب علينا وهدانا.
ومفعول "تشكرون" محذوف وهو يعود إلى الله، والتقدير: لتشكروني.
الشكر القلبي واللساني يقود إلى الشكر العملي وهو النتيجة المقصودة، ويكون باستخدام نعم الله في طاعاته وتحقيق العبودية له
وشكر الله اعتراف بفضله وإنعامه، وشعور بالامتنان له، ويقين بأن الخير كله منه سبحانه وتعالى، وهذا أمر شعوري قلبي داخلي، فالله يريد منا أن نتوجه بقلوبنا ومشاعرنا وأحاسيسنا إليه، وأن نملأ كياننا اعترافاً بفضله وإنعامه واحسانه، وهذا الشعور الإيجابي يقود إلى شكر الله باللسان، فاستحضار نعم الله علينا برفع ألسنتنا إلى أن تلهج بشكره سبحانه وحمده والثناء عليه، فلا أحد أحب إليه الثناء أكثر من الله.
والشكر القلبي واللساني يقود إلى الشكر العملي وهو النتيجة المقصودة، ويكون باستخدام نعم الله في طاعاته وتحقيق العبودية له، فهذه النعم التي تغمرنا منه وحده سبحانه وقبيح بالإنسان أن يستخدم نعم الله في معصيته!
وألفت أنظار أحبابنا الكرام إلى الانتباه إلى هذه المظاهر والجوانب والمجالات الثلاث لشكر الله :
الشكر القلبي، والشكر اللساني، والشكر العملي ، وعلى هذا قول الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ...  يدي ولساني والضمير محجبا
وارتباط الشكر الجزيل بالصيام وثيق، على اعتبار أن الصيام ينتج عن الشكر ويوصل إليه.
ولذلك جعل الله الصيام وسيلة إليه، وجعله حكمة من حكم تكليفنا بالصيام.
ومعنى هذا ان الصيام أيها الأحباب الصائمون : يقربكم من الله ويجعلكم مع الله، ويملأ كيانكم بالشعور الإيجابي بمعية الله، فكيف أنتم وهذه الحالة الإيمانية الرائعة!
هل تصوم كل ذرة و خلجة وهاجس وشعور فيكم؟ وتتوجه إلى الله ذاكرة حامدة له؟
أرأيتم أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب والمفطرات..

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

أسوأ رمضان يمر على الأمة أم أسوأ أمة تمر على رمضان؟!

كلمة قالها أحد مسؤولي العمل الحكومي في قطاع غزة، في تقريره اليومي عن المأساة الإنسانية …