لا أقصد بالرجال النوع (الذكور) ولا المرحلة السنية وإنما أقصد الصفة التي تشمل الذكور والإناث في كل المراحل السنية فقد أثبتت الوقائع في ميدان استرداد الثورة المصرية أن الذكور والإناث في مختلف المراحل السنية قد تنافسوا في حسن الأداء والبذل والتضحية بالقدر الذي يجعل من يراهم لا يستطيع إلا أن يقول حقا إن الإسلام قادر على صنع رجاله في كل وقت.
هيا بنا إلى مأدبة القران الكريم نعيش في ظلالها يقول عز وجل:
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)".
هيا نتدبر تلك الآيات المباركات ونفكر سويا في الإجابة على هذه الأسئلة:
ماذا نفعل؟ ولمن نعمل؟ وماذا نبتغي بعملنا هذا؟
من هم خصومنا؟ ماذا يريدون؟ وماذا يفعلون؟ ولمن يعملون؟
إذا ما أجبنا على هذه التساؤلات في ضوء الآيات فسنجد البشريات العديدة ومنها:
أبشروا بوعد الله للمؤمنين في كل زمان ومكان بالتمكين والاستخلاف في الوقت الذي يريد، وبالكيفية التي يريد عز وجل،
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".
أبشروا لأن الله عز وجل اصطفاكم ووفقكم للتجارة معه وهي بإذن الله تجارة لن تبور أبدا.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)".
أبشروا لأن الله عز وجل يتولى الأمر بذاته العلية، وقد أخبرنا أنهم يهدفون من الحرب إطفاء نور الله، وقد قرر عز وجل أنه متم نوره دونما اعتبار لما يريد هؤلاء، وقد قرر عز وجل أن يظهر نوره على كل راية وعلى كل أحد وعلى كل شيء.
"يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)".
أبشروا لأن غايتكم واضحة وضوح الشمس كنتم ولازلتم تحرصون على طلب مرضاة الله عز وجل وحسن مثوبته لم ولن تحرفكم الضغوط الهائلة ترغيبا كانت أو ترهيبا عن هذه الغاية.
"إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ..".
لأنكم ضحيتم وتضحون بالنفس والمال والوقت والحياة وكل شيء بلا حدود والميادبن تشهد لكم أمام الله بذلك بالدم الذي جرى على طرقها والسجون التي امتلأت بالأبطال تشهد لهم بحسن خلقهم ورفيع أدبهم وحبهم لدينهم ووطنهم وطهارتهم من أي جرم يبيح سجنهم، والميادين التي تكتظ الآن بآخرين راغبين في البذل والتضحية ينافسون الذين سبقوهم بإحسان، وقد برهنتم وتبرهنون أن الأمة تستبريء من مرض الوهن الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حب الدنيا وكراهية الموت.
لأنكم تجسدون مباديء مشروعكم وما تدعون إليه من قيم واقعاً ملموساً على الأرض بصدقكم ومطابقة ما تقولونه لما تفعلونه، بينما غيركم يكذب ويتحرى الكذب بل وصلوا إلى حد البهتان ليشوهوا صورتكم أو يحسنوا صورتهم، وكذلك بإنكاركم لذاتكم وتنزهكم عن المنافع الذاتية وغيركم غارق في مستنقع التنافس على المنافع والمصالح.
لأنكم ثابتون على الحق كالجبل الأشم الذي يصد العواصف الهوجاء فتتكسر عنده وقد شهد العالم أجمع بانبهار ثباتكم على الحق بسلمية كاملة رغم الشهداء والجرحى والمعتقلين وسيذكر التاريخ لكم هذه الكرامة على مر الأجيال.
بينما تقف إرادتكم السلمية الصلبة فينكسر أمامها كل سلاح ويخفت أمامها صوت الرصاص وتنحني أمامها كل الهامات، خصومكم تغير جلدهم وتبدل لونهم.
فالساسة الذين صدعوا آذاننا بالحديث عن الديموقراطية وأهميتها في الحياة واتهامنا بالتبرم بها إذا هم يكفرون بها ويقيمون الأفراح لوفاتها على يد الانقلاب، وفي المقابل البطل الشامخ الرئيس المنتخب يتحدى كل الضغوط ثابتاً راسخاً كالجبل الأشم وأنتم تقدمون الشهيد تلو الشهيد للدفاع عنها سبحان الله ما أسهل الكلام وأصعب الفعل.
ودعاة العلم الذين اتعبوا المنابر من الوقوف عليها وأتعبوا الآذان من كثرة الكلام عن معاني الإسلام السامية فإذا بهم بأفعالهم وسلوكهم تنكشف حقيقتهم وأنهم خالون من هذه المعاني.
أبشروا لأنكم تملأون ميادين العطاء المادي والمعنوي تقدمون النفس والمال والوقت وكل شيء ليس للمطالبة بمطلب شخصي أو فئوي وإنما مطلب يعم خيره الخصم قبل الصديق والغير قبل النفس.