تتعرّض مدينة القدس المحتلة وما تكتنزه أرضها المباركة من معالم ومقدسات إسلامية إلى هجمة شرسة وتصعيد خطير يستهدف تهويدها وطمس معالمها، وتشهد المدينة ومعالمها في الآونة الأخيرة إلى تصعيد صهيوني خطير في ظل الصمت والتواطؤ الدولي والعجز العربي والإسلامي، ولمجابهة هذه المخططات الصهيونية والمخاطر التهويدية المستمرة، تداعى أصحاب الضمائر الحيّة من رجالات وعلماء وإعلاميي الأمَّة العربية والإسلامية من أقطار مختلفة من أندونيسيا وماليزنا وتركيا وروسيا وسيبيريا والمغرب العربي وفلسطين والعراق ولبنان والأردن ومصر والسودان وجزر القمر ومن دول أوروبية وإفريقية أخرى إلى عقد ملتقى جامع شمل كوكبة من العالمين للقدس حاملين معهم شعار (على خطى صلاح الدين) في العاصمة المصرية القاهرة على مدى ثلاثة أيام من 4 إلى 6 إبريل 2013م.
وكانت (بصائر) حاضرة في ملتقى العاملين للقدس ورصدت ما يلي:
ورشات عمل تخصصية ..
شهد ملتقى العالمين للقدس على مدار ثلاثة أيام ورشات عمل تخصصية في مجالات مختلفة أشرف عليها مندوبو المنظمات العربية والإسلامية المتخصصة العمل البرلماني والرياضي والنسائي والنقابي والإعلامي والطلابي والكشفي، كما تحدَّث شباب من الدول الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا والمغرب وسورية حول واقع الربيع العربي ودلالاته وآثاره.
محاضرات وندوات:
وكان الملتقى حافلاً بالمحاضرات والندوات، كان من أبرزها ندوة (تجارب العلماء في نصرة القضية الفلسطينية والقدس) التي أدارها الدكتور نواف التكروري، حيث أبرز أنَّ شعلة المقاومة والجهاد كان العلماء هم من أوقدها على أرض فلسطين والرباط، وضرب لذلك أمثلة من سير العلماء منهم الإمام الشهيد أحمد ياسين، والشيخ حامد البيتاوي، والدكتور العلاّمة عمر سليمان الأشقر رحمهم الله جميعاً.
وحاضر في الملتقى كلٌّ من الدكتور عبد الرّحمن البر في موضوع : (القدس قضية كل مسلم)، والأستاذ سعود أبو محفوظ بورقة : (الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى)، والدكتور محمد حبيش عن (المشروع الصهيوني في عقده الأخير)، والدكتور محمد جمعة بموضوع: ( القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات في المنطقة)، والأستاذ مخلص برزق بورقة (كيف نحمل همَّ القدس).
"
فلسطين هي القضية الأولى لكل أحرار العالم والأمة الاسلامية هي المؤتمنة على البشرية ومقدساتها ونحن مأمورون بحماية دور العبادة لجميع الأمم
"
كلمة توجيهية للمرشد العام:
قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع في كلمة توجيهية للعاملين للقدس في ملتقاهم : "إنَّ نصرتم إخوانكم في فلسطين.. نصركم الله في قضاياكم الأخرى لأن تلك القضايا فروع لقضية فلسطين".
وأضاف فضيلته: إنَّ "فلسطين هي القضية الأولى لكل أحرار العالم والأمة الاسلامية هي المؤتمنة على البشرية ومقدساتها ونحن مأمورون بحماية دور العبادة لجميع الأمم".
وشدَّد على أنَّ القدس ستظل "هي أساس الدفاع عن كل أراض المسلمين وسيظل الإخوان يعملون لتحريرها".
إطلاق "الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين" :
وقد تمَّ خلال هذه الملتقى إطلاق وتدشين الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، حيث انتخب ممثلو أكثر من 150 هيئة ومنظمة عاملة للقدس من أكثر من 30 دولة الشيخ عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين رئيسا للائتلاف، وسعود أبو محفوظ من الأردن نائبا للرئيس، بينما تشكل المكتب التنفيذي من عوض القرني الداعية السعودي، سيف البحر من إندونسيا، محمد الهلالي من المغرب، رشيدة النغزي من تونس.
وكان الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين الإعلان قد تمَّ الإعلان عنه في اسطنبول بتركيا في يناير/ كانون الثاني 2011م.
توصيات ختامية :
"
الأمة لم تعد ترضى بدور المناصر والمساند والداعم بل إنها تتطلع اليوم، وقد تحررت أوطان مركزية منها من الطغيان والاستبداد للإسهام المباشر والمشاركة الفاعلة في مشروع التحرير الشامل للقدس وفلسطين.
"
وقد خلص ملتقى العاملين للقدس على جملة من التوصيات، كان من أبرزها:
أنَّ المشاركين والمشاركات في ملتقى العاملين للقدس والمؤتمر التأسيسي للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين يسجلون في إعلان على خطى صلاح الدين ما يلي :
1 - إعلانهم أنَّ الأمة لم تعد ترضى بدور المناصر والمساند والداعم بل إنها تتطلع اليوم، وقد تحررت أوطان مركزية منها من الطغيان والاستبداد للإسهام المباشر والمشاركة الفاعلة في مشروع التحرير الشامل للقدس وفلسطين.
3 - تشبثهم بثوابت قضية المسلمين المركزية في كل زمان وكل مكان، القدس عنواننا وقبلتنا الأولى ومسرى حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم، والجهاد والمقاومة سبيلنا للتحرير والنصر، والأسرى الأبطال قادتنا وروادنا، واللاجئون والمبعدون أهلنا اللذين لن نسمح لأي كان أن يتنازل عن حقهم في العودة إلى فلسطين كل فلسطين.
4 - دعمهم للشعب السوري المجاهد وثورته العظيمة التي تواجه بطشاً همجياً غير مسبوق من النظام، ولكنها سائرة بإذن الله إلى نصر مؤزر يعز الله به شعب سوريا وأمة الإسلام.
5 – إدانتهم للإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعب ميانمار المسلم ، ومساندتهم الكاملة لسعي الشعوب المسلمة للتحرر من الطغيان والفساد والاستبداد، والتأكيدعلى أن ذلك يعتبر خطوة ضرورية وأساسيةلإنجاز هدف التحرير الشامل الذى لن يكتمل دون تحرير المسجد الأقصى وفلسطين.
6- دعوتهم الشعوب العربية والمسلمة وأحرار العالم للمشاركة الفاعلة في المسيرة العالمية إلى القدس التي ستنظم في يومالسابع من يونيو حزيران تحت شعار " شعوب العالم تريد تحرير فلسطين " تعبيراً متجدداً عن رفض تهويد المسجد الأقصى، ودعم صمود ومقاومة المقدسيين والفلسطينيين للاحتلال الصهيوني وسياساته الاستيطانية العنصرية.
7- مطالبتهم حكومات الدول التي تستضيف الفلسطينيين على أراضيها تمكينهم من ممارسة حقهم في الدفاع عن القدس وفلسطين وحق العودة ورفع القيود المفروضة عليهم.
8- تحميلهم الحكومات العربية والإسلامية المسؤولية الكاملة عما يتعرض له المسجد الأقصى من تهويد، ودعوة هذه الحكومات لتجسيد إرادة الشعوب المسلمة في دعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكال الدعم المادية والمعنوية.