وبهذا تُعزل القدس ..

الرئيسية » بصائر من واقعنا » وبهذا تُعزل القدس ..
alt

عمدت سلطات الاحتلال أمس الإثنين إلى إتمام خطوة تهويدية جديدة، وذلك باستكمال بناء الجزء الأخير من الجدار العنصري في الجهة الشمالية للقدس، منهية بذلك مساره الملتف حولها بطول 130 كلم، من الإجمالي النهائي بنحو 784 كم في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبهذا يكون الاحتلال قد أحاط جهات القدس الثلاث بجدار من الأسلاك الشائكة المكهربة والكتل الإسمنتية التي يصل ارتفاعها من 5 – 6 أمتار، بينما زرع حزاماً استيطانياً في جهتها الجنوبية، يجري ربطه بسكة حديدية مع المستوطنات الأخرى.

وقد صرح رئيس اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية عبد الهادي هنطش أن هذه الإجراءات أتت بعدما "ضمّ الاحتلال باقي الجهة الغربية للقدس، وألغى الفواصل بين شطريها الغربي والشرقي، وضمّ من الجهة الشرقية أراضي الأغوار ومستوطنة "معاليه أدوميم" حتى بلغت منطقة البحر الميت، وأنه يوجد الآن في الجهة الجنوبية من القدس حزام من المستعمرات "الإسرائيلية" أقيمت على أراضي القدس وبيت لحم".

وأضاف أيضا إن مدينة القدس ستفصل تماماً عن جسم الضفة الغربية لفرض وقائع على الأرض، بما يدعو للتساؤل عن مصير السكان الفلسطينيين الذين سيقعون ضمن المخطط المزعوم، ومستقبل أراضيهم، خاصة وأن سلطات الاحتلال سلمت ملف الاستيطان في الأراضي المحتلة إلى ما يسمى "مجلس المستوطنات" ولجنة وزارية متخصصة في مجال الاستيطان، لتنفيذ ما تفرزانه من قرارات.

واعتبر هنطش أن الاحتلال أحكم القبضة حول القدس وفصلها عن الضفة الغربية، ضمن مخطط تهويدها، الذي يقوم على إقامة المستعمرات، حيث يوجد زهاء 36 مستعمرة حول القدس، إضافة إلى البؤر الاستيطانية داخلها، تضم جميعها زهاء 320 ألف مستوطن.

وبموازاة ذلك، أضاف هنطش "تواصل سلطات الاحتلال في بناء الجدار العنصري وجلب العائلات الاستيطانية إلى داخل الأحياء العربية في القدس المحتلة، وإخراج جزء من الأراضي الفلسطينية المأهولة بالسكان عن القدس، لتحصيل أرض بلا سكان، فيما أصبح زهاء 120 ألف فلسطيني خارج مدينتهم.

تخطيط يسبق التنفيذ ..
كل تلك الإجراءات التهويدية بحق القدس لم تثن رجل الأعمال اليهودي الأسترالي كيفين بيرمينستير عن تركيز استثماراته في القدس المحتلة في مشروع أطلق عليه اسم «القدس 5800»، والذي يسعى من خلاله إلى تحويل المدينة إلى «مركز سياحي عالمي» على حساب أراضي الضفة الغربية، في ما يبدو بمثابة مشروع استيطاني جديد بحجة سياحية.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية، أوضح بيرمينستير أن المشروع سيكلف حوالي 30 مليار دولار لمدة 30 عاماً، ويشمل بناء 50 ألف غرفة فندقية، وتشييد مطار دولي في الضفة الغربية، وخط ميترو. ويتطلب مشروع رجل الأعمال الذي فشل بحسب الصحيفة في عدة استثمارات في مجال التكنولوجيا، توسيع مساحة القدس على حساب الضفة الغربية.

وأوضح بيرمينستير أنه زار القدس عدة مرات خلال السنوات الثماني الماضية حيث أصبح أكثر تديناً، وقد وجد فرصة جيدة لتشجيع عودة الاستثمار إلى المدينة، مشيراً إلى أنه لا يهمه ما يفكر به سكان المدينة، «فنحن نركز على الاستخدام الأمثل لها، ولا نتطلع إلى الأمر من منطلق سياسي».

بعد هذا الغيض من فيض الاعتداءات ألا يدعونا هذا إلى ضرورة التحرك العربي الإسلامي لإنقاذ القدس المحتلة من براثن الاحتلال، وتقديم الدعم والمساندة لأهلها من أجل تعزيز صمودهم وتثبيتهم في وطنهم!!
نسأل الله أن يشرفنا بالدفاع عنها ونصرتها وأن يجعلنا أهلا لذلك .. آمين

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …