خالد مشعل .. يحدد معالم الفكر السياسي لحركة حماس خلال التطورات الحالية

الرئيسية » بصائر الفكر » خالد مشعل .. يحدد معالم الفكر السياسي لحركة حماس خلال التطورات الحالية
alt

قدم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية –حماس- الأستاذ خالد مشعل،  دراسة مختصرة، بيّن فيها أبرز المعالم السياسية والفكرية التي تقوم عليها حركة حماس، في ظل التطورات الحالية وخصوصاً بعد الربيع العربي، ووصول الإسلاميين إلى سدة الحكم في بعض الدول العربية.

وكانت هذه الدراسة، قد قدمت خلال المؤتمر الذي عقده مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في لبنان، بعنوان: "الإسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية"

رؤية حركة حماس للقضية الفلسطينية
وفيما يتعلق برؤية حركة حماس للقضية الفلسطينية، أشار مشعل إلى أن هذه الرؤية تجمع بين الثوابت والمبادئ، والسياسات والمواقف، انطلاقاً من كون حماس ليست حركة إسلامية مجردة، بل لكونها أيضاً حركة تحرر وطني بالإضافة إلى امتدادها الإسلامي.
"
عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال أيّاً كان، ولا اعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولا اعتراف بـ"إسرائيل" ولا بشرعية وجودها على أي جزء من فلسطين مهما طال الزمن. وكل ما طرأ على فلسطين من احتلال أو استيطان أو تهويد أو تغيير للمعالم أو تزوير للحقائق هو باطل، ولابد أن ينتهي بإذن الله.
"
وقد أجمل مشعل رؤية الحركة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بالأمور التالية:
1.    فلسطين من نهرها إلى بحرها، ومن شمالها إلى جنوبها، هي أرض الشعب الفلسطيني ووطنُه وحقه المشروع، ولا تنازل عن أي شبر أو جزء منها، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط.

2.    فلسطين - كل فلسطين - أرض عربية إسلامية، انتماؤها عربي إسلامي، وهي أرض مباركة مقدسة، لها مكانتها الكبرى في قلب كلّ عربي ومسلم، ولها مكانتها الكبرى كذلك لدى كل الأديان السماوية.

3.    عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال أيّاً كان، ولا اعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولا اعتراف بـ"إسرائيل" ولا بشرعية وجودها على أي جزء من فلسطين مهما طال الزمن. وكل ما طرأ على فلسطين من احتلال أو استيطان أو تهويد أو تغيير للمعالم أو تزوير للحقائق هو باطل، ولابد أن ينتهي بإذن الله.

4.    تحرير فلسطين واجب وطني وقومي وشرعي، وهو مسؤولية الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، بل هو أيضاً مسؤولية إنسانية وفق مقتضيات الحق والعدل.

5.    الجهاد والمقاومة المسلحة هو الطريق الصحيح والحقيقي لتحرير فلسطين، واستعادة كافة الحقوق، ومعه بالطبع كل أشكال النضال السياسي والدبلوماسي والإعلامي والجماهيري والقانوني؛ مع ضرورة حشد كلّ طاقات الأمة في المعركة، واستجماع عوامل القوة لديها.

6.    المقاومة وسيلة وليست غاية، ولو توفر طريق آخر ليس فيه دماء ولا تضحيات مؤلمة لتحرير الأرض وإنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق لسلكناه، ولكن تجارب الأمم عبر التاريخ أثبتت أنه لا خيار لطرد المحتلين ورد العدوان واستعادة الأرض والحقوق إلا المقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة.

7.    لا تقاتل حماس اليهود لكونهم يهوداً، إنما تقاتل اليهود الصهاينة المحتلين المعتدين، وستقاتل كل من يحاول أن يعتدي على الشعب الفلسطيني أو يغتصب حقوقهم أو يحتل أرضهم، بصرف النظر عن دينه أو انتمائه أو عرقه أو قوميته.

8.    المشروع الصهيوني هو مشروع عنصري عدواني إحلالي توسعي قائم على القتل والإرهاب، وهو بذلك عدو للشعب الفلسطيني وللأمة، ويشكل خطراً حقيقياً عليها، وتهديداً بالغاً لأمنها ومصالحها.

"
الجهاد والمقاومة المسلحة هو الطريق الصحيح والحقيقي لتحرير فلسطين، واستعادة كافة الحقوق، ومعه بالطبع كل أشكال النضال السياسي والدبلوماسي والإعلامي والجماهيري والقانوني
"
9.    التسمك بالقدس وبمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وعدم التنازل عنها أو التفريط بأي جزء منها. ولا شرعية ولا حقّ لـ"إسرائيل" في القدس مطلقاً، كما لا شرعية ولا حقّ لها في كل فلسطين. وكل إجراءات "إسرائيل" في القدس وفي غير القدس، من تهويد واستيطان وتزوير الحقائق ومحاولة سرقة التاريخ باطلة.

10.    التمسك بحق العودة للاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أُخرجوا منها، أو منعوا من العودة إليها، سواء في المناطق المحتلة سنة 1948 أم سنة 1967، أي إلى كل فلسطين، ورفض التنازل مطلقاً عن هذا الحق. وفي الوقت ذاته رفض كلّ مشاريع التوطين والوطن البديل.

11.    وحدة الأرض الفلسطينية: فالضفة الغربية (بما فيها القدس) وقطاع غزة والأرض المحتلة 1948، أرض واحدة بكل جغرافيتها، و وحدة واحدة، لا يُفصل جزء منها عن الآخر، وهي بمجموعها وطن الشعب الفلسطيني. أما وضع غزة الحالي، الذي يتخوف منه البعض، فإنه حال استثنائي فُرض علينا، وليس وضعاً طبيعياً، ولا يمكن أن نقبل أن تكون غزة منفصلة عن الضفة، فغزة والضفة وحدة واحدة، وهما معاً جزء من الوطن الفلسطيني الكبير.

12.    وحدة الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، وبكل مكوناته الفكرية والسياسية والأيديولوجية، وبكل قواه وفصائله المقاومة والمناضلة والسياسية.

13.    وحدة النظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته، ووحدة مرجعيته الوطنية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، التي يلزم إعادة بنائها على أسس صحيحة، لتضم جميع القوى والمكونات الفلسطينية.
"
أي موقف أو مبادرة أو برنامج سياسي مرحلي تكتيكي أو تفصيلي يجب أن ينسجم مع الثوابت الوطنية الفلسطينية التي أشرنا إليها، ولا يجوز أن يعاكسها أو أن يتناقض معها.
"
14.    التحرير أولاً ثم الدولة: فالدولة الحقيقية ثمرة التحرير، أما الدولة التي هي ثمرة اتفاق فهي كيان أو سلطة حكم ذاتي، ولا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية، ذات السيادة الحقيقية على كامل الأرض الفلسطينية. أما السلطة: فهي واقع نريد إدارته بشراكة وطنية مع الآخرين بما يخدم شعبنا ويخدم حقوقه ومشروعه التحرري وينسجم مع ثوابته الوطنية.

15.    القرار الوطني الفلسطيني مستقل يقوم على عدم التبعية أو الارتهان لأي دولة أو طرف في العالم؛ صديقاً كان أو حليفاً أو عدواً أو مناوئاً. ولكن ذلك لا يعني ولا يمكن أن نقبله في إطار حصر القضية الفلسطينية في الشعب الفلسطيني، وشطب أو إضعاف الدور العربي والإسلامي، ففلسطين كانت وما زالت وستبقى قضية عربية إسلامية بل قضية إنسانية أيضاً.

16.    بناء المؤسسات والمرجعيات الوطنية الفلسطينية ينبغي أن يكون دائماً على أسس ديموقراطية، وفي مقدمتها الانتخابات الحرة النزيهة، المتكافئة الفرص. يضاف إليها مبدأ الشراكة والعمل الوطني الائتلافي. والذي لابد وأن يكون في كل المراحل بصرف النظر عن نسب النجاح هنا أو هناك، مع التأكيد أن المعارضة حقّ مشروع للجميع، ومن الضروري أن تكون معارضة بناءة، وأن يحتكم الجميع إلى صناديق الاقتراع، وأن يحترموا إرادة الشعب، وأن يقبلوا بالتداول السلمي للسلطة، مع التذكير دائماً بحالنا الاستثنائي غير الطبيعي حيث أننا ما زلنا نعيش تحت الاحتلال.

17.    عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وعدم الدخول في المحاور والنزاعات والاصطفافات بين الدول. وسياستنا أن ننفتح على مختلف دول العالم، وخاصة العربية والإسلامية. ونحن نسعى بالتأكيد إلى علاقات متوازنة، يكون ميزانها ومعيارها مصلحة فلسطين وخدمة الشعب الفلسطيني ودعم صموده. وقطعاً فإن معيارها أيضاً هو مصلحة الأمة وأمنها، ورفض التبعية لأي دولة أو طرف في العالم.

18.    وحدة الأمة بكل مكوناتها الدينية والعرقية والمذهبية، فهي أمة واحدة في تاريخها وحاضرها ومستقبلها ومصيرها ومصالحها، ونحن نتعامل معها على هذا الأساس. ومع الإقرار بواقع التعدد والتنوع في الأمة، فإننا نرى ضرورة أن ينأى الجميع في أمتنا بنفسه عن إثارة النعرات والخلافات وتجنب الاصطفاف على أساسها، بل نتعايش كما تعايشنا طوال القرون الماضية، وعلى الجميع في هذه الأمة أن يعرف حدوده، ويأخذ حقه دون أن يتعدى على حقوق الآخرين، وأن يغلّب الصالح العام للأمة على أية مصالح فئوية أو حزبية.

19.    أي موقف أو مبادرة أو برنامج سياسي مرحلي تكتيكي أو تفصيلي يجب أن ينسجم مع الثوابت الوطنية الفلسطينية التي أشرنا إليها، ولا يجوز أن يعاكسها أو أن يتناقض معها. وكل اجتهاد تفصيلي أو كلي فإنه يخضع لهذا المبدأ، وعلى ذلك فنحن نرفض أي مشاريع أو اتفاقات أو تسويات تنتقص من تلك الثوابت والمبادئ وتمس بالحقوق الوطنية الفلسطينية.

تقييم بعض مواقف وقرارات الحركة ..
"
أكد مشعل على أن مسار المقاومة، تحضيراً وإعداداً وأداءً حتى تحرير فلسطين، هو أمرٌ لا مسّ فيه؛ غير أن طريقة إدارة قرار التصعيد والتهدئة، وتنويع الوسائل والأساليب يندرج كله في عملية إدارة القرار، وليس في مبدأ القرار، فالمبدأ لا يمكن أن يُمس.
"

كما وتطرق الأستاذ خالد مشعل، إلى الحديث عن بعض المواقف والسياسات التي انتهجتها الحركة على أرض الواقع، مبيناً أسبابها وأبعادها، ومنها:

المقاومة: حيث أكد على أن مسار المقاومة، تحضيراً وإعداداً وأداءً حتى تحرير فلسطين، هو أمرٌ لا مسّ فيه؛ غير أن طريقة إدارة قرار التصعيد والتهدئة، وتنويع الوسائل والأساليب يندرج كله في عملية إدارة القرار، وليس في مبدأ القرار، فالمبدأ لا يمكن أن يُمس.  كما أن تعطُّل أو تراجع الأداء المقاوم في الضفة الغربية هو اضطرارٌ وأمرٌ واقعٌ تسعى الحركة لتجاوزه، مع بقاء النية المنعقدة بل والتحضير لانطلاقة جديدة.

