هل فكرت يوما أن تكتب خطة حياتك في ورقة واحدة وتحملها معك دائما ؟ لقد جربت هذه الفكرة منذ زمن بعيد وقد استفدت منها كثيرا وقدر الله لي أن أدخل في دورات كثيرة لأتعلم منها التخطيط وحسن الإدارة والتنظيم، ومن بعدها شعرت أن حياتي تغيرت نحو الأفضل في العمل والإنجاز، وسأعرض عليكم في هذا المقال فكرة سهلة وبسيطة لكتابة الخطة الشخصية، فأجمل ما في الحياة أن يكون لديك هدف تسعى لتحقيقه وتستمتع بإنجازه، فالسعادة تأتي لك بعدما تسعى لها، ومن السعي أن تحسن كتابة أهدافك وخطتك.
ابدأ الآن بمسك الورقة والقلم وقيم نفسك من (واحد إلى عشرة) في ثمانية مجالات مهمة وهي كالتالي (صحتك، عائلتك وأصدقائك، مالك واستثماراتك، إيمانك وعلاقتك بربك، عاطفتك ومشاعرك، ترفيهك ولعبك، تعليمك ودراستك، وأخيرا خدمة مجتمعك بعمل تطوعي أو خيري) فإذا كانت النتيجة لواحدة من هذه المجالات أقل من خمس درجات فمعنى ذلك أن لديك ضعفا ينبغي أن تخصص وقتا أكثر لتنميته ورفع درجته، فإذا نجحت في ذلك ستشعر بسعادة غامرة في ذاتك وحياتك.
كما أن هناك أربعة مجالات من الثمانية لابد أن تكون درجتها أكثر من ست درجات وهي (صحتك ودينك وعائلتك وتعليمك ) فتعطي لهذه الأربعة الأولوية في حياتك، ولا بأس أن تأخذ درجات أقل للأربعة الأخرى، فإذا وضعت أهدافك بعد هذا التقييم وحددت نقاط ضعفك وقوتك في الجوانب المطروحة اجتماعيا وايمانيا وعلميا وترفيهيا فإنك تكون قد بدأت الطريق الصحيح نحو السعادة.
ثم أجب على ثلاثة أسئلة حتى يكتمل القانون وتتحقق السعادة في حياتك، فالسؤال الأول ما الذي يجعلك سعيدا ؟ والثاني أين تحب أن تصرف وقتك؟ والثالث ما الأماني التي ترغب بتحقيقها ؟ احرص على كتابة ثلاث اجابات لكل سؤال وخذ وقتك في التفكير والإجابة.
بعد تقييم المجالات الثمانية والإجابة على الأسئلة الثلاثة تكون قد طبقت قانون (8×3) للسعادة، وابدأ بعد ذلك بكتابة خطتك في ورقة واحدة واحملها معك كل يوم وانظر إليها في كل صباح ستلاحظ الفرق في حياتك وانجازك، ولولا أني محكم بكلمات معدودة لكتابة المقال لكتبت لكم نتائج من عمل بهذا القانون عندما اقترحته عليه وكيف تغيرت حياته وأصبح سعيدا.
لقد جربت هذا القانون بنفسي ولاحظت الفرق في حياتي ونصحت به غيري فتغيرت حياته، وعشت التوازن الذي أمرنا به رسولنا الكريم (وآت كل ذي حق حقه) من خلال قانون السعادة والتوازن (8×3)، جرب حتى تذوق السعادة وكما قيل (من ذاق عرف).
وأذكر أن رجلا دخل علي يشتكي من زوجته ووظيفته وأنه غير مستقر ويشعر بمعاناة وألم في الحياة بسببهما، فقلت له دع عنك الشكوى وخذ قلما وورقة وبدأت أطبق معه قانون (8×3) فأجاب على الأسئلة الثلاثة وقيم نفسه في المجالات الثمانية ثم التفت إلي وقال: أصارحك القول بدأت أشعر أن مشكلتي مع زوجتي ووظيفتي أصبحت صغيرة جدا عندما رأيت خطتي وما أتمنى فعله بالحياة، صدقا لقد تغيرت نظرتي للدنيا وللحياة وشعرت أني في نعمة عظيمة.
فقلت له: الآن يمكنك معالجة مشكلة الزوجة والوظيفة بروح رياضية ولياقة اجتماعية وتعيش الحديث النبوي (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا) ثم التفت عليه وقلت له إننا نبحث عن السعادة في أمور كثيرة، فنشتري السيارات الجديدة ونتزوج النساء ونملك بيتا كبيرا أو وظيفة مرموقة أو نزيد من حسابنا المصرفي ونعتقد أننا ملكنا السعادة كلها.
فالسعادة ليست في امتلاك الأشياء وإنما تنبع من داخل النفس وغنى المشاعر وقوة الإيمان ومتعة الإنجاز ولهذا قد نجد السعادة في الخسارة والفشل والفقر لأنها تقودنا للفوز والنصر والربح.
وختاما فإني أقترح على من يقرأ المقال أن يقرأه مرة أخرى ويبدأ بكتابة خطته ويضع أهدافه، فالمقترح لا يأخذ منك أكثر من نصف ساعة ولكنها ستساعدك إلى قيام الساعة، فكن سعيدا ترى الوجود سعيدا وحتى تصبح السعادة عادة مع السلامة.