يعيش الكيان الصهيوني حالة من التخبط خلال الساعات الحالية، نتيجة الهجمات الإلكترونية التي تعرَّضت لها مواقع تابعة له على شبكة الإنترنت؛ حيث تعرضت الكثير من المواقع الإلكترونية والصفحات الشخصية على المواقع الاجتماعية إلى الاختراق، ووضع بعض الشعارات التي تناصر الفلسطينيين وتقف معهم.
ونظراً لقوة الحملة الإلكترونية، وآثارها المدمرة على الكيان الصهيوني، لم يستطع إعلام الاحتلال أن يخفي تلك الهجمات التي ألحقت به الكثير من الأضرار الاقتصادية.
فوفقاً للقناة العاشرة الصهيونية، فإنَّ عدد المواقع الصهيونية المخترقة بلغ 350 موقعاً في غضون 45 دقيقة بداية الهجوم، منها موقع الموساد، والشرطة، والجيش الصهيوني، وبعض الوزارات، حيث كثف القراصنة من هجومهم زيادة عن الأيام العادية ونفذوه دفعة واحدة بغية إغلاق قنوات الاتصال والتسبب بتوقف خوادم الحواسيب عن العمل.
من جانبها وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية هذا الهجوم بأنّه الأعنف في تاريخ البشرية وفق تعبيرها. وأضافت بأن"القراصنة" اخترقوا ما يقارب تسعة عشر ألف حساب لـ "إسرائيليين" على موقع"فيسبوك" إلى جانب موقع دائرة الإحصاء المركزية في دولة الاحتلال.
أما صحيفة "يديعوت أحرنوت"العبرية، فأشارت إلى أن المهاجمين اخترقوا المئات من عناوين البريد الإلكتروني وكلمات المرور الخاصة بها. كما طال الهجوم موقع رئاسة الوزراء "الإسرائيلية" الذي تعطل بالكامل، وموقع جيش الاحتلال الذي سُربت منه بيانات عن قادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي أول رد فعل على تلك الهجمات علَّق مسؤول صهيوني بأنَّ دولة الاحتلال قد تقطع الانترنت حتى توقف الهجوم، ممَّا يعني خسارتها للمليارات من الدولارات وانهيار البورصة.
وكانت هذه الهجمات قد بدأت بعد رسالة بثها مجموعة من "الهاكرز" أو ما أطلقوا على أنفسهم "أنونيموس العرب" على اليوتيوب، حيث أشاروا إلى أن دولة الاحتلال ترتكب جرائم ضد الإنسانية، وتتستر تحت غطاء إعلامهم المخادع. وأنَّ هدف اليهود الوحيد هو تحسين حياة قلة مختارة، رغم انتهاك حريات الآخرين، وتشريد الملايين، وقتل الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني.
من ناحية أخرى أشار المتحدث باسمهم، بأنه طالما أنَّ دولة الاحتلال ونظامها موجود فلن يتحقق السلام. مضيفاً أن دولة الاحتلال لا تستحق الوجود، وأنها تفتقر للشرعية ولا تليق أن تمارس الحياة السياسية، وأن "الأنونيموس" لن يسمحوا لليهود بانتهاك حرمة دولة ذات سيادة عانت كثيراً من مكرهم وستنتصر قريباً بإذن الله.
[yt id="KUeygJV69PQ"]التعليق:
1- يعدُّ العالم الإلكتروني واحداً من ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني، سواء من حيث القدرة على تعريف الناس بالقضية الفلسطينية، وبيان عنصرية وهمجية دولة الاحتلال، ونقل الصورة الحقيقية لما يجري على أرضها المباركة من قبل قوات الاحتلال، من قتل وسجن وتشريد وتدمير. لذا فهو واحد من صور الجهاد المعاصرة لإثبات إسلامية الأرض وعروبتها، ونفي مزاعم الاحتلال حولها.
يجب على القادة وصناع القرار أن يهتموا بصناعة الخبراء، واحتواء المواهب وتطوير القدرات في جميع التخصصات؛ فالصراع مع اليهود هو صراع شامل، ليس له جانب محدد، وساحة المعركة مع الكيان الصهيوني، هي ساحة كبيرة تدخل فيها جميع الجوانب والأمور.
2- كشفت هذه الحملات عن مدى ضعف دولة الاحتلال حينما تتكاتف الجهود لهزيمته وإلحاق الخسائر به، والحال سيكون أقوى وأظهر فيما لو اتحدت هذه الأمة على السعي لتحرير فلسطين وطرد اليهود منها.
3- لا حصانة لأشخاص اليهود المحتلين لأرض فلسطين، ولا لمواقعهم، طالما أنهم يحتلون أرض فلسطين، أو يبرِّرون للاحتلال وجوده وقمعه للشعب الفلسطيني المظلوم، المقهور منذ أكثر من ستة عقود.
4- يجب على القادة وصناع القرار أن يهتموا بصناعة الخبراء، واحتواء المواهب وتطوير القدرات في جميع التخصصات، سواء أكان شرعياً أم إلكترونياً، أو حتى قانونياً أو إعلامياً أو عسكرياً أو غير ذلك؛ فالصراع مع اليهود هو صراع شامل، ليس له جانب محدد، وساحة المعركة مع الكيان الصهيوني، هي ساحة كبيرة تدخل فيها جميع الجوانب والأمور.