علت الأصوات مجددا حول ما تتعرض لها مدينة القدس من أخطار ومؤامرات؛ حيث إن عمليات التهويد والتحوير للتاريخ والجغرافيا مستمرة، والاحتلال لم يتوان في فعل أي شيء لتحقيق أهدافه التدميرية. الخطورة التي أشعر بها هي عدم الاهتمام بهذا الملف ، وترك الاحتلال يفعل ما يُريد من نهب أراضي، ومن حفريات، ومن اقتحامات، ومن تهويد وتغير مرافق المدينة، وتزوير التاريخ... وردود الأفعال حتى اللحظة لم تبرح الشجب والاستنكار والتهويش، وكنا قد نبهنا في أعقاب قمة الدوحة بالأخطار المتزايدة حول مدينة القدس، وطالبنا بترجمة القرارات الخاصة بالمدينة على أرض الواقع.
إن ما تقوم به العديد من الأطراف تضامنًا مع القدس مُهم ومُفيد لتشكيل الرأي العام، وكي الوعي تجاه أهمية المدينة، لكن كل ذلك غير كاف، ولا تقدر على وقف مخططات الصهيونية.
"
إنَّ العمل على كل جبهات القضايا الوطنية كالأسرى وحق العودة ومدينة القدس وحماية الأرض والحفاظ على الهوية الوطنية... يجب أن يكون برؤية واضحة، لضمان عدم طغيان ملف على الآخر
"
للأسف يتم استغلال الانشغال التام بسبل إعادة المفاوضات مع الاحتلال، بينما المجموعات الصهيونية مُنشغلة بتنفيذ مُخططات تهويد القدس ومسح ملامحها الفلسطينية، وفرض وقائع مزورة بأساليب دقيقة وحساسة.
ووسط هذا الزخم من التزوير، وخطف المدينة يا ترى ماذا بقي من أمور يرغب المفاوض الفلسطيني أن يُفاوض المُحتل عليها؟! فهل سيُفاوض على المسجد الأقصى أو على كنيسة القيامة أو على حائط البراق؟!.. وهل سنعود للحديث على تحت الأرض وفوقها؟!
إنَّ العمل على كل جبهات القضايا الوطنية كالأسرى وحق العودة ومدينة القدس وحماية الأرض والحفاظ على الهوية الوطنية... يجب أن يكون برؤية واضحة، لضمان عدم طغيان ملف على الآخر، وحتى لا يستغل الاحتلال فوضى وضبابية العمل الوطني وتشرذمه في تحقيق مآربه.
القدس تستوجب رفع الفعل وتطويره من قبل الأمة، ولا بد أن يشعر الاحتلال بتهديد واضح قابل للتنفيذ إن ارتكب حماقة ضد المدينة وسكانها.