الصِّيام عبادة خصّها اللّه عزّ وجل بنسبتها إليه، ففي الحديث القدسي: ((الصوم لي وأنا أجزي به))، لما لها من خصائص تميّزها عن بقية العبادات، وممّا ذكره العلماء تفسيراً لهذه الخصوصية أنَّ الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره، قال القرطبي: (لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه).
وكما أنَّ للصوم خصوصية ولشهر رمضان فضائل مخصوصة، فقد خصّه العلماء والمحدّثون والدعاة بالتصنيف والتأليف، فمن الكتب المعاصرة التي تحدّثت عن الصيام وشهر مضان من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية كتابٌ للدكتور عبد الرّحمن حبنكة الميداني رحمه الله عنونه بـ : ((الصيام ورمضان في السنة والقرآن)).
مع الكتاب:
الكتاب كما قرّر مؤلفه هو دراسة في طريق بحوث فقه الكتاب والسنة التي تؤصل لفريضة الصوم وأحكامها وفضائها وما يتعلق بها من آداب وسنن، ولشهر رمضان من فضائل وأحداث.
قدَّم الدكتور عبد الرّحمن كتابه في ثمانية أبواب، وهي:
"
الصِّيام عبادة خصّها اللّه عزّ وجل بنسبتها إليه، ففي الحديث القدسي: ((الصوم لي وأنا أجزي به))، لما لها من خصائص تميّزها عن بقية العبادات
"
الباب الأوَّل :الصيام في القرآن.
الباب الثاني :فضائل الصيام وشهر رمضان في السنة.
الباب الثالث :أحكام الصيام في السنة.
الباب الرابع :زكاة الفطر.
الباب الخامس :العيد
الباب السَّادس: كلمات بأفكار وعظات.
الباب السَّابع : أمجاد رمضانية
الباب الثامن: فقه المذاهب الأربعة في الصيام.
الكتاب يقع في مجلد واحد ويحوي 590 صفحة، وقد طبع للمرّة الأولى سنة 1407هـ – 1987م.
مع المؤلف:
هو الشيخ الدكتور عبد الرَّحمن حسن حبنكة الميداني.
ولد الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة في دمشق بحي الميدان سنة 1927م / 1345 هـ، ونشأ في بيت علم ودعوة تحيط به ظروف قلَّما تيسَّرت لغيره، فهو سليل إحدى العائلات الدمشقيّة العريقة التي عُرِفت بالعلم، فأبوه العلاَّمةُ المربِّي المجاهد حاملُ لواء الدَّعوة في الشام، الإمامُ حسن حَبَنَّكَة المَيداني، عضوُ المجلس التأسيسيِّ لرابطة العالم الإسلاميِّ.
درس الشيخ عبد الرحمن في "معهد التوجيه الإسلامي"، الذي أنشأه والده رحمه الله، وتخرَّج فيه عدد من علماء دمشق المعروفين؛ كالشيخ الداعية الفقيه الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والشيخ الدكتور مصطفى سعيد الخنّ، والشيخ حسين خطَّاب رحمه الله، والدكتور مصطفى البغا، وغيرهم.
وفي سنة 1370هـ التحقَ بكُلِّية الشريعة في الأزهر الشَّريف، وحازَ منها الإجازةَ العاليةَ (ليسانس في الشريعة)، ثم حازَ شهادةَ العالِميَّة مع إجازةٍ في التدريس (ماجستير في التَّربية وعلم النفس.
"
تميَّز نتاجُه العلميُّ بالغَزارة مع العُمق والشُّمول، وقد جمعَ في كتاباته بين القديم والحديث، وبين التخصُّص الشرعيِّ الدقيق والعلوم الدنيويَّة العصريَّة
"
في سنة 1387هـ (1967م) انتقلَ إلى الرياض أستاذًا في جامعة الإمام محمَّد بن سُعود الإسلاميَّة، قضى فيها سنتين، ثم انتقل إلى مكَّةَ المكرَّمَةِ فعمل أستاذًا في جامعة أمِّ القُرى زُهاءَ ثلاثين عامًا، حتى بلغَ السبعين.
اختيرَ الشيخُ عبد الرحمن عضوًا في المجلس التأسيسيِّ لرابطة العالم الإسلاميِّ في مكَّةَ المكرَّمَةِ، وعضوًا في مجلس هيئة الإغاثة الإسلاميَّة العالميَّة.
وكان له الكثيرُ من المشاركات في المؤتمرات والنَّدوات، منها: مؤتمرُ التعليم الإسلاميِّ، ومؤتمرُ الاقتصاد الإسلاميِّ، وله مشاركاتٌ كثيرةٌ في إلقاء المحاضَرات العامَّة، والأُمسيَّات، والنَّدوات العلميَّة، ضمن الأنشطة الثقافيَّة داخلَ جامعة أمِّ القُرى وخارجَها، وله إسهاماتٌ تلفازيَّة وإذاعيَّة، وقد استمرَّ في تقديم أحاديثَ إذاعيَّةٍ يوميَّة أو أُسبوعيَّة ما يزيدُ على 30 عامًا.
تميَّز نتاجُه العلميُّ بالغَزارة مع العُمق والشُّمول، وقد جمعَ في كتاباته بين القديم والحديث، وبين التخصُّص الشرعيِّ الدقيق والعلوم الدنيويَّة العصريَّة.
من مؤلفاته نذكر: العقيدة الإسلاميَّة وأُسسها-الأخلاق الإسلاميَّة وأسسها -الأمَّة الربانيَّة الواحدَة -فقهُ الدَّعوة إلى الله، وفقهُ النُّصْح والإرشاد -قواعد التدبُّر الأمثل لكتاب الله عزَّ وجلَّ -مَكايد يهوديَّة عبرَ التاريخ-أجنحَةُ المكر الثلاثةُ وخَوافيها (التبشير، الاستشراق، الاستعمار) - كواشف زُيوف في المذاهب الفكريَّة المعاصرَة - ظاهرةُ النفاق وخَبائثُ المنافقين في التاريخ - مبادئ في الأدب والدَّعوة.
توفي رحمه الله ليلة الأربعاء 25 من جُمادى الآخرة 1425هـ (2004م) عن 80 عاماً.