استبعد خبراء ومحللون فلسطينيون أن تنجح ما يسمى بحركة "تمرد" الفلسطينية في إسقاط حكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
واستند هؤلاء الخبراء، في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول التركية للأنباء، إلى كون الحالة الفلسطينية تختلف عن نظيرتها المصرية؛ وذلك لعدم امتلاك حركة "تمرد" أي "قوة حقيقية" على الأرض في غزة، بخلاف تمرد في مصر، الداعية إلى مظاهرات 30 حزيران- يونيو الماضي، والتي استند إليها الجيش في الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب د.محمد مرسي يوم 3 تموز- يوليو الماضي.
لكن حركة "تمرد" الفلسطينية تصر على أنها لديها قاعدة شعبية كبيرة في غزة قادرة على إسقاط حكم حركة "حماس"، قائلة إن "الظلم والقهر" الذي يعيش فيه سكان القطاع سيكون الدافع الأول لهم كي يخرجوا في مسيرات تطالب برحيل "حماس".
ورأى وسام عفيفة رئيس تحرير صحيفة "الرسالة" نصف الأسبوعية، المقربة من حركة "حماس"، أن "حركة تمرد هي مجرد فزاعة تم اختلاقها بهدف تشكيل ضغط على حماس والحكومة في غزة".
وأضاف عفيفة، في حديثه للأناضول، أن "ما يهمنا ليست صفحة على (موقع) الفيس بوك، وإنما المعطيات على الأرض، وهم (أعضاء تمرد) غير متواجدين فعلاً"، مشيراً إلى أن حركة تمرد "وجدت بالتزامن مع خطة التضييق على غزة، وهذه ليست صدفة، فهناك من يقف وراء ذلك ويحاول استنساخ تجارب أخرى مثل مصر، وهذا لن ينجح".
وتابع: "أتوقع أن يتم تنفيذ بعض التفجيرات الصغيرة وإلقاء بعض العبوات الناسفة في الأماكن العامة لتوجيه رسالة بأنهم متواجدين في غزة، وهذا أقصى ما يمكن أن يفعلوه، فهم يحاولون إعادة نهج التخريب والفلتان الذي كان في بداية الانقسام عام 2007" حين سيطرت حماس على قطاع غزة.
ومضى عفيفة قائلا: "لدى الفلسطينيين في غزة حالة من الغضب وضيق العيش جراء الحصار؛ لكنهم يعلمون أيضاً أن هناك مؤامرة لخنق الحكومة في غزة، وأن أبناء حركة حماس والحكومة يعيشون في هذه الأزمات".
وتوقع أن تتعامل "حماس" بطريقة "أمنية" مع أي مسيرة لـ "تمرد".
وتابع: "بشكل عام منذ الانقلاب في مصر رتبت حركة حماس الأوضاع الأمنية في غزة باعتبار أن هناك هجوماً عليها من جهات دولية أبرزها الإعلام المصري وبعض وسائل الإعلام العربية".
وأضاف عفيفة أن "هناك خطة للتعامل الأمني مع حركة تمرد، وحماس قدمت أيضاً رؤى سياسية ومبادرات أبرزها المبادرات التي قدمها (رئيس الحكومة المقالة) إسماعيل هنية حول المصالحة والمشاركة السياسية في حكم غزة مع بقية الفصائل الفلسطينية".
ورأى أن "عدم تعاطي الخصوم السياسيين لحماس مع مبادرات هنية جاء لاعتقادهم بأن هناك فرصة لإضعاف حماس خاصة بعد عزل الرئيس مرسي" المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي ترتبط بها "حماس".
فيما، قال الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية طلال عوكل إن "كل الظروف القائمة لا تشير إلى أن هناك عملا جديا لحركة تمرد على أرض الواقع رغم أن الناس في غزة متذمرة ومنزعجة وغاضبة من كثرة الأزمات المحيطة بهم، ولكن حتى الآن أشك أننا أمام عمل جدي جماهيري واسع يعكس نفسه بطريقة واضحة".
واستبعد عوكل أن تخرج مسيرات كبيرة في قطاع غزة تطالب بإسقاط حكم حركة "حماس" باستثناء "العشرات من الفلسطينيين الذين قد يخرجون في أنحاء متفرقة دون أن يكون لهم تأثير".
وبحسب عوكل، وهو كاتب ذو خلفية يسارية، أن "الظروف القائمة في قطاع غزة تختلف عن ظروف حركة تمرد في مصر؛ لأن قطاع غزة يتعرض لحصار إسرائيلي (منذ نحو 7 سنوات)، وأن العنوان الرئيسي للمرحلة في غزة هو التحرر الوطني وليس النظام السياسي كما هو الحال في مصر".
ورأى أن "ما يميز الحالة في غزة هو أن حركة حماس ممسكة بكل السلطات وكل الأجهزة الأمنية ولا يوجد جيش يعادي هذه الحركة، وبالتالي فإن خروج المسيرات المطالبة بإسقاط حماس لن يكون له جدوى".
وقال عوكل إن ظاهرة تمرد في قطاع غزة "محدودة"، لكنه أعرب عن خشيته من "أن يتم تنفيذ تفجيرات أو أعمال عنف غير مبررة في غزة".
وتوقع أن تتعامل حركة "حماس" مع أي فعاليات لحركة "تمرد" بـ "العنف والقسوة"، مستبعدا في الوقت نفسه أن تكون هناك فعاليات حقيقية على أرض الواقع.
في المقابل، قال المتحدث باسم حركة "تمرد"، إياد أبو روك، إن "الحركة لديها قاعدة شعبية كبيرة في قطاع غزة تكونت نتيجة الشعور بالظلم والقهر من حكم حركة حماس، وتمكنا على مدار أربع شهور من حشد وتعبئة سكان غزة ضد ظلم حماس"، على حد قوله.
كانت حركة "تمرد" الفلسطينية قد دعت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى الخروج في مسيرات لإسقاط حكومة حركة "حماس"، يوم 11 تشرين ثاني- نوفمبر الجاري، لكنها أعلنت، يوم السبت، عن تأجيل خروج مسيراتها إلى موعد لم تحدده بعد، لمنع "إراقة الدم الفلسطيني"، على حد قولها.
وحركة تمرد الفلسطينية أسسها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في يونيو الماضي في محاولة لمحاكاة تجربة حركة تمرد في مصر، التي شاركت في دعوة المواطنين للتظاهر ضد الرئيس المصري محمد مرسي في 30 حزيران- يونيو الماضي، قبل أن يطيح به قادة الجيش وبمشاركة قوى سياسية ودينية في 3 تموز- يوليو بواسطة انقلاب عسكري.