الشيخ المجاهد زهير شاويش في ذمّة الله

الرئيسية » بصائر الفكر » الشيخ المجاهد زهير شاويش في ذمّة الله
alt

في سنة 1946م كان له شرف الالتحاق بركب المجاهدين في قوّات إنقاذ فلسطين التي أسّسها الإخوان المسلمون  دفاعاً عن فلسطين، كان عمره حينها لم يتجاوز  23 عاماً، ومن ذلك الحين وقضايا الأمَّة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها تشغل باله وجهده ووقته، فكما أراد أن يقدّم نفسه في شبابه رخيصة في سبيل فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني، فقد بذل حياته في خدمة العلم والمعرفة ونشرهما بين النّاس ولايزال كذلك حتى وافته المنية اليوم السبت 22 رجب 1434 هـ الموافق  1حزيران - يونيو 2013م في العاصمة اللبنانية بيروت  عن عمر يناهز  88 عاماً؛ إنَّه الشيخ المجاهد الداعية محمد زهير شاويش رحمة الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.

حياته في سطور ..

ولد الشيخ محمَّد زهير شاويش  في حي الميدان العريق بالعاصمة السورية دمشق 8 ربيع الأول 1344 هـ الموافق عام 1925م.

أكبّ على العلم منذ  صغره، فدرس في المدرسة الأموية عند الشيخ محمد سعيد الحافظ، وكان لبعض  مشايخ حي الميدان فضل عليه من بينهم الشيخ بهجت البيطار والشيخ حسن حبنكة الميداني وأخيه الشيخ صادق، وكان للشيخ علي الطنطاوي بصمات خاصة في حياة الشيخ زهير شاويش.

"
انضمَّ إلى قوات إنقاذ فلسطين ضمن كتائب الإخوان المسلمين المدافعة عن فلسطين بقيادة الدكتور مصطفى السباعي، واستمرت مشاركته فيها من سنة 1946 إلى 1949م.
"

أسّس بدمشق دار نشر سمّاها (المكتب الإسلامي) للطباعة والنشر والتوزيع، حيث عملت الدار على طباعة ونشر المئات من أمهات الكتب الشرعية والعلمية، وكان لها قصب السبق والرّيادة في نشر التراث العلمي  وتحقيقه كما ساهم في تأسيس الكثير من المكتبات العلمية في قطر والسعودية ولبنان وغيرها.

يعدُّ الشيخ  شاويش أحد قيادات الإخوان المسلمين في سورية، حيث انتخب نائباً في مجلس النواب السوري عام 1961م، ضمن قائمة تحمل اسم (من أجل دستور أساسه الإسلام)، وكان ضمن القائمة كلّ من الشيخ عصام العطار وعمر عودة الخطيب وغيرهما.

كان من الأعلام المعاصرين البارزين الذين حرصوا على جمع المخطوطات العلمية ونوادر الكتب وتتبعها في مظانها وتحقيقها ونشرها، حتى أصبحت مكتبته الخاصة  من أكبر وأزخر المكتبات الشخصية في عالمنا العربي والإسلامي.
alt

يحدّث عن نفسه فيقول رحمه الله: (فلا غرو إن وجدتم عندي ملامح من مغامرة الحسين، والإصرار عليها ولو انتهت بالفشل، ومن المحافظة على نصرة عثمان وتأييده في عدم تخليه عن الخلافة، وأن الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن، ومن دمشقيتي: المحافظة على شعرة معاوية ووضعها نصب عيني في تعاملي مع الناس ـ أحيانًا ـ ومن الشهبندر شعاره: خيرٌ لنا أن نغرق متحدينَ من أن نعوم متفرقين، وحتى الحجاج ليس نابيًا عندي في كل أعماله وضرباته، وفي تعاملي عند الاختلاف: التعاون فيما نتفق عليه والنصح فيما نختلف فيه، وأخيرًا غض الطرف عن الإيذاء، وعدم المقابلة بالمثل، إيمانًا مني بعدل الله سبحانه وتعالى).

(بصائر) .. تسأل المولى تبارك وتعالى أن يتغمّد الشيخ محمد زهير شاويش بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وأحبابه وتلامذته جميل الصبر والسلوان، وأن يعجّل بالفرج عن الشام الجريح، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …