كشف تقرير حقوقي أوروبي عن وجود مئات المرتزقة الأوروبيين الذين "يتطوعون" للخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال الصهيوني، ضمن قوات خاصة، شاركت في قتل المدنيين الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة.
وبحسب معلومات منشورة عن تقرير شامل يعمل "المرصد الأورومتوسطي"، على إعداده؛ فإن منظمات، ترتبط بشكل مباشر بجماعات يهودية ومسيحية يمينية داخل الساحة الأوروبية، تقوم بتنظيم مشاريع وحملات في أوروبا لدعوة الأوروبيين للالتحاق بجيش الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وكذلك للانضمام إلى حملات دعم عمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتفيد المعلومات أن إحدى هذه المنظمات الفاعلة في "تجنيد" الشبان الأوروبيين للقتال في صفوف قوات الاحتلال تدعى "ماحال" وتمتلك مكتباً لها في العاصمة البريطانية لندن، والتي تعمل على إرشاد الأجانب للالتحاق بقوات الاحتلال الصهيوني من خلال تنظيم حملات إعلامية وتوعوية في الدول الأوروبية، حيث انضم الآلاف من المتطوعين من نحو أربعين دولة أجنبية، معظمهم من أوروبا.
ومن بين ما يشير إليه التقرير إفادات لعدد من المجندين، حيث نقل إفادة نشرت سابقا لإحدى المجندات السابقات في الجيش الصهيوني (يلينا زاكوسيلا)، وهي من أصل أوكراني، في إحدى أشهر البرامج التلفزيونية في بلادها، أنها قامت بقتل أطفال فلسطينيين دون أن تبدي ندماً على فعلته، مؤكدة أنها مستعدة للعودة في خدمة بالجيش وقتل المزيد من الأطفال، على اعتبار أنهم "إرهابيون".
كما يرصد التقرير تغطية صحفية لمجلة "فوكس" الألمانية مطلع تشرين ثاني (نوفمبر)، تفيد أن المئات من الألمان قد التحقوا بقوات الاحتلال خاصة من فئة الشباب، حيث أشار إلى أن من بين أولئك الملتحقين الفتاة "ناتالي فلدفيبل" (20 عامًا) من مدينة فورسبوج بألمانيا، والتي تحولت إلى الديانة اليهودية وهي تخدم الآن أمام منصة صواريخ "باتريوت" ضمن قوات الاحتلال. وكذلك الطبيب الألماني الذي رفض إعطاء اسمه الحقيقي للمجلة وأعطاهم اسماً مستعاراً، حيث عرف نفسه بـ "عمير كوهين" الذي يسكن العاصمة الألمانية برلين، قائلاً "أنا فخور بالخدمة في الجيش "الإسرائيلي" "، حيث يعمل كوهين في ثكنة عسكرية ليست ببعيدة عن تل أبيب.
وقد أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن عدد المجندين من حملة الجنسية الألمانية دائماً في ازدياد. وتشير المجلة نفسها إلى أن العشرات من الأجانب الملتحقين بالجيش الصهيوني يخدمون في صحراء النقب وهي قريبة من قطاع غزة، وهذا يعني بأن الجنود مستعدون لشن اعتداءات على قطاع غزة ومنهم من شارك في حرب كانون أول (ديسمبر) 2008 وتشرين ثاني (نوفمبر) 2012، بحسب المجلة.
كما تشير التقديرات إلى وجود نحو 200 متطوع من هولندا سنويا في جيش الاحتلال، جلهم من الاتحاد المسيحي المتشدد، يقوم الجيش بتزويدهم بالمسكن والمأكل داخل القواعد العسكرية، في حين قدم بعض "المرتزقة" من دول عدة بينها دول اسكندنافية مثل السويد.
ولم يقتصر الأمر على التجنيد في جيش الاحتلال؛ بل تعداه الى قيام جماعات متطرفة إلى تجنيد مئات الاوروبيين لمساندة المستوطنين في عملياتهم ضد المدنيين الفلسطينيين. حيث كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في إحدى تقاريرها الصادرة حول قيام جماعات يهودية متطرفة بإنشاء "رابطة الدفاع اليهودية الفرنسية" التي يرأسها المؤسس الحاخام مائير كاهانا، تقوم بتجنيد يهود من داخل أوروبا ذوات خبرة عسكرية للمشاركة في الدفاع عن المستوطنات وقمع المظاهرات الفلسطينية ضد الاستيطان.
يذكر أن المنظمة تدعو إلى تجنيد وضم اليهود المتشددين ذوي خبرة عسكرية، وأن هذه المنظمة تتبع للفرع الفرنسي لجامعة الدفاع اليهودية أو ما يسمي بـ" كاخ"، وهي منظمة أنشأها مائير كاهانا في أواخر الستينيات، وحظرت في الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين مسموح لها بالعمل والنشاط في فرنسا.
المرتزقة.. دليل خوف الاحتلال
من جانبه، قال القيادي في حركة حماس إن جيش الاحتلال يفتقد لـ"قوة العنصر البشري"، مؤكداً أن استقدام شبان أوروبيين للقتال في صفوف جيش الاحتلال يعود لـ"أن اليهود بطبعهم يحبون الحياة، ويكرهون الموت ويخافون من الوقوع في الأسر".
وأضاف بدران: " لذلك تحاول قيادة جيش الاحتلال تقليل إمكانية المواجهة المباشرة في الصراع، خاصة بعد أن تطورت المقاومة وأصبحت تحدث خسائر بشرية متوالية في صفوف الاحتلال".
وتابع القيادي بدران: "يلجأ الاحتلال إلى الاستعانة بقوى مقاتلة من غير أبنائه اليهود، كما فعل في جنوب لبنان واستغل الأقليات والجيش هناك، وما قيل عن استقدام مرتزقة من أوروبا يأتي في السياق ذاته".
وأشار إلى أن ذلك يأتي متزامناً مع اعتراف جيش الاحتلال بتراجع كبير في نسبة المنضمين للتجنيد الإلتزامي، خاصة في وحدات القتال التي تشتبك بشكل مباشر مع المقاومة في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
ولفت القيادي في حركة "حماس" النظر إلى أن الاحتلال أضاف أيضاَ، إلى جانب المرتزقة، العمل على تطوير كبير في وسائل قتالية "غير مأهولة"، لا سيما الطائرات بدون طيار وعربات بدون أشخاص. وشدد بدران على أن ذلك كله يأتي في سياق "تعويض النقص في جرأة الجندي في جيش الاحتلال في ميدان القتال".
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- قدس برس