أكد المشاركون في ندوة بعنوان "القدس تصادر.. غزة تحاصر.. فلسطينيو سوريا نكبة تتجدد" أن القضية الفلسطينية تمر حاليا بحالة غير مسبوقة من التجاهل العربي، وهو ما شجع الكيان الصهيوني على تصعيد انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المغتصبة، فقد زادت عمليات تهويد مدينة القدس المحتلة واستهداف المسجد الأقصى المبارك، كما يعاني قطاع غزة من مزيد من التضييق بإحكام الحصار الصهيوني المفروض عليه بمشاركة عربية، كما أدان المشاركون بالممارسات اللاإنسانية التي يتعرض لها اللاجئين الفلسطينيين في سورية من قتل وحصار وتجويع.
جاء ذلك في الندوة التي نظمتها لجنة "أنصار القدس" المنبثقة عن جمعية المعلمين الكويتية يوم الثلاثاء الماضي الموافق 3 كانون الأول/ ديسمبر 2013م، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقد استضافت الندوة كل من رئيس لجنة أنصار القدس السيد/ عبد الله المهيني، والدكتور/ سلمان أبو ستة – الباحث الفلسطيني المتخصص بقضايا اللاجئين وحق العودة، والمحامي/ مبارك المطوع الناشط في مجال الإغاثة، والدكتور/ إبراهيم المهنا عضو هيئة علماء فلسطين بالخارج.
وتضمنت الندوة عدة محاور أهمها: تهويد مدينة القدس المحتلة، والحصار على قطاع غزة، بالاضافة إلى مأساة اللاجئين الفلسطينيين في سورية "من المخيمات اللجوء إلى قوارب الموت".
واستهلت الندوة بكلمة من عريف الندوة الاستاذ علي البغدادي للتعريف بالهدف من الندوة والمتمثل في إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتم احياؤه بتاريخ 29 من أيلول/ نوفمبر من كل عام، والذي جاء نتيجة لقرارات الامم المتحدة بتقسيم فلسطين وإعطاء حق لليهود في إقامة دولتهم على أراضي فلسطين التاريخية.
فيما تحدث السيد عبد الله المهيني عن ملل الشعوب العربية من الوعود التي تقدمها الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية والاكتفاء بالشجب والتنديد لما يحدث في الأقصى وفي فلسطين من تهجير واستيطان.
وأكد أن المأساة الانسانية التي تعاني منها غزة بسبب حصارها اللا انساني يعد بحد ذاته جريمة انسانية، منوهاً إلى المعاناة التي يواجهها اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من سوريا وطردوا من مصر ووصولا إلى مراكب الموت في محاولات الهروب إلى أوروبا من مصر وليبيا عبر البحر.
وتلى كلمة السيد المهيني عرض فيلم وثائقي تم اعداده خصيصا لهذه المناسبة يتحدث عن عمليات التهويد المستمرة من قبل الصهاينة لمدينة القدس المحتلة، ومحاولات طمس هويتها الإسلامية العربية، وسعيهم لتفريغها من سكانها الإصليين لجعلها عاصمة الكيان الصهيوني.
بعدها تحدث د.سلمان أبو ستة وقال: إن ما يحدث الآن بخصوص قرار "برافر" الذي ينتزع أراضي النقب من أصحابها الأصليين والمظاهرات التي عمت جميع المناطق الفلسطينية والدول الأوروبية في 30/11 الماضي ما هو إلا استمرار لنكبة فلسطين، وإقرار العالم كله بأن هذا يعد مخالفة للقوانين الدولية، وانتزاعا للحقوق من أصحابها، مشيراً إلى أن الدول العربية لم تشهد أي فعاليات في هذا اليوم، وهو ما يعد دليلا على بُعد الدول العربية وشعوبها عما يجري الآن في فلسطين التي تعتبر قضية الأمة الأولى.
وتضمنت الندوة استضافة عدد الجاليات المختلفة المقيمة في دولة الكويت، جاؤوا ليعلنوا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في برقيات سريعة، وكان منهم الجالية الباكستانية والذي مثلها السيد/ محمد كمال الذي أكد أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة جمعاء وأنها تمثل إحدى أهم المؤامرات على الأمة الإسلامية. وتعهد بأن يكون المسلمين في باكستان دائما في الصف الأول للجيوش التي ستتقدم لتحرير فلسطين، وأنهم لن يألوا جهدا لمساعدة القضية الفلسطينية بكل الوسائل وعلى جميع المنابر الدولية حتى تطلع شمس الحرية على كل من فلسطين وكشمير.
وتحدث بعدها ممثل الجالية اليمنية السيد/ قايد البريمي الذي أكد أن قضية فلسطين والأقصى هي قضية الأمة التي لا يمكن التخلي عنها. وشدد على التزام الشعب اليمني بمواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية والسعي لتحريرها ودعم أهلها بكل السبل.
كما تحدث ممثلين الجاليات السريلانكية والهندية وممثلة الجالية اللبنانية والذين أكدوا على تمسكهم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني باعتبارها قضية المسلمين بالدرجة الأولى ووقوفا مع الحق ومساندة للشعب الفلسطيني في حقهم بإقامة دولتهم واسترجاع أراضيهم الكاملة من تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم، كما أكدوا على ضرورة دعم المقاومة بكل السبل الممكنة فهو حق مشروع كفلته جميع المواثيق الدولية.
وبعد انتهاء رسائل الجاليات التضامنية تحدث ضيف الندوة المحامي مبارك المطوع الناشط في مجال الاغاثة ونائب رئيس المجلس الأعلى لاتحاد الدول الإسلامية في تركيا، وأمين عام وعضو اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان ورئيس لجنة حقوق الإنسان الإسلامية، وذكر أن من أهم شروط الأمم المتحدة في الاعتراف بالدول ومنها الكيان الصهيوني هو أن تكون الدولة محبة وداعمة للسلام وهذا الشرط لم يلتزم به الكيان الصهيوني وبذلك انتفى الاعتراف قانونيا باسرائيل لذا هم دائما يطالبون بتعديل القرارات والتراجع عنها فيما يخص مصلحة الكيان الصهيوني.
واكمل المطوع حديثه بأن إسرائيل تتنصل من مسئوليتها على القطاع وبنفس الوقت تضرب حصاراً قاسيا بكل السبل عليه، مشيراً إلى أنه بعد تدمير مصر الانفاق أصبح الوضع اسوأ بكثير عن السابق، وأن الاتفاقيات الدولية تنص وتلزم على توفير الغذاء والدواء والتعليم وهذا ما لم ينفذ تحت مرأى وسمع العالم كله والكل يتخلى عن مسؤوليته الآن اتجاه حصار غزة.
وفي الكلمة الاخيرة التي ألقاها د.إبراهيم المهنا عضو هيئة علماء فلسطين بالخارج تحدث عن فلسطينيي سورية والمعاناة التي يخوضونها الآن في الصراع الدائر في سورية، وتحدث عن المآسي التي تحدث في مخيمات اللجوء في سوريا من القتل والتدمير والتجويع ونقص حاد للأدوية وانتشار الأمراض التي يعانون منها.
كما تحدث عن مسألة اللجوء الى الدول العربية الاخرى ومنها مصر التي يعاني فيها اللاجئين الآن أشد المعاناة من اعتقالات واحتجاز وظروف صحية ومعيشية قاسية جدا، ما اضطر البعض إلى ركوب المخاطر للجوء والهرب إلى أوروبا عبر البحر المتوسط مما أدى إلى غرق الكثير منهم في مراكب الموت.