حذرت دراسة صادرة مؤخرًا من أن ارتفاع استخدام الأشخاص للرسائل النصية مقارنة بإجراء المكالمات الهاتفية قد يؤثر في تطور الشخصية، واكتساب مهارات التواصل، وخصوصًا عند الفئات العمرية الأصغر.
وبينت الدراسة التي نشرتها CNN أن الرسائل النصية تحول دون تواصل الفرد بصورة مباشرة مع الطرف الآخر، واكتساب مهارات ضرورية لنمو الشخصية، والقدرة على فهم وإيصال المعلومات بصورة أفضل، وخصوصًا عند المراهقين الذين يلجؤون إلى إرسال الرسائل النصية؛ تهربًا من مواجهات أو من ردات فعل محرجة، الأمر الذي سيؤدي إلى التأثير على قدراتهم المستقبلية في التعامل مع المواقف التي تواجههم والتحكم بردات الفعل.
ونوه الباحثون إلى أن هذه العادات قد تؤدي إلى أمراض نفسية كحب العزلة والوحدة والاكتئاب المزمن، إضافة إلى غيرها من الأمراض، وبنسب أعلى عند صغار السن منها عند كبار السن الذين لم يترعرعوا معتمدين على هذه الحلول التكنولوجية بشكل كبير كما هو الملاحظ حاليًّا.
وألقت الدراسة الضوء على أن الأراقم التي تم الحصول عليها بينت أن الأفراد البالغة أعمارهم بين 18 و 29 عامًا يرسلون 88 رسالة نصية خلال الشهر مقارنة بـ17 مكالمة هاتفية خلال الفترة نفسها.
وأشارت الدراسة إلى أن الأرقام الإحصائية أثبتت ارتفاع أعداد مستخدمي الرسائل النصية بصورة هائلة تضاعفت مرات عديدة خلال العقد الماضي، إذ إن في الولايات المتحدة الأمريكية فقط ارتفع عدد الرسائل المرسلة من 14 مليار رسالة في عام 2000م إلى 188 مليار رسالة عام 2010م، وهذه الأرقام مستمرة بالارتفاع.
المصدر: صحيفة الغد الأردنية
التعليق:
- تندرج الرسائل النصية تحت منظومة كبيرة من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي سهلت التواصل بين الأفراد رغم اختلاف الأماكن والببيئات، وبالتالي ما ينطبق عليها ينطبق على الوسائل التكنولوجية الأخرى كالبريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الرسائل الموجودة على الهواتف النقالة، وغيرها.
- مما لا شك فيه، أن اقتصار التواصل عبر الرسائل النصية يؤدي إلى زيادة عزلة الفرد عن باقي مجتمعه، فيظل رهيناً لذاك الجهاز الذي يوصله بالعالم، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف قوة تواصله الشخصية مع باقي أفراد مجتمعه.
- إن من إيجابيات الوسائل التكنولوجية أنها فتحت أبواباً للتواصل مع الأفراد الآخرين "إلكترونياً" دون التأثير بهم "شخصياً" الأمر الذي يجعل دمج هذين التواصلين ضرورة لا خلاف حولها.
- إنّ على الوالدين أن يقوما بتعويد الأطفال على التعبير عن آرائهم بشكل شخصي ومباشر، بحيث تزداد شخصيتهم قوة وتأثيراً، سواء داخل مجتمعهم أو مدارسهم، أو حتى في علاقتهم الأسرية.
- إن الوسائل التكنولوجية الحديثة قدمت للدعوة الكثير من الفوائد من حيث سهولة التواصل مع الناس، ونشر الأفكار ورد الشبهات، إلا أن الاقتصار عليها يجعل عملية ترسيخ المفاهيم والتأثير على الشخصيات ضعيفة هزيلة؛ لأنه لا غنى عن التواصل المباشر والانخراط مع المجتمع في سبيل تقوية التأثير وتحقيق التغيير.