قال تعالى في محكم تنزيله : " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون"(الأنفال). في هذه الآية يخبرنا رب العزة أن "الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا عن اتباع طريق الحق، فسيفعلون ذلك ثم تذهب أموالهم ثم تكون عليهم حسرة" (ابن كثير).
هذه الآية تحمل البشرى للمؤمنين جميعا ومنهم المستضعفون الذين يلاحقون ويعذبون ويقتلون لتمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله ، ولإصرارهم على حكم الله ورفع رايته، وكذلك فإنها تحمل البشرى للمجاهدين في سبيل الله في كل مكان، وهي بشرى لكل مسلم ضيق عليه أهل الكفر حتى لا يعبد ربه ولا ينشر دينه.
"
الذين كفروا ينفقون أموالهم، فيدعمون الأنظمة العربية العلمانية ومنها الانقلابية حتى لا يسيطر الإسلاميون على الحكم، ينفقون الأموال على العلمانيين لبناء أجهزة قمعية هدفها القضاء على الإسلاميين
"
الذين كفروا ينفقون أموالهم، فيدعمون الأنظمة العربية العلمانية ومنها الانقلابية حتى لا يسيطر الإسلاميون على الحكم، ينفقون الأموال على العلمانيين لبناء أجهزة قمعية هدفها القضاء على الإسلاميين ، وكذلك لتحسين الحياة المعيشية لآخرين، من أجل خداع المواطنين وهم في ذلك أشبه بالمسيح الدجال، وينفقون أموالهم على الإعلام والإعلاميين، ومنهم من يعمل ليل نهار على شيطنة المقاومة الفلسطينية وحركة حماس وذلك صد عن سبيل الله وخدمة لليهود العدو الأول للمسلمين.
يقول العلمانيون " لقد عزلنا الرئيس مرسي وقضينا على جماعة الإخوان المسلمين وحبسنا " الإسلام السياسي" وحلقنا " ذقن مصر" واعتلينا ظهر المسلمين بمباركة تضاورس وبابا الأزهر والمنافقين وما بقي الا ان يقولوا :اعل هبل " ونرد عليهم بأن الله أعلى وأجل ،وأنكم ايها العلمانيون كذبتم وصدق الله والله لا يخلف وعده. لقد أنفقتم أموالكم لتصدوا عن سبيل الله فانتظروا الحسرة والهزيمة والخزي في الدنيا والآخرة.
قد يظن ظان بأنني افترض ان جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة المسلمين وان غيرهم غير مسلم، وهذا ظن آثم، فلا انا أفترض ذلك في الجماعة ولا هي تدعيه، ولكنني اعتقد ان المعركة الدائرة الآن في مصر هي بين انقلابيين يريدون علمنة مصر ومحاربة الإسلام وبين جماعة تسعى لإعادة مصر إلى الإسلام تدريجيا وإن خالفها في ذلك بعض الجماعات والأحزاب الإسلامية، وفي الوقت ذاته لا يمكن الادعاء بأن الاحزاب الشيوعية والعلمانية إسلامية لأن في ذلك تناقضا واستخفافا بالعقول.
المصدر: صحيفة فلسطين ( غزة)