ضمن حملة السقوط المدوية المتمثلة بتأييده للانقلاب العسكري، وقتل الأبرياء. سرب ناشطون مصريون يوم أمس، مقاطع مصورة من كلمة ألقاها مفتي الانقلاب المفتي السابق لمصر" علي جمعة"، بحضور قادة الانقلاب العسكري في مصر، حيث دعا فيها إلى إطلاق النار على المتظاهرين المؤيدين للرئيس الشرعي محمد مرسي، الذي قال إن شرعيته سقطت لأنه يعتبر -حسب قوله- إماما محجورا عليه بسبب اعتقاله.
واستكمالاً لما يقوم به مفتي الانقلاب من خلط للمفاهيم الشرعية، وتأييد للقتل وسفك الدماء، قال بأن الرؤى قد تواترت بأنهم مؤيدون من قبل الرسول، وأن عليه قتل المتظاهرين والرافضين للانقلاب، والذين سماهم بالخوارج. حيث قال : "اضرب في المليان، وإياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، فطوبى لمن قتلهم وقتلوه، فمن قتلهم كان أولى بالله منهم، بل إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش، فإنهم لا يستحقون مصريتنا ونحن نصاب بالعار منهم ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب".
وتابع مخاطباً قادة الانقلاب: "لا تخف بدعوى الدين فالدين معك والله معك ورسوله معك والمؤمنون معك والشعب بعد ذلك ظهير لك. اثبتوا وانقلوا هذا الشعور إلى أهليكم وجيرانكم وأفرادكم وجنودكم انقلوه وأشيعوه. نحن على الحق سيهزم الجمع ويولون الدبر".
وأضاف، واصفاً المتظاهرين وخصوصاً الملايين التي كانت في رابعة: "ناس نتنة ريحتهم وحشة في الظاهر والباطن والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذا. يقولون الشرعية فأي شرعية والإمام المحجور في الفقه الإسلامي ذهبت شرعيته، فهذا الإمام محجور عليه يعني معتقل، والمصيبة أن أمره قد ذهب إلى القضاء فسقطت شرعيته إن كانت قد بقيت له شبهة شرعية، وهو لم تبق له شبهة شرعية".
وفي فتوى غير مسبوقة، برر مفتي الانقلاب حرق مسجد رابعة، بحرق النبي صلى الله عليه وسلم لمسجد الضرار الذي بناه المنافقين، واصفاً إياه بأنه يهدف للمكر والفساد.
ردود فعل غاضبة..
بدورها استنكرت جبهة "علماء ضد الانقلاب" كلمة مفتي الانقلاب، وطالبت بالحجر عليه ومحاكمته جنائياً؛ لأنه يدعو إلى القتل على حد وصفها.
"
طالبت جبهة علماء ضد الانقلاب بالحجر عليه ومحاكمته جنائياً لأنه يدعو صراحة إلى القتل ويحض عليه
"
وطالبت الجبهة علماء الأمة باستنكار أقوال جمعة وكشف ما وصفته "زيفه وفضح تدليساته وتلبيساته على الله، والتحقيق معه ومحاكمته جنائياً؛ لأنه يدعو صراحة للقتل ويأمر به ويحض عليه، ويثير الفتنة في المجتمع، ويكرس للانقسام السياسي والاجتماعي والفكري بما يهدد أمن المجتمع، فهذا حكمه الحجر شرعًا، إذ أن ضرر المفتي المنحرف على الأديان أعظم من الطبيب الفاسد على الأبدان".
وتابع البيان "ليست هذه المرة الأولى التي يصف فيها هذا المفتي معارضي الانقلاب بالخوارج، وإنما أطلق عليهم هذا الوصف في غير مناسبة وفي غير خطبة، وكانت الجبهة تنأى بنفسها عن الرد على مفتي الدماء، لأنها رأت أن ما يقوله دجل وخرافات ولا يستند لأي دليل، وإن أتى بدليل فإنه يلوي عنقه ويلبس به على الناس".
وأعلنت الجبهة أسفها لهذا المستوى الذي يمكن أن يصل إليه "شيوخ السلطان" مطالبة مفتي الانقلاب، بإعلان التوبة قبل أن يأتيه الأجل المحتوم فيلقى الله تعالى بهذه الدماء التي أفتى بإهدارها، ونصحته بأن يكف عن استخدام الألفاظ البذيئة والأوصاف القبيحة التي يتنزه عنها المسلم، فليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء.
القرضاوي.. "علي جمعة" يعتمد على رأي البلطجية
"
القرضاوي:
على جمعة لا يعتمد على ما يعتمد عليه العلماء، بل يعتمد ما يعتمده البلطجية. إنه يؤيد أهل القوة على أهل الحق، ويؤيد الجنود على العلماء، ويؤيد العسكر على الشعب. ويؤيد السيف على القلم. ويؤيد السلطان على القرآن، والدولة على الدين!
"وقال الشيخ القرضاوي في بيان صدر عنه تعليقاً على الفيديو المسرب لعلي جمعة، بأن قوله اضرب في المليان. وهي كلمة معروفة عند العسكر المصريين، أي: اضرب في المقاتل: في البطن، وفي الصدر، وفي الرقبة، وفي الرأس. وهذه لا تقال للجندي في كل حال، حتى في قتاله للكفار المعتدين؛ لأنه في بعض الأحيان يجب أن يوقف القتال، ويكتفى بالأسر.
وتابع القرضاوي قوله لكن الشيخ على جمعة لا يعتمد على ما يعتمد عليه العلماء، بل يعتمد ما يعتمده البلطجية. إنه يؤيد أهل القوة على أهل الحق، ويؤيد الجنود على العلماء، ويؤيد العسكر على الشعب. ويؤيد السيف على القلم. ويؤيد السلطان على القرآن، والدولة على الدين!
واستنكر القرضاوي وصف مفتي الانقلاب للمتظاهرين بالخوارج، متسائلاً كيف يكونون خوارج؟ ومن مقومات الخوارج أن يكون لهم سلاح، وأن يشهروه بالفعل على الحاكم الشرعي، ولم يثبت أن واحداً من الإخوان وأعوانهم طوال شهر رمضان، وما قبله، وما بعده: كان معه أي سلاح.
لقد خرج الإخوان من بيوتهم إلى الميادين التي أقاموا فيها، والتي تظاهروا بها، وليس في أيديهم ولا حولهم أي قطعة سلاح، ولا أي نوع من السلاح، لا أبيض، ولا أسود، ولا مدفع، ولا بندقية، ولا مسدس، ولا خرطوش، ولا سكين ولا عصا، ولا حجر، ولا طوبة مما كان يملكه أطفال الحجارة في فلسطين. فكيف سَمَّى الشيخ علي هؤلاء خوارج، الذين قُتلوا بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله!
وقال القرضاوي: الخوارج الحقيقيون هم الذين خرجوا على الرئيس المنتخب، الواجب إطاعته وتنفيذ أمره، كما جاء في شرع الله، وأمر به الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، وأقوال أساطين العلماء الصادقين، الذين أوصى الله ان نكون معهم دائما: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [ التوبة:119].
واستغرب القرضاوي من استدلال على جمعة على جواز القتل اعتماداً على رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، قائلاً: من قال يا جنرال علي: إن منامك ومنام أمثالك حجة في الشرع، يحل بها ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله!
من قال: إنك إن رأيت من زعم لك أنه رسول الله في المنام: يكون هو الرسول حقا؟! وهل لو أمر الرسول في المنام بما يخالف الشرع ينفذ؟! أو قال لك: إنه ولي الله: البدوي، أو الدسوقي، أو الرفاعي او غيرهم يكونون هم صدقا؟! وهل قول هؤلاء – وهم أناس غير معصومين- يصدق دائما؟!
ومن قال من العلماء: إن هذه الرؤى يثبت بها إباحة الدماء المحرمة، وسجن الأحرار الشرفاء، وسوق النساء الطاهرات إلى المعتقلات، في حراسة جنود لا يخشون الله، ولا يستحيون من الناس.
القره داغي: "علماء السلاطين" رأس الفتنة وأبواقها
وقال د. علي القره داغي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إنّ ثورة مصر فضحت وعرَّت شخصيات وأحزاب ودول كثيرة وجاء الدور على علماء السلاطين لتفضحهم، واصفاً إياهم بأنهم رأس الفتنة وأبواقها. وواصفاً مفتي الانقلاب بأنه باع دنياه وآخره بدنيا غيره.
وسخر إمام الحرم المكي الشيخ سعود شريم عبر موقع تويتر، من الاستدلال برؤية الرسول على جواز قتل الأبرياء، فقال : " قد لا يجد أحدهم في الشريعة والعقل ما يبرر به جرمه؛ فيتشبث بمثل خيط العنكبوت عبر الرؤى المنامية (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)" متهكماً على ادعاء رؤيا النبي كاستدلال على جواز قتل الأنفس، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم مالم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم".
"
الداعية وجدي غنيم:
كان الأولى بعلي جمعة أن يبين لقادة الانقلاب أن هذا انقلاب وأن ما قاموا به خيانة و جريمة بحق الشعب المصري.
"
وفي حديثه لقناة الحوار، قال الداعية الإسلامي وجدي غنيم، إن الأصل أن يحجر على مفتي الانقلاب، واصفاً إياه بالسفه نظراً لفتاويه الكثيرة المثيرة للجدل، مع ضرورة محاكمته لأنه تحريض على القتل.
وقال غنيم: كان الأولى بعلي جمعة أن يبين لقادة الانقلاب أن هذا انقلاب وأن ما قاموا به خيانة و جريمة بحق الشعب المصري.
وسخر غنيم من قول مفتي الانقلاب بأن الله ورسوله مع الجيش في قتلهم للمدنيين، متسائلاً من أين عرف ذلك؟
تليمة: احذروا من سيناريو قتل علي جمعة
"
عصام تليمة: إن تسريب هذا الفيديو لعلي جمعة قد يكون مقدمة لقتله واتهام الإخوان به، كما حدث مع البوطي
"
من ناحية أخرى، حذر عصام تليمة، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على قناة الجزيرة مساء أمس، من أنّ تسريب هذا الفيديو قد يكون مقدمة لقتل علي جمعة، واتهام الإخوان به، كما حدث مع البوطي. مطالباً باعتقال جمعة ومحاكمته بتهمة التحريض على القتل.
وقال تليمة إن ما قاله جمعة يمثل بيع للآخرة بدنيا غيره، وإنه لا يمكن أن يصدر هذا الكلام عن عالم شرعي.
وفي رده على استناده على موضوع الإمام المحجور، قال أن الحكم عقد بين الأمة والحاكم، ولا يسقط العقد إلا بعقد جديد، ومسألة الأمير المتغلب لا يعترف بها فقهياً، إلا إذا كان متغلباً على إمام متغلب، وليس على إمام شرعي.