في صبيحة يوم الإثنين 10 أكتوبر من عام 1990، حاول متطرّفون صهاينة ممَّا يسمَّى بجماعة أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس بما يسمَّى للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المتطرفين الصهاينة الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الصهيوني الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، ممَّا أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً، تمَّ إعاقة حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحي إلاَّ بعد 6 ساعات من بداية المذبحة.
منفذو المذبحة
"
جماعة أمناء جبل الهيكل هي حركة يهودية أرثذوكسية مقرّها القدس، هدفها الكبير أن تعيد بناء معبد هيكل سليمان وإعادة معهد ممارسة التضحية الطقوسي
"
جماعة أمناء جبل الهيكل هي حركة يهودية أرثذوكسية مقرّها القدس، هدفها الكبير أن تعيد بناء معبد هيكل سليمان وإعادة معهد ممارسة التضحية الطقوسي، واسم مؤسس الحركة جرشون سالمون وهو ضابط في قوات الدفاع الصهوينية ومحاضر في الدراسات الشرق أوسطية.
ومن أهدافها: تحرير جبل الهيكل من الاحتلال العربية الإسلامي، ووضع قبة الصخرة كمعَلم يدل على الغزو الإسلامي، وبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى، كما تسعى إلى نقل الاضرحة الإسلامية إلى مدينة مكة المكرمة لتسهيل بناء الهيكل، وتكريس العمل لجعل جبل الهيكل المركز الأخلاقي والروحي لإسرائيل والشعب اليهودي وكل العالم، والعمل على عدم تقسيم القدس لتصبح العاصمة التوراتية للدولة الصهيونية.
بعد 23 عاماً..
كان ذلك قبل 23 عاماً .. والتاريخ يعيد نفسه اليوم، فجرائم الاحتلال الصهيوني ضد المسجد الأقصى المبارك لا تتوقف ولا تنتهي ولا تزال مخططات ومشاريع التهويد مستمرة عبر الاقتحامات المتكرّرة ومحاولات الاحتلال فرض أمر الواقع لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً، كما لا تزال حركة أمناء الهيكل الصهيونية تحاول تطبيق أهدافها في إقامة الهيكل المزعوم، لكنَّ صمود المرابطين وطلاب مصاطب العلم وشدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك من أهالي مدينة القدس وقف سداً منيعاً في وجه هذه المحاولات الصهيونية.
"
القدس ستبقى مدينة عربية إسلامية وعاصمة لدولة فلسطين، وسيبقى المسجد الأقصى المبارك رمزاً إسلامياً خالصاً وشوكة في حلق الصهاينة
"
انتفاضة ثالثة ..
حينما يظن الاحتلال الصهيوني أنه قادر على تقسيم الأقصى وتدنيسه وتهويده، فإنّ جماهير الشعب الفلسطيني لن تبقى مكتوفة الأيدي، فكما انتفضت دفاعاً عن الأقصى حينما اقتحم الهالك شارون باحات المسجد الأقصى، ستنتفض جماهير الشعب انتصاراً للأقصى وحماية له من دنس الصهاينة المحتلين، فعلى الرّغم من كل المخططات لتهويد مدينة القدس وتقسيم الأقصى المبارك ومحاولاته لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه لن تفلح في طمس الحقائق التاريخية وستفشل أمام صمود وعزيمة شعبنا الفلسطيني الذي قدَّم المُهج والأرواح دفاعاً عنهما، فالقدس ستبقى مدينة عربية إسلامية وعاصمة لدولة فلسطين، وسيبقى المسجد الأقصى المبارك رمزاً إسلامياً خالصاً وشوكة في حلق الصهاينة.