مختارات من كلام الإمام الشهيد حسن البنا من رسالة بين الأمس واليوم

الرئيسية » بصائر تربوية » مختارات من كلام الإمام الشهيد حسن البنا من رسالة بين الأمس واليوم
T8VzpLr0GoZL

أحب إن أصارحكم، إن دعوتكم لا زالت مجهولة عند كثر من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها وأهدافها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وستجدون أمامكم الكثير من المشقات وسيعترضكم كثير من العقبات، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات، أما الآن فلا زلتم مجهولين ولا زلتم تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم، وستجدون من أهل التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله، وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان، وسيقف في وجهكم كل الحكومات على السواء، وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم وأن تضع العراقيل في طريقكم.

وسيتذرع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم وسيستعينون من أجل ذلك بالحكومات الضعيفة، والأخلاق الضعيفة، والأيدي الممتدة إليهم بالسؤال، وإليكم بالإساءة والعدوان، وسيثير الجميع حول دعوتكم غبار الشبهات وظلم الاتهامات، وسيحاولون أن يلصقوا بها كل نقيصة وأن يظهروها للناس في أبشع صورة، معتمدين على قوتهم وسلطانهم، ومعتدين بأمواله ونفوذهم (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) (التوبة 32).

وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان، فتسجنون وتعتقلون وتنقلون وتشردون، وتصادر مصالحكم وتعطل أعمالكم وتفتش بيوتكم، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) (العنكبوت 20)، ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) (الصف 10) (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) (الصف 14)، فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله؟

أيها الإخوان المسلمون:

إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ تحتاج من الأمة التي تحاول هذا، أو من الفئة التي تدعو إليه- على الأقل- إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور:

- إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف.

- ووفاء ثابت لا يعدو عليه سكون ولا غدر.

- وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل.

- ومعرفة بالمبدأ وإيمان به.

- وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره.

وقد يقول قائل: ما لهؤلاء الجماعة يكتبون في هذه المعاني التي لا يمكن أن تتحقق؟!! وما بالهم يسبحون في جو من الخيال والأحلام؟!! على رسلكم أيها الإخوان في الإسلام والملة، فإن ما ترونه اليوم غامضا بعيدا كان عند أسلافكم بديهياً قريباً، ولن يثمر جهادكم حتى يكون كذلك عندكم، وصدقوني أن المسلمين الأولين فهموا من القرآن الكريم لأول ما قرؤوه ونزل فيهم، ما نولي به اليوم إليكم ونقصه عليكم.

معلومات الموضوع

الوسوم

  • حسن البنا
  • اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

    شاهد أيضاً

    “بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

    كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …