مؤتمر:فكر الإمام بديع الزَّمان النورسي وأثره في وحدة الأمَّة الإسلامية

الرئيسية » بصائر الفكر » مؤتمر:فكر الإمام بديع الزَّمان النورسي وأثره في وحدة الأمَّة الإسلامية
alt

إنَّ قطرات المطر ولمعات النور كلّما بقيت متفرّقة، وظلّت متناثرة، جفت بسرعة، وانطفأت حالاً، فينادينا ربُّ العزّة قائلاً :{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. (آل عمران:103).

وللاستجابة إلى هذا النداء الرّباني وتحقيقاً لمبدأ الوحدة والتآلف والتعاون والتعايش والتكامل من خلال فكر الإمام بديع الزمان النورسي؛ الذي نذر نفسه  وقلمه لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تمزّق الصف الإسلامي، عقد في العاصمة المصرية القاهرة وبالتعاون  بين  الأزهر الشريف وبين مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم يومي الثلاثاء والأربعاء 26-27/2/2013م الموافق 16-17 ربيع الآخر 1434هـ.

فالإمام بديع الزمان سعيد النُّورْسي  قد ناقش في رسائله المتنوّعة  أهم المعوّقات التي تحول دون تحقيق الوحدة الإسلامية، ووضع لها الدواء الناجع النافع من صيدلية القرآن الكريم، كما عمل على تصحيح التصوّر المغلوط والفهم الخاطئ  للقضاء والقدر والتوكل.
اهتم النورسي بحقائق القرآن ودراسة رسائل النور وتحقيق دساتيرها في الحياة. والعمل على نشرها لإنقاذ إيمان الآخرين وربط الناس بالقرآن الكريم.
من هو النّورسي ؟

الإمام بديع الزمان سعيد النورسي ولد في قرية (نُوْرس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294 هـ - 1877م) من أبوين صالحين كانا مضرب المثل في التقوى والورع والصلاح) ويُعد واحداً من كبار الأمة الإسلامية وأحد مجدديها الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل إحياء اليقظة الإسلامية، ونشر مبادئ الإسلام ومواجهة موجات التغريب التي تعرض لها العالم الإسلامي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وكتب رسائل النور التي ما تزال حتى الآن يتفاعل بها المجتمع التركي المعاصر وأيضا المجتمع المسلم، وقد اهتم النورسي بحقائق القرآن ودراسة رسائل النور وتحقيق دساتيرها في الحياة. والعمل على نشرها لإنقاذ إيمان الآخرين وربط الناس بالقرآن الكريم .
(إنَّ الإمام النورسي هو بحر من بحار العلم وعالم من في ميادين الإصلاح ... إنَّ هذا العالم رابط على ثغور الإيمان لأن الإيمان هو قاعدة هذه الأمة ومن المعلوم أن الدولة تأتي بعد التربية لأفراد الأمة على العقيدة الصيحة والفهم الواضح لهذا الدين). المفكر الإسلامي محمد عمارة.
قالوا في المؤتمر :

(إنَّ الإمام النورسي هو بحر من بحار العلم وعالم من في ميادين الإصلاح ... إنَّ هذا العالم رابط على ثغور الإيمان لأن الإيمان هو قاعدة هذه الأمة ومن المعلوم أن الدولة تأتي بعد التربية لأفراد الأمة على العقيدة الصيحة والفهم الواضح لهذا الدين). المفكر الإسلامي محمد عمارة.
(من خلال الوحدة الأخلاقية والروحية والثقافية نستطيع أن نصل إلى الوحدة الاقتصادية والتكامل الاقتصادي وزيادة المعاملات المالية بين شعوب الأمة الإسلامية ومن ثم نصل بالتدرج إلى الوحدة المنشودة ألا وهي الوحدة السياسية التي تحقق لنا وحدة المصير). الأستاذ الدكتور حسن الشافعي.

الجلسة الافتتاحية :

كان من أبرز المتحدّثين في الجلسة الافتتاحية كلٌّ من الأستاذ الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي، والأستاذ الدكتور صلاح سلطان أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والأستاذ الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية، والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق، والأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق.
وقد حضر الجلسة الافتتاحية لفيف من علماء الأزهر الشريف والباحثين من مختلف الدول العربية والإسلامية، وكان من اللافت حضور آخر طلابه ومن عاصر الإمام النورسي وهو الأستاذ محمد فرنجة.

محاور المؤتمر:
alt
تركزت ورقات البحث المقدّمة من قبل المشاركين على أربعة محاور:

المحور الأول: المفاهيم : وبحث في ماهية مصادر وملامح الفكر النورسي، ومفهوم الأمّة الإسلامية من خلال كليات رسائل النور.

المحور الثاني: الموضوعات: تناول التعاون الفردي والجماعي والعمل الإيجابي وتصنيف معوّقات الوحدة الإسلامية وأسباب غيابها.

المحور الثالث: المشكلات وكيفية التغلب عليها وإيجاد الحلول لها: بحث في الفهم الخاطئ للقضاء والقدر والتوكل، والعنصرية والقومية السلبية في ضعف الدول الإسلامية، وتغلب الأنا الذاتي على العمل الجماعي.

المحور الرّابع:  الأهداف والغايات: تناول المحافظة على مقاصد الشريعة علماً وعملاً وإعادة بناء الفرد المسلم وإشعاره بمسؤوليته في المحافظة على وحدة الأمّة الإسلامية، والأخذ بتعدد الحق في المذاهب الفقهية والفكرية.

معرض توثيقي:

وإلى جانب المؤتمر أقيم معرض توثيقي مصوّر لأبرز مراحل حياة الإمام بديع الزمان سعيد النورسي، وقصة تأليفه لرسائل النور، نماذج مخطوطة بخط يده لبعض الأوراق والرسائل التي كتبها في السجن.

توصيات المؤتمر:

وبعد يومين حافلين وبحضور مشاركين عن 40 دولة و 160 شخصية عربية وإسلامية، ولفيف من علماء الأزهر ودعاته  وطلابه، اختتمت فعاليات المؤتمر بتوصيات كان من أبرزها :
- التأكيد على نشر ثقافة الانتماء للأمة الاسلامية بين الجميع.
- التأكيد على ضرورة جلب الابعاد الوظيفية للانتماء للأمة الاسلامية.
- حثّ الأمَّة على تجاوز ازمتها ومحنتها الخاصة بقضية الوحدة.
- محاولة الاستفادة من التطبيقات والتعليمات الخاصة التي وردت في رسائل النور للعالم الكبير بديع الزمان النورسي .
- تنمية المكوّنات الفكرية والثقافية بين أبناء ومكونات الأمَّة الإسلامية.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …