"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأتباعه أجمعين، وأسأل الله أن يُجري الحق على قلوبنا وألسنتنا جميعًا، وبعد،،،
أيها الأحباب، لهذا العنوان دلالة تربوية هامة، فالمسلم ينبغي أن ينظر إلى أقدار الله سبحانه وتعالى التي يجريها في كونه على أنها خير، يفهمها المسلم حينا ويعجز عن فهمها أحيانا حتى تتضح له فيما بعد.
فمن شرح الله صدره بالإيمان فهو مطمئن لقدر الله تعالى، فهو البر الرحيم، وفي ذلك يقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (أصبحت وما لي سرور إلا في مواقع القدر).
ومن الجميل ما قاله ابن عطاء السكندري: (من ظن انفكاك لطفه عن قدره فذلك لقصور نظره)، فإن الله تعالى قال: (إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم) [سورة يوسف: 100].
ولقد شكا أحد الصالحين يومًا إلى شيخه قائلاً : أجد في نفسي همومًا وأحزانًا، فقال شيخه: أحوال العبد أربعة لا خامس لها: 1- النعمة، 2- البلية، 3- الطاعة، 4- المعصية.
- فإن كنت في نعمة فمقتضى الحق سبحانه وتعالى منك الشكر.
- وإن كنت في البلية فمقتضى الحق منك الصبر.
- وإن كنت في طاعة فمقتضى الحق منك شهود المنة والفضل.
- وإن كنت في المعصية فمقتضى الحق منك الاستغفار.
أخي الحبيب ..
هل مر عليك أو سيمر عليك حال مغاير لهذه الأحوال الأربعة؟
كلا والله، فلماذا الهم والقلق ما دامت الأمور كلها من الله، وبتقدير الله، وما دامت الأمور كلها من الله وبتقدير الله، فالله سبحانه وتعالى قد افترض عليك في كل حال من الأحوال لونًا من ألوان الطاعة والعبادة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يُروى عنه: (عجبًا لأمر المؤمن، وإن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).
ورضي الله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: (لو كان الصبر والشكر بعيرين لا أبالي على أيهما ركبت)، وذلك لأن كل مطية منهما موصلة إلى رضوان الله تعالى.