الحوار الأسري .. ضرورة حياتية (2-2)

الرئيسية » بصائر تربوية » الحوار الأسري .. ضرورة حياتية (2-2)
alt

تحدَّثنا في  الجزء السَّابق  من المقال عن الحوار الأسري وفوائده، وما هي العوائق التي تقف أمام الحوار وتمنع الأسر من التواصل فيما بين أفرادها، وسنتحدث في هذا المقال عن الآثار السلبية الناتجة من انعدام الحوار، والآليات التي تجعل الحوار مثمراً وفعالاً.

الكثير من الأسر لا تلقي بالاً للحوار ولا تعتبره ذا أهمية، وهذا بدوره يؤدّي إلى ظهور الآثار السلبية الكثيرة التي  تؤثر عليهم وعلى أبنائهم وعلى شخصياتهم، ومنها:

1-  انشغال الوالدين عن أبنائهم، أو الأزواج عن بعضهم، وعدم التواصل والتحاور فيما بينهم؛ الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انعدام الثقة وانتشار الحقد فيما بينهم، وبالتالي تفكك الأسرة.

2-  بحث الأبناء والآباء عن طرف آخر للتحاور معه، فالأبناء يصبحون فريسة سهلة لرفقاء السوء؛ لأنَّهم وجدوا من يُعبّرون له عمَّا في بالهم ومن يحل لهم مشاكلهم. والأزواج يبحثون عن من يسمع لهم ويشاركهم همومهم، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق شبكة الانترنت وغيرها، الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من الآثار السلبية السيِّئة.
"
من الآثار السلبية لعدم إجراء الحوار الأسري تأثر علاقة الأبناء والآباء في الكبر، فعندما تكون أصل العلاقة فيما بينهما مفككه في الصغر وليس هناك أيّ نوع من أنواع التواصل أو الحوار، ستقل صلة الرَّحم بينهما فيما بعد.
"

3-   تأثر علاقة الأبناء والآباء في الكبر، فعندما تكون أصل العلاقة فيما بينهما مفككه في الصغر وليس هناك أيّ نوع من أنواع التواصل أو الحوار، ستقل صلة الرَّحم بينهما فيما بعد.

4-  انتشار الأمراض النفسية عند الأبناء والأزواج، فقلة الحوار مع الأبناء تجعلهم أكثر انطوائية وانعزالاً عن الناس، وفقدان الثقة بأنفسهم.

5-   تفاقم المشاكل التي يتعرَّض لها الأبناء، فعندما يتعرَّضون لبعض المشاكل دون أن يجدوا من ينصحهم ويحلها لهم، فإنها تتفاقم عندهم، بل وتظهر لديهم آثار سلبية كبيرة بناء على ذلك.

كيف يكون الحوار مثمراً ؟

وحتى يكون الحوار ناجحاً، لابد من وجود عوامل مهمة ينبغي مراعاتها أثناء الحوار لكي يكون مثمراً ومؤثراً على أفراد الأسرة ومغيّراً لشخصياتهم ومحققاً للهدف الأساسي من إجرائه، وهي:

1-  أن يعلم كلُّ فرد من أفراد الأسرة أن الهدف الأول من الحوار هو زيادة التلاحم والتعاطف الأسري وزيادة الثقة بين أفراد الأسرة. فمهما اشتد الحوار وزاد الخلاف يجب التحلّي بآداب الحوار واحترام الصغير للكبير واحتواء الكبير للصغير.

2-  أن يكون هناك استعداد نفسي للحوار، وأن تتوفر رغبة من الجميع في الحوار، وأن يكون الجو هادئاً خالياً من الضغوط والواجبات اليومية؛ لأنه اذا كان هناك ضغوط او انشغالات يمكن أن يزيد التوتر أثناء الحوار.

3-  أن يتفق أفراد الأسرة فيما بينهم، على أنه ليس من الضروري أن تكون نتيجة الحوار رؤية موحدة بين الجميع، بل لكل فرد من أفراد الأسرة رأي يجب أن يحترم، وذلك لتشجيع الأبناء على المشاركة بآرائهم وتعزيز الثقة بأنفسهم.

4-  يجب على الكبار أن يكونوا قدوة للصغار أثناء الحوار، وذلك بالمحافظة على هدوئهم وضبط النفس وعدم الغضب، ويجب عليهم تخفيف التوتر، وذلك بالثناء على الأولاد وآرائهم، أو طرح طُرفة – على سبيل المثال-  لتغيير جو التوتر.

5-  المكان له أثر كبير على نجاح الحوار، فالمكان الهادئ والمغلق والبعيد عن الضجيج والتلفزيون أو الهواتف أو أي من الملهيات، تؤدي لتشتيت الجميع وعدم التركيز على الحوار، ونحن نعلم أنَّ من آداب الحوار حسن الاستماع؛ ليكون حواراً فعالاً ومؤثراً.

6-  أن لا ينقلب الحوار إلى جدال، وهذا الذي يميّز الحوار الفعال عن غيره. فالحوار يتميَّز صاحبه بالمقدرة على ضبط نفسه مهما كانت النتيجة، حتى لو لم يصل إلى ما يريد.

معلومات الموضوع

الوسوم

  • الحوار
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    هل مِن الأفضل أن تكون ذكيًا أم على حق!

    يميل الكثير من الناس - عادةً - لإثبات أنهم على حق أو الإقدام على الأمر …