عقدت الجماعة الإسلامية في باكستان الخميس مؤتمرا للقيادات الإسلامية في مدينة لاهور بحضور أربعين شخصية من 22 دولة إسلامية. ورغم غياب ممثلين عن الحركات الإسلامية في مصر وسوريا، فإن المؤتمر ركز على الشأنين المصري والسوري.
وطالب أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية سيد منور حسن حكومة بلاده برفع صوتها في وجه التصعيد
من الحكام العسكريين في مصر ضد جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنه من واجب كل مسلم الوقوف ضد الظلم الذي يمارس على المصريين وضد إنكار أبسط حقوقهم.
وندد البيان الختامي للمؤتمر بما وصفه "الانقلاب العسكري الدموي الذي قامت به مجموعة من القيادات العسكرية المتنفذة التي اعتدت على خيار الشعب المصري"، مطالبا السلطات المصرية "برفع الحصار عن غزة".
واعتبر البيان أن أميركا وروسيا تقفان في معسكرين متنافسين ظاهريا، لكنهما متفقتان على تدمير سوريا والقضاء على قدراتها. وطالب حكومة بنغلاديش بوقف ما وصفه بالاستهداف السياسي لقيادات الجماعة الإسلامية في البلاد.
ويهدف المؤتمر إلى الاتفاق على برنامج سلمي مشترك للحركات الإسلامية، وزيادة التنسيق بينها، وإعداد برنامج لمواجهة سياسية ودبلوماسية وإعلامية للتحديات التي تواجهها الحركات الإسلامية في مختلف البلدان.
وقد أعلن المؤتمر عن تأسيس أمانة عامة لمؤتمر القيادات الإسلامية تعمل على تنسيق العمل بين الحركات الإسلامية وتبادل المعلومات والخبرات بينها، والتأسيس لعمل مشترك في حشد تأييد البرلمانات والمؤسسات الدولية لصالح قضايا الحركات الإسلامية في بلدانها وحول العالم.
كما ستقوم الأمانة العامة بالتنسيق لإطلاق حملات إعلامية تواجه التشويه الذي تتعرض له الحركات الإسلامية من الإعلام المعادي لها.
ويرى المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد أن هذا اللقاء هو الأول من نوعه الذي يجمع هذا العدد من القيادات الإسلامية من مشرق العالم الإسلامي إلى مغربه، "بما يمثل إرادة مئات ملايين المسلمين من أجل توحيد مواقف الحركات الإسلامية تجاه الأزمات التي تم افتعالها للقضاء على إنجازات الحركات الإسلامية بحصد التأييد الشعبي في تونس ومصر وليبيا وغيرها".
وقال رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا محمد الحسن الددو للجزيرة نت إن "المؤتمر يهدف إلى تأكيد رفض الحركات الإسلامية لظلم الحكام في مصر وسوريا، وإرسال رسالة إلى الشعوب بضرورة الاعتصام في الميادين إلى حين إنجاز الحقوق".
وأضاف الددو أن المؤتمر يسعى إلى "توعية الرأي العام العالمي بالجرائم التي حصلت ضد المتظاهرين السلميين في مصر".
ويعتقد عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة التونسية أن الحركات الإسلامية بحاجة إلى مراجعة الأخطاء والاستفادة منها، واعتبر أن أكبر التحديات التي تعيشها هذه الحركات تحديات داخلية.
وأضاف مورو في حديث للجزيرة نت "أن جل هذه الحركات لم تدرك الفرق بين الفترة الدعوية وفترة الحكم، وعجزت عن تقديم أساليب تستوعب الشعوب ولا تفرض قناعات الإسلاميين على غيرهم من أبناء المجتمع من خلال الحكم".
وتابع أن "مصائب الأمة تتكرر ولا تملك المؤتمرات سوى التنديد والشجب وإعلان التضامن، وذلك لأن أصحاب القرار من الحكام معزولون عن شعوبهم ولا يلبون تطلعاتها، الأمر الذي قد يدعو هذه الشعوب إلى تحرك جديد مشابه لما حدث عام 2011 من ثورات الربيع العربي".