المشاركة في السلطة: حيث فرق مشعل بين أوسلو وما شابهها من الاتفاقيات المفرطة بحقوق الشعب الفلسطيني، مبيناً أن الموقف منها محسوم لا تردد فيه، وبين دخول السلطة – من باب الضرورة- لتغيير أدائها الوظيفي، بحيث تجمع بين خدمة الشعب وإدارة شؤونه اليومية من ناحية، وحقه في مقاومة الاحتلال من ناحية أخرى، ممثلاً على ذلك بدور السلطة في غزة في تحقيق ما سبق.   

الموافقة على حدود عام 1967: وبرر مشعل ذلك، بضرورة توحيد الموقف الفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً على برنامج يلتقي فيه الجميع على قواسم مشتركة، طالما أنه ليس على حساب بقية الأرض ولا يتضمن تفريطاً بأي حقّ أو جزء من أرض فلسطين، ولا يتضمن أي اعتراف بـ"إسرائيل".

الانقسام الفلسطيني: وفي هذا الصدد أكد مشعل على أن الانقسام فرض على حماس عام 2007، حينما رفضت أطراف دولية وإقليمية نتائج انتخابات 2006. وما زالت الجهود متواصلة من قبل الحركة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة على أسس وطنية تكفل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني في إطار السلطة والمنظمة في آن واحد، وتبني برنامج سياسي وطني ينحاز للثوابت والحقوق والمصالح الوطنية الفلسطينية.

التغيرات في العالم العربي وانعكاساتها على القضية الفلسطينية وعلى دور حماس

أما فيما يتعلق بالربيع العربي وانعكاساته على حركة حماس والتحديات التي تواجهها، فقد لخص مشعل رؤيته لها بالأمور التالية:
"
منح الربيع العربي والتغيرات في العالم العربي  حماس وحركات المقاومة الفلسطينية فرصة للعمل في بيئة عربية أفضل وأكثر انسجاماً مع خطّ المقاومة، وأكثر تمسكاً بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية.
"
1. يعتبر الربيع العربي تطوراً استراتيجياً كبيراً ومهماً على طريق تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني؛ لأن معركة فلسطين وتحريرها تحتاج إلى أمة قوية متعافية في جبهتها الداخلية وفي سياستها الخارجية، ومستندة إلى إرادة شعبية وتملك قرارها المستقل.

2. لا شكّ أنَّ الربيع العربي زاد من القلق الإسرائيلي وأربك حساباته. لأن قواعد اللعبة التي اعتاد عليها العدو بدأت تتغير.

3. منح الربيع العربي والتغيرات في العالم العربي حماس وحركات المقاومة الفلسطينية فرصة للعمل في بيئة عربية أفضل وأكثر انسجاماً مع خطّ المقاومة، وأكثر تمسكاً بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية.

4.لعب الربيع العربي دوراً مهماًُ في تغيير خريطة علاقات حماس السياسية. فأضاف إضافات نوعية على علاقة حماس بمصر وتونس والمغرب، حيث عزز العلاقات معها بأقوى مما كان قبل. في المقابل فقد تغيرت العلاقة مع سوريا بعد انطلاق الثورة السورية قبل عامين من الآن، مشيراً إلى أن الشعب السوري لا يقل عن الشعوب الأخرى من حيث الحرص على الديمقراطية والحرية، وأن حماس كانت تتمنى أن تكون في سوريا سياسة داخلية تستجيب للإرادة الشعبية، حيث قدمت الكثير من النصائح في هذا الصدد. مؤكداً أن سوريا حينما تستند إلى ديمقراطية شعبها فإنها ستكون داعمة للمقاومة بلا شك.

5. لقد صرف الربيع العربي وأحداثه الكبيرة الأنظار مؤقتاً عن القضية الفلسطينية، وهذه خسارة لا شكّ، لكنها خسارة مؤقتة قصيرة الأجل. لأنه من حقّ الشعوب العربية أن تبحث عن همومها وعن مصالحها، مؤكداً بأن الشعوب العربية حتى وهي منشغلة في همومها الداخلية فإن فلسطين حاضرة في ميادينها وفي عقلها وقلبها وفي هتافاتها. وإن حرب غزة الماضية الأخيرة، كانت دليلاً عملياً متجدداً على مكانة فلسطين التي لا تتغير عند الأمة حتى وهي منشغلة في أحداثها وتطوراتها الداخلية.

تحديات وإشكالات أمام الربيع العربي ودوله:
وختم مشعل دراسته بالتنبيه على بعض الإشكالات التي تواجه دول الربيع العربي، والملاحظات والنصائح التي لا بد أن تتبع في هذا الشأن، وهي:

1. ضرورة التوازن بين أولويات الداخل أي الهم الوطني وأولويات الأمة أي الهم القومي، ولا تعارض بينهما، فالنجاح في الداخل يقوِّي الموقف الخارجي للدولة، والعكس صحيح، ومن الخطأ تبنِّي سياسة الانكفاء على الذات. فالانشغال بالقضايا الكبرى لا يعزز دور الدولة الإقليمي والدولي فحسب، بل يخدم السياسة الداخلية للدولة في مواجهة الضغوط ومحاولات التدخل الخارجي. لذا فمن الخطأ أن تحمي نفسك بالانكفاء، بل احمِ نفسك بالانفتاح والمبادرة والاشتغال بالقضايا الكبيرة.

2. ضرورة عدم إدارة المرحلة الراهنة الكبيرة في تاريخ الأمة من الموقع القُطْري الصغير المنفرد، بل في إطار أوسع للأمة العربية والإسلامية بتعاون وتكامل. فالتكامل الاقتصادي والأمني والسياسي بين الدول العربية خاصة في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي تعيشها بعض أقطار الربيع العربي يخدم هذه الدول وشعوبها ويسهل عبور المرحلة الانتقالية بصورة أفضل. لذا يجب على الشعوب والقيادات وهي منشغلة بهمومها القطرية أن لا تنسى واقع الأمة وهمومها ومصالحها. فالمسؤولية جماعية ومشتركة لبناء أمة تكون لاعباً أساسياً في المنطقة، بعد غياب للعرب دام عقوداً طويلة. بحيث لا تتصارع مع أحد إلا مع العدو الصهيوني وكل من يغزو بلادهم، مع السعي إلى بناء خريطة من التوازن والتكامل مع دول الإقليم والجوار، دون تضييع موقع العرب ودورهم.
"
ضرورة رفع سقف الموقف العربي، والجامعة العربية، وسقف كل دولة كذلك في الموقف السياسي وخاصة في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، وضرورة إعادة النظر ومراجعة الاستراتيجية العربية القائمة.
"
3. إدارة العلاقة مع الغرب والدول الكبرى، وهذا شيء طبيعي في عالم اليوم لضرورات سياسية واقتصادية... الخ، يجب أن لا يكون على حساب القضية الفلسطينية ودور العرب فيها ومسؤولياتهم تجاهها. كما أنه من الضروري عدم تقديم تنازلات مجانية للغرب في سياق إدارة العلاقة معه؛ لأن شرعية دول الربيع العربي نابعة من إرادة شعوبهم وليس من الدعم الخارجي، وإن التصدي للقضايا الكبرى يقوي دول الربيع العربي ولا يضعفها.

4. ضرورة رفع سقف الموقف العربي، والجامعة العربية، وسقف كل دولة كذلك في الموقف السياسي وخاصة في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، وضرورة إعادة النظر ومراجعة الاستراتيجية العربية القائمة. هذا يقتضي كبداية تغيير اللغة السياسية، فلا يصح بعد هذا الربيع العربي أن تبقى اللغة هي اللغة ذاتها، والمبادرات هي المبادرات ذاتها، والمشاريع هي المشاريع ذاتها، والمواقف هي المواقف ذاتها. إضافة لذلك فالمطلوب رسم استراتيجية تدرسها الأمة كما تشاء، تعلن بعضها وتخفي بعضها، كيف ندعم حركات المقاومة بالمال وبالسلاح، ونسندها سياسياً ونحمي ظهرها...إلخ، ليكون رسالة قوية من الأمة أن الزمن قد تغير، وأنه لابد للعالم أن يحترم إرادة الأمة وحقوقها ومصالحها، لا أن يظل منحازاً لإسرائيل، ويقف عاجزاً أمام عدوانها على الأمة واستهتارها بحقوقها ومصالحها ومقدساتها. ولابد أن تبحث الدول العربية عن رؤى جديدة ومشاريع جديدة واستراتيجيات جديدة، وعلى رأسها امتلاك أوراق قوّة حقيقية، وأن تكون خيارات الأمة مفتوحة مع ضرورة طي صفحة المشاريع والمبادرات التي أكل عليها الزمن وشرب

5. مراجعة معاهدات التسوية وموقف الدول التي تقيمها. فالتسويات السياسية والمعاهدات مع إسرائيل، هي مجحفة بحق الأمة وبحق فلسطين، كما أن "إسرائيل" لم تكن ولن تكون صديقاً ولا جاراً، بل هي عدو ليس للفلسطينيين وحدهم، بل للأمة جميعاً. ويدخل في هذا من باب أولى أن نتحدث عن العلاقات والاتصالات والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، فلا يجوز هذا على الإطلاق مع الربيع العربي الجميل،ل"
لا يجوز لقادة الدول العربية أن يطبعوا مع المحتل الصهيوني، وعليهم  أن يعلموا أنّ غضب شعوبهم لم يكن فقط على السياسات الداخلية، ولكن كان غضبهم أيضاً على هوان الأمة وضعف مواقفها وسياساتها واستراتيجياتها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.

"أن على قادة الأمة في هذه المرحلة أن يعلموا أنّ غضب شعوبهم لم يكن فقط على السياسات الداخلية، ولكن كان غضبهم أيضاً على هوان الأمة وضعف مواقفها وسياساتها واستراتيجياتها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.

6. تحتاج حماس وفلسطين بشكل عام إلى الأمة بكل تياراتها ومكوناتها، الإسلاميين والقوميين والليبراليين واليساريين، لأنها كانت قضية الأمة وستبقى كذلك. وإن من الضرورة بمكان أن ننأى جميعاً عن أي تقسيمات أو اصطفافات طائفية أو عرقية أو دينية. مبيناً إلى أن حماس تريد للأمة في ربيعها العربي أن تكون موحدة كأمة، وموحدة على فلسطين، وأن تبني جبهتها الداخلية بما يحقق مصلحة شعوبها. فهذه الشعوب اليوم متعطشة للحرية، متعطشة للديمقراطية، متعطشة للتنمية، متعطشة للقمة العيش الكريمة، متعطشة للنماء والنهوض والتكنولوجيا، ومتطلعة في ذات الوقت إلى أن تكون أمة متقدمة بين الأمم، وقوية في إدارة علاقاتها وسياساتها الخارجية، وفي إدارة معركتها مع العدو الصهيوني.

بإمكانكم تحميل النسخة الكاملة من دراسة الأستاذ خالد مشعل عبر الضغط على الرابط التالي:

وثيقة سياسية بقلم خالد مشعل: الفكر السياسي لحركة حماس في ظل آخر التطورات.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

كيف قاد النبي ﷺ جيشه إلى النصر؟

لم يكن النبي ﷺ قائداً عسكرياً تقليدياً تلقى تعليمه في أكاديميات الحرب، لكنه كان خير …