دعا المشاركون في مؤتمر "الأسرة المسلمة في ظل التغيّرات المعاصرة" الذى عقد مؤخراً في الأردن إلى الاهتمام بالتنشئة الأسرية في مراحل التعليم العام بدءاً من رياض الأطفال، وتضمين المناهج الدراسية مقررات تحث على انتماء الفرد إلى أسرته ومجتمعه، ضمن الرؤية الحضارية للأمَّة، وتنقية هذه المقرّرات من المشاريع والأفكار التي تتعارض مع هوية الأمة، مشيرين إلى أبرز المعوقات التي تحول دون بناء الأسرة السليمة والمخاطر التي تواجهها.
وشدَّد المشاركون في المؤتمر الذين مثلوا العديد من الدول الإسلامية على أهمية الوعي المجتمعي والأكاديمي بدور الأسرة من خلال التطبيقات العملية والتجارب المؤسسية، وضرورة تطوير البرامج والمشاريع والخطط الأكاديمية المقترحة لبناء مناهج النهوض بالأسرة.
وشدَّدوا في ختام أعمال المؤتمر على أهمية تأسيس البرامج الأكاديمية في التربية الوالدية، والتنشئة الأسرية، داعين الجامعات إلى تخصيص مقررات تهدف إلى تأهيل الطلبة لتحمل المسؤوليات الأسرية بعد التخرج، داعين المؤسسات الأكاديمية والبحثية ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الى نشر الوعي بأهمية الأسرة، محذرين في الوقت نفسه من خطورة المؤتمرات العالمية التي تعالج موضوع المرأة.
ودعا المؤتمرون في توصياتهم مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والدوائر الأكاديمية بضرورة إصدار وثيقة شرف، تُشدد على معالجة قضايا الأسرة المسلمة ضمن الرؤية الفكرية الحضارية للأمَّة، فضلاً عن إنشاء صندوق وقفي مخصص لدعم المشاريع المتعلقة بالمحافظة على الأسرة.
كما أوصوا بتشكيل لجنة لرصد القرارات المتعلقة بالأسرة، الصادرة عن الهيئات الدولية، لدراستها وترجمة مضمونها إلى الفئات المسلمة المستهدفة، ومعالجتها معالجة علمية، لبلورة تصور معرفي عملي تجاهها، نابع من ثقافة الأمة.
وأكَّدوا على أهمية الإفادة من التطورات التقنية في مجال التواصل الاجتماعي، لا سيما شبكات "فيس بوك" و"تويتر"، للمحافظة على كينونة الأسرة الممتدة، والتوعية بكل ما يتعلق بالأسرة المسلمة.
وحذّر المشاركون من خطورة المؤتمرات الدولية التي أخذت على عاتقها "معالجة موضوع الأسرة"، وانعكاساتها على المجتمعات المسلمة.
وتناول المشاركون عدَّة محاور منها: معالجة مفهوم الأسرة، وماهيتها، ومعالمها، ومكانتها، ومقاصدها في القرآن الكريم والسنة النبوية والفكر الإسلامي، والتحولات في مفهوم الأسرة، واتجاهات التغيّر في البناء الأسري في العالم المعاصر.
وهدفت اللجنة القائمة على المؤتمر إلى تحقيق مجموعة من الأهداف تمثلت بـ: بيان مفهوم الأسرة في النظام الإسلامي، واستلهام موقعها في البناء الاجتماعي في ضوء الوحي الإلهي والهدي النبوي. والتأكيد أهمية التربية الوالدية والتربية الأسرية بما يعين على تكوين الأسرة وقيامها بمهمتها في التنشئة الاجتماعية للأبناء والأحفاد. وفهم طبيعة التغيرات التي طرأت على الأسرة وموقعها في المجتمع الحديث والمعاصر. وتشخيص التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة في الوقت المعاصر، وضرورة مواجهة هذه التحديات، والحد من تأثير الاستلاب والاختراق الثقافي. و حماية الأسرة في المجتمع العربي المسلم من الآثار السلبية للعولمة والحداثة والتيارات الفكرية الغربية، وإبراز خطورة التشريعات المحلية المتغربة والعالمية الخاصة بالأسرة على الخصوصيات الثقافية لهذا المجتمع. وأخيراً بناء برامج عملية للتربية الوالدية والأسرية قادرة على النهوض بالأسرة، لتمكينها من بناء الشخصية الإسلامية المنشودة في أبناء الأمة.
وأولى المؤتمر، الذي نظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والجامعة الأردنية، أهمية خاصة بمتطلبات الأسر المسلمة في المجتمعات الغربية؛ لما تمثله من صورة للحياة الإسلامية، بوصفها سفيراً للإسلام في تلك المجتمعات.
يمكنكم تحميل الأبحاث وأوراق العمل التي عرضت في المؤتمر من هنا