طالب القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة المحتلة المهندس وصفي قبها السلطة الفلسطينية في رام الله وأجهزتهاالأمنية بالتقاط الإشارات الإيجابية الصادرة من قطاع غزة، وعدم تفويت الفرصة لإنجاز المصالحة والوحدة الوطنية.
ورأى قبها في تصريح صحفي اليوم الأربعاء 8 كانون الثاني/ يناير 2014م، وصل موقع "بصائر" نسخة عنه، أن ذلك يكون من خلال وقف كل آليات وأشكال حملات التضييق والكبت، ومصادرة الحريات من ملاحقات واستدعاءات واعتقالات، وعدم الرد بالنكران والتغول والاستبداد على قرارات وإجراءات حسن النية التي اتخذتها حكومة غزة.
وبيَّن القيادي في حماس أن من ضمن خطوات حكومة غزة التي اتخذتها لخلق أجواء ايجابية لتحقيق المصالحة الوطنية، السماح لحركة فتح بإقامة فعاليات انطلاقتها، وإطلاق سراح معتقلين في خطوة لتعزيز الثقة.
وقال: "من المؤسف أن تشن سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية حملة استدعاءات واعتقالات واسعة طالت تسعة من أنصار حماس في مختلف محافظات الضفة، واختطاف الطالب أحمد نعيرات من أمام جامعته بيرزيت، وذلك بعد أقل من 24ساعة من قرارات حكومة غزة التي عكست صدقًا وحكمة ووطنية ومسؤولية عالية".
وأضاف بالقول: "كان من الواجب على مسؤولي السلطة أن يخرجوا على الشعب الفلسطيني، ويُعلنوا عن وقف التنسيق الأمني، والسماح لحركة حماس بإقامة مهرجانات انطلاقتها، وإطلاق سراح الطالب نعيرات وكل المختطفين في سجون السلطة".
وتابع: "كان عليهم اتخاذ القرارات والإجراءات النابعة من الضمير الوطني، والتي تمهد للمصالحة، وتكفل خلق أجواء ومناخات تقارب حقيقية لإنهاء الانقسام، واستعادة اللحمة والوحدة الوطنية".
يأتي هذا التصريح في الوقت الذي أفرجت فيه وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة ظهر اليوم، عن سبعة من عناصر حركة فتح والمعتقلين على قضايا أمنية في مركز إصلاح وتأهيل "الكتيبة" غرب غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية إسلام شهوان في مؤتمر صحفي إن الإفراج عن هؤلاء يخلق أجواء مناسبة لإتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، مشيراً إلى أن هذه الخطوة سيتبعها خطوات ايجابية أخرى خلال الأيام المقبلة.
وأكد أن هذا القرار يؤكد حرص الحكومة على اتمام المصالحة، نافياً وجود أي معتقل سياسي في سجونها وأن من تم الإفراج عنهم هم معتقلون أمنيون ولكنهم يتبعون لحركة فتح.
بدوره، أكد مدير عام مراكز الإصلاح والتأهيل عطية منصور أن النزلاء المفرج عنهم أمضوا ثلثي المدة المحكمة عليهم، وقال خلال المؤتمر الصحفي: "عدد المعتقلين الأمنيين على خلفية سياسية يقل عن 20 معتقلا".
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية قد أعلن قبل أيام عدة عن قرارات سيتخذها من أجل تهيئة الأجواء للمصالحة الفلسطينية، من بينها الإفراج عن عناصر من حركة فتح معتقلين على خلفية قضايا أمنية.
والمعتقلون المفرج عنهم هم: "رامي يحيى على بسيسو، وصالح عدنان صالح عبد السلام، فايز هشام حمدان حجازي، نائل مصطفى علي شلايل، محمد نور الدين إسماعيل عنبر، سليم محمود حسن البيوك، رأفت فؤاد كامل الشاعر".
بدوره شكر المفرج عنه فايز حجازي هنية على قراراته التي وصفها بالشجاعة، متمنياً مزيدا من القرارات التي من شانها رأب الصدع بين شطري الوطن.
فيما دعا المفرج عنه محمد عنبر (25 عاما) الحكومتين الفلسطينيين في غزة ورام الله إلى إتمام المصالحة الوطنية في أقرب وقت ممكن، مؤكداً أن الانقسام لا يخدم سوى الاحتلال. وقال فور خروجه من السجن: "أتمنى من القيادة الفلسطينية أن تستعجل في تخفيف معاناة شعبنا وإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام بدون رجعة"، معربا عن سعادته الكبيرة في هذه الخطوة.
فيما أعربت الحاجة أم صالح والدة المفرج عنه صالح عبد السلام عن فرحتها الشديدة برؤية ابنها طليقا بعد أكثر من عام في السجن، متمنية الافراج لجميع المساجين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت: أنا "مسرورة جدا لهذه الخطوة من حكومة غزة، وأرجو أن ينتهي الانقسام في العاجل القريب وتعود الوحدة بين أبناء الشعب الواحد"، مضيفة القول: إن "هذه المرة هناك بوادر ايجابية جدا لإتمام المصالحة، وأدعو الله أن يوفق الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية حتى تتم المصالحة ويفرج عن كل المساجين".
وكانت علامات الفرح واضحة على وجه الحاج أبو حسن، عندما عانق ابنه المفرج عنه فايز حجازي أمام سجن الكتيبة بغزة، معتبراً خطوة الافراج عن معتقلين من حركة فتح بمثابة دفعة قوية للمصالحة، ولها الأثر الكبير في نفوس العائلات، الأمر الذي يعزز من المصالحة المجتمعية بين الناس. وقال: "كنت انتظر هذا القرار بفارغ الصبر ليعود ابني الى بيته وزوجته، وأتمنى من الله أن يفرج عن كل المساجين في الضفة وغزة، وألا يبقى أي واحد منهم داخل السجن".
وفي ذات السياق قال غسان القيشاوي منسق العمل مع المدير العام للاصلاح والتأهيل إن هذه المبادرة تشكل خطوة في اتجاه تصحيح المسار بين حركتي فتح وحماس، مؤكداً أن الافراج عن معتقلين من حركة فتح يدل على إحساس حركة حماس بالمسئولية اتجاه الشعب الفلسطيني والوطن والقضية، داعيا القيادة الفلسطينية في رام الله إلى المضي قدما لإتمام المصالحة.