“يا أمَّة الجسد الواحد “.. مؤتمر لنصرة الشعب السوري

الرئيسية » بصائر من واقعنا » “يا أمَّة الجسد الواحد “.. مؤتمر لنصرة الشعب السوري
alt

في ظل ما تشهده الثورة السورية من ارتفاع عدد الضحايا والمجازر المروّعة التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه وأمام غياب أيّ حلول تلوح في الأفق، تدخل الثورة السورية منعطفًا حرجًا بعد تخلّي المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية عن الشعب السوري، وبعد أن ألقى "حزب الله" اللبناني معظم قوّاته في المواجهات الدائرة  في القصير بحمص وفي ريف دمشق ومناطق أخرى، في محاولة منه لإنقاذ نظام بشار الأسد.

وبلغ عدد شهداء الثورة السورية حسب آخر الإحصائيات ما يقارب 90 ألف شهيد،  منهم:  6آلاف من أطفال، و5 آلاف من نساء، وألفان تحت التعذيب، بينما يفوق عدد الجرحى 120 ألف جريح،  وما يقارب 300 ألف معتقل في سجون نظام الأسد.
أمَّا عددُ المفقودين،  فيقدّر بأكثر من 90 ألف مفقود، بينما وصل عدد المهجرين خارج سورية  إلى مليوني ونصف مليون مهجّر.

في ظل ذلك كلّه، شهدت العاصمة المصرية القاهرة يومي السبت والأحد (25و26 أيار/ مايو) مؤتمرًا لدعم الشعب السوري في ثورته على الظلم والاضطهاد؛ حيث نظمت رابطة "الدَّاعمين لقضايا الأمَّة" بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر تحت عنوان : "يا أمَّة الجسد الواحد " {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَةً وَاحِدَةً}"، ودُعي للمؤتمر هيئات ومنظمات إغاثة محلية ودولية كالأزهر والأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية، وهيئات وجمعيات خيرية كالجمعية الشرعية، أنصار السنة، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ومجلس شورى العلماء، بالإضافة إلى علماء وشيوخ ونشطاء منشغلون بالقضية ووسائل الإعلام بصوره المختلفة من صحافة ومجلات وفضائيات إخبارية وإعلامية ودعوية.

أهداف المؤتمر ..

صرَّح وكيل رابطة الداعمين لقضايا الأمَّة الدكتور محمد عبد السلام معاطي أنَّ أهمية المؤتمر ترجع إلى توضيح أهمية القضية السورية في الأمَّة الإسلامية، وأنها تمثل قضية الصراع بين الحق والباطل وتجلية حقيقة هذا الصراع لدعمه من مختلف أطياف الأمة.

"
أهمية القضية السورية في الأمَّة الإسلامية، وأنها تمثل قضية الصراع بين الحق والباطل وتجلية حقيقة هذا الصراع لدعمه من مختلف أطياف الأمة
"
وأوضح وكيل الرابطة أنَّ أهداف المؤتمر هي:

أولاً - بيان لواقع ما يدور علي الساحة السورية وموقف المجتمع الدولي وكيفية التعامل معه.
ثانياً - التوصيف الشرعي لهذا الواقع والعمل على تشكيل لجنة كمرجعية شرعية.
ثالثاً- الواجب المترتب على أمَّة الجسد الواحد والعمل على الخروج بآلية داعمة دائمة".

افتتاح المؤتمر ..

افتتح المؤتمر الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي والشيخ حافظ سلامة، وحضر كلٌّ من الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف، ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق، والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والدكتور جمال عبد الهادي أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى سابقاً، والشيخ كريّم راجح شيخ قرّاء بلاد الشام، ولفيف من العلماء والمشايخ والدعاة والمناصرين للثورة السورية من مصر وسوريا والدول العربية والإسلامية.
وشهد المؤتمر حضورًا جماهيريًا كبيرًا، وسط هتافات لنصرة القضية السورية، منها: "على سوريا رايحين شهداء بالملايين" و"حسبنا الله ونعم الوكيل" و"سوريا الأم" و"الله أكبر ولله الحمد".

كلماتٌ من المؤتمر ..

انتقد الشيخ محمَّد حسان في كلمته المتردّدين فى مناصرتهم لأهل سوريا، قائلا: "إنَّ ما يجرى على أرض سوريا هو حرب بين الحق والباطل ومن ثمَّ فإن مناصرة الحق واجبة والصمت على ما يجرى ضلال أو حتى التردد فيه".
وأعرب الشيخ حسان عن ثقته بأنَّ "الحق سينتصر لا محالة وأن بشار سيسقط وينتصر الشعب السورى"، موضحًا أنَّ تلك الدماء التى تسيل لأجل الأمة والوطن والأرض هى بركات من السماء وهى نفحات الإيمان، التى تهبّ على أرض الشام.

"
إنَّ ما يجرى على أرض سوريا هو حرب بين الحق والباطل ومن ثمَّ فإن مناصرة الحق واجبة والصمت على ما يجرى ضلال أو حتى التردد فيه
"
بدوره، قال الشيخ حافظ سلامة: "إنَّ المشاركة فى ساحة القتال هى الحل لإنهاء تلك الاعتداءات الغاشمة على أبناء سوريا وغيرهم من أبناء البلدان العربية والإسلامية، داعيًا كل الشعوب إلى التوحّد ومواجهة سارقى الثورات العربية، والذين يسعون دائمًا إلى الحصول على مكتسباتهم دون غيرهم".

وشدَّد الشيخ كريّم راجح شيخ قراء الشام على أهمية الدّور المصري شعباً وحكومة في دعم الثورة السورية . مؤكّداً على أنَّ ما يجمع ما بين مصر وسوريا تاريخ طويل من الجهاد من أجل الإسلام والأمَّة العربية ضد هجمات المغول والصليبين وأنَّ الإخوة الإسلامية تفرض على مصر الوقوف إلى جانب الشعب السوري حتى ينال حريته وكرامته ويتمكّن من صد الهجمة النصيرية الشيعية التي تستهدف أهل السنة في سوريا.

أمَّا الشيخ محمد العبدة من علماء الشام، فقال: "إنَّ ما يجري في سوريا ليس مجرد إزاحة طاغوت مثلما حدث في مصر وليبيا، إنما الأمر أبعد من ذلك إنه مشروع إيران التوسعي الصفوي الذي يتحالف مع حزب الله اللبناني ونوري المالكي العراقي الشيعي ضد الشعب السوري، مؤكداً أن أهل السنة في لبنان وسوريا كشفوا حقيقة النظام الإيراني المجرم الذي يزعم انه مقاوم وهو ينسق مع أمريكا ومعهم حزب الشيطان، وأنَّ هزيمة المشروع الإيراني تبدأ بسقوط بشار".

"
الإخوة الإسلامية تفرض على مصر الوقوف إلى جانب الشعب السوري حتى ينال حريته وكرامته ويتمكّن من صد الهجمة النصيرية الشيعية التي تستهدف أهل السنة في سوريا
"
ومن جانبه، قال الناشط السوري سعد عبد الكريم العثمان :"إنَّ قضيتنا قضية حق واضح وباطل بين وعداء ممتد عبر التاريخ فالرافضة والنصيرية عداءهم لأمة التوحيد لم يتوقف منذ القرامطة الذين سرقوا الحجر الأسود وأعاده أهل السنة إلى مكانه، مؤكّداً أنَّ الأقصى لن يتحرّر إلاّ بتحرير ديار المسلمين من الرافضة والنصيريين وإقامة الحكم الإسلامي على الكتاب والسنة الذي رعى كل الطوائف والديانات بعدل الإسلام".

مزاد وتبرعات ..

تمَّ عمل مزاد علني على جلباب الشيخ حسان  وساعة يده،  حيث بيعت بـ35 ألف جنيه، وغترة الشيخ كريم بعشرة آلاف جنيه، وعصا أحد المعاقين السوريين بألفي دولار أمريكي إلى جانب تبرعات أخرى تمَّ جمعها من المشاركين في المؤتمر نصرة ودعماً للشعب السوري.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …