تملأ فضائياتنا العربية صور لشخصيات يقال إنهم مبدعون، وتضج المواقع الإلكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور لشباب وشابات يقال إنهم مبتكرون، وتنسج لهم الحكايات والدعايات وتؤلف حولهم القصص والإعلانات، ويدعى النّاس إلى التصفيق والتصويت لاختيار صاحب الأحلام والأمنيات.
عندما تغيب الحقائق الساطعة عن كثير من وسائل الإعلام المختلفة فإنَّ الموازين تختل وتضيع، لكنَّ شمس الإبداع تظل ساطعة على الرّغم من التغييب المتعمّد، ويبقى ضياؤها ونورها متوهجاً في الآفاق عابراً للفضاء لا يغيب.
"
ابنُ القدس سامر العيساوي لن يضيره التغييب الإعلامي وعدم الحضور على صفحات التواصل الاجتماعي
"
في خضم زحمة الإعلانات والدعايات تتميّز الإبداعات، لتظهر وبكل قوّة وإجلال بطولة ابن القدس سامر العيساوي الأسير الفلسطيني الذي يخوض أطول إضراب عن الطعام في العالم، وقد تعدّى 280 يوماً، وهو الذي بدأ إضرابه في الأول من آب (أغسطس) العام 2012م.
ابنُ القدس المحتلة رفض إغراء الاحتلال لإبعاده إلى دولة أوروبية، وأصرَّ بصمود وتحدٍّ على الإفراج عنه إلى القدس، ويواصل إضرابه البطولي لانتزاع حقوقه من السجّان الصهيوني، وهو بذلك يضرب أروع الأمثلة التي تحتذى للأجيال الفلسطينية وأمتنا العربية والإسلامية في الثبات والصمود والإصرار على نيل الحقوق والدفاع عن الثوابت والمقدسات.
ابنُ القدس سامر العيساوي لن يضيره التغييب الإعلامي وعدم الحضور على صفحات التواصل الاجتماعي، فقد أصبح أيقونة الإبداع يتعلّم منه السياسيون والإعلاميون والقادة والمفكرون والشباب والطلاب معاني الإبداع والصمود والمقاومة